يقول مثل مصري في غاية البلاغة؛ "ما يعجبوش العجب ولا الصيام في رجب" وتعلمون أن المقصود بالمثل هم من يستحيل إقناعهم ولو كانت الحقائق ما ثلة أمامهم، وذلك ليس لعدم قدرتهم على التمييز بين الأشياء،
بل لأنهم معقدون لدرجة تمسكهم بمواقف "متصلبة" ممن خالفوهم دون النظر إلى الصالح العام، وبغض النظر عن إرادة شعب رفضهم ومن الوهلة الأولى.. تلكم هي معارضتنا اللا ديمقراطية؛ والتي لم يجد "الخجل" يوما طريقا إلى نفوسها.
طالعتُ كبقية المتابعين للشأن العام ما صدر عن رئيس موريتانيا الأسبق العقيد أعل ولد محمد فال بخصوص حفل تنصيب الرئيس "المنتخب" للمرة الثانية على التوالي السيد : محمد ولد عبد العزيز؛ تماما كما تابعت المؤتمر الصحفي الذي عقده ما يسمى منتدى المعارضة بعد غياب طويل عن المشهد السياسي وكأن قادته في رحلة استجمام موسمية أو استراحة محارب تعوًد الابتعاد عن ساحات الوغى!..
عموما لنبدأ مع البادئ والبادئ أظلم كما يقال؛ تحدث الرئيس الأسبق في بيانه الجديد عن أمور ما انزل الله بها من سلطان ؛ وأنا هنا أربأ بنفسي عن وصف من قاد بلدي يوما من الايام بـ"الكاذب" بقدر ما أريد تبيين الحقيقة من تلك الأباطيل التي نسبت مع كبير الأسف لفخامة الرئيس "الأسبق"..
تحدث ولد محمد فال عن فشل الدبلوماسية الموريتانية رغم الابتزاز، كما قال واستغلال المكانة المرموقة التي أصبحت تحتلها موريتانيا، في إقناع رؤساء وقادة دول لحضور حفل تنصيب الرئيس السبت المقبل، معتبرا "أن اعتذار اغلب الرؤساء والقادة المدعو ين جاء تعاطفا مع الشعب الموريتاني الذي عبر في كل المناسبات عن رفضه للنظام كما عزف عن المشاركة في الانتخابات وخاصة الرئاسية حتى لا يمنحه فرصة التزوير باسمه"؛ انتهى الاستشهاد.. هل يعتبر الفوز بنسبة تزيد على الـ80% وبنسبة مشاركة قاربت الـ60% تزويرا لإرادة الشعب،.. لنتجاوز فهذه مكشوفة..
ويواصل "ولا زالت البقية مترددة بفعل علاقات بلدانها التاريخية وصداقتها القوية بموريتانيا من جهة، وعدم ارتياحها للمشاركة في تنصيب نظام يرفضه شعبه من جهة ثانية مما يعني أنه فشل في بحثه عن الشرعية خارجيا بعد أن عجز عن كسبها داخليا"، وكأننا أمام نظام استثنائي يريد تسويق نفسه في الخارج لحشد الدعم وكسب الاعتراف أو أننا في مرحلة انتقالية يرفض أصحابها المغادرة وقصة (البطاقة البيضاء) لا تزال في الذاكرة،..
"وهنا أشيد بموقف القادة الذين رفضوا المشاركة" من هم؟! نريد أسماء محددة؛ ثم يضيف:".. في تكريس إعادة اختطاف موريتانيا وتدجين شعبها وتركيع سياسييها ورجال أعمالها ونخبها، عن أي تدجين وتركيع تتحدث، أيوجد كبت للحريات في بلدنا أم سجون للساسة وحملة الرأي ومتى قيدت النخب وكممت الأفواه؟.. أليس هذا الكلام مجرد توزيع عشوائي للتهم؟.
الخلاصة:"لا يسعني إلا أن أدعو الشعب وقواه الحية إلى عدم الاستسلام لهذا الوضع المزري، والى رصً الصفوف ومواصلة النضال "المستميت" من اجل استعادة الديمقراطية المسلوبة"،.. من سيستمع إليك من عامة الشعب وقواه الحية.. آه تذكرت الـ3% ألازلت تتذكر 2009 تلك النسبة لا تزال موجودة؟!.. وما معنى النضال "المستميت" ماذا فعلت للسلميًة، اعتقد أن هذا أقرب إلى التحريض فماذا دهاك أم أنك استنفدت كافة قواك؟.
اعتقد جازما أن هذا "البيان" جاء في الوقت بدل الضائع أو بعد نهاية المباراة بلغة أهل الرياضة؛ فما الداعي لأن ينزل من هو في مكانتك إلى هذا المستوى وبعد أن انتهى كل شيئ.. الشعب صوت والانتخابات جرت في ظروف طبيعية دون أن تشوبها شائبة، وحفل التنصيب بعد أيام، ألا يصنًف هذا الموقف في خانة "الحقد" وماذا أضفت من خلال هذه الإطلالة غير الموفقة مع كامل الاحترام؟!.. يبدو أنه لا جديد يذكر ولا قديم يعاد.
أما بخصوص ما ورد في المؤتمر "المهزلة" الذي عقده قادة ما يسمونه منتدى الديمقراطية والوحدة حول نيتهم الاعتصام أمام الملعب الاولمبي يوم تنصيب الرئيس، وذلك للتعبير عن رفضهم لتنصيب انبثق عن انتخابات فصًلها الرئيس على مقاسه، فأقول: "فاتكم القطار وأصبحتم من الماضي بل في مزبلة التاريخ السياسي في بلد طالما رفضكم شعبه ولفظكم رغم إعادة الكرة لعدة مرات.. دعونا نمضي إلى الإمام.. دعونا نعيش.. فكفاكم تلاعبا بمصالح هذا الشعب المسكين واحترموا إرادته وكونوا منصفين وقولوها نهارا جهارا "نعتذر لشعب موريتانيا الأبي" فالاعتراف بالذنب فضيلة".