هل ستكون الخمس السنوات القادمة هي أطول سنوات في الزمن بالنسبة للمعارضة ؟
و ماذا عن جلالته هل ستكون خمس طوال ؟
و ماذا عن الشعب ؟
بالنسبة لي لم أتبنى يوما فكر المعارضة ، و لم يسبق أن كنت رئيسا ، لكن - ويقينا – بالنسبة للشعب ستكون مجرد خمس سنوات عادية ، مليئة بالحيرة ، فالشعب لا يفقه ما يحصل ، لا يميز من على الحق و من على الباطل .
و من منظورنا نحن الشعب أي شخص يطلب السلطة فحتما لديه مآرب أخرى غير خدمة الشعب ، لأن خدمة الشعب متعبة مملة ، كذلك أيضا أي شخص يكرس نفسه لتفنيد أقوال و أفعال الحاكم فهو إما شخص يريد السلطة لنفسه ، ليستغلها أو هو شخص ليس لديه ما يفعله فقرر أن يكون مقلقا للراحة ، فنحن الشعب لا نستفيد من المعارض إلا الإرهاب ، فهو يصور لنا أننا على شفير الهلاك لو ظل الوضع على ما هو عليه ، بينما الحقيقة أن الوضع يبقى على ما هو عليه ، و لا شيء يتغير ! .
أي يكن الوضع فنحن الشعب ، معظم الشعب لا نعقل حقيقته .
أيام فقط تفصلنا عن البيعة الثانية لجلالته ، و لا ننسى أن المعارضة غير معنية بهذه البيعة ، حيث أخذت استراحة محارب في الاستحقاقات الماضية ، مدخرة بذلك أموالها و خطاباتها و طاقة مناضليها ، و حسن فعلت .
و بالنسبة لي جلالته يستحق بيعة ثانية لأنه كرس نفسه لمحاربة أكثر أمراض العالم الثالث (محاربة الفساد ) رغم أن طريقته لمحاربة هذه الظاهرة الطبيعية لم تكن المثلى ، لأن القضاء على الفساد لا يتم باستئصال الأشخاص فقط ، بل ببناء فكر إصلاحي يكون موازيا للفساد ، لأن الفساد فكر و ممارسة .
و بمناسبة الحديث عن ظاهرة الفساد لن أنسى أن أخبرك عزيزي الشعب ، بحقيقة الفساد ، فالفساد ظاهرة طبيعية في دول العالم الثالث تماما مثل الفقر ، و أنا و أنت عزيزي الشعب ندرك بأنك فقير جدا ، و مثل البطالة و أنا و أنت عزيزي الشعب نعلم أنك تمتهن البطالة عملا ، و مثل الجهل و أنا و أنت عزيزي الشعب نعلم بأنك أمي لا تقرأ و لا تكتب .
و كل هذه الكوارث حدثت لك عزيزي الشعب لسبب بسيط هو أنك لم تمهد لقيام دولة ، بل استيقظت يوما فإذا بك تعيش في إطار غريب يسمى الدولة ، لذا فكل ما تحتاجه ليصير وضعك أحسن هو المزيد من الوقت و صدام الإيديولوجيات المدنية الحضرية ، و بعدها ستقوم الدولة المدنية ، و سيذكر المؤرخون في كتبهم أن ما نسيمه الآن ديمقراطية و حكم رشيد و دولة مدنية كان إرهاصات متقدمة لقيام الدولة المدنية .
نحن الآن بمنظور الأجيال القادمة مخطئون في تقييم وضعنا ، و السبب في ذلك أننا ولدنا في البدو وهم ولدوا في المدينة ، أنهم تعلموا و نحن لم نفعل .
جلالته بمناسبة بيعتك الثانية أبايعك و أخبرك بأني أحبك لأنه في دول العالم الثالث المفروض في الشعب أن يعتنق حب الحاكم و إلا كان غريب الأطوار ، و أوصيك خيرا بهذا الوطن الذي لا نملك غيره .