على مدى 28 يوما شاهد العالم مدى بطش الآلة العسكرية "الاسرائمريكية " بإخوتنا في غزة دون أن يحرك ساكنا بل الأدهى من ذلك دعمه الوقح والمكشوف للصهاينة في عدوانهم على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة ،
ولم يكن موقف أخوة الشعب الفلسطيني في اللغة والدين والجغرافيا أحسن حالا من الموقف الأنظمة الغربية و الهيئات الرسمية العالمية كالأمم المتحدة والتعاون الإسلامي والجامعة العربية .
وقف كل هؤلاء وهم ينتظرون انتهاء جولة الجيش الذي لا "يقهر" في قطاع غزة واستئصال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لأن ذلك يوافق هوى في نفوس الأنظمة المتآمر على الشعب الفلسطيني عموما ،خلال ثمانية عقود وعلى مشروع المقاومة المسلحة بفلسطين خصوصا ،لكن حلفاء بني صهيون من الغرب الرسمي وأعراب الحجاز والكنانة والشام وجدوا أنفسهم في مأزق سياسي وأخلاقي بفضل بسالة المقاومة العسكرية الراقية في غزة بقيادة أبناء القسام .
ظن الجيش الصهيوني أن عملية "الجرف الصامد" لن تكون إلا نزهة لهم في غزة وبالتالي الخلود للراحة بعد التخلص من المقاومة وتحقيق حلم رئيس الوزراء الصهيوني المومياء شارون الهالك ،غير أن المقاومة بغزة كانت بالمرصاد لقوات الصهاينة وسطرت نماذج من البطولة والابداع جعلت العدو الصهيوني يقف عاجزا عن رد الضربات التي انهالت على جسمه من تحت الحزام وفوقه على حد تعبير مراسل الجزير بالقدس الياس كرام .
ومن أجل النيل من المقاومة القسامية لجأ الجيش الصهيوني إلى ممارسة عادته القديمة والتاريخية في تدمير المنازل وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في هستيرية جعلت أحرار العالم يقفون مصدومين من تعمد الآلة "الاسرائمريكية " الذكية - قتل الابرياء ،لكن في المقابل وقف العالم مشدوها للبطولات التي سطرها أبناء القسام وفصائل المقاومة في أسلوب قتالي أقرب إلى الاستعراض والمناورة منه إلى واقع اشياك عسكري جدي وسط انهيار كامل للجيش الصهيوني الذي لم يستوعب الدرس في نحال عوز والقصف المسبق وبالتوقيت والمكان المحددين .
والأجمل من هذا كله هو حالة الاجماع السياسي التي دخل بها الشعب الفلسطيني هذا العدون الذي فرض عليه مدعوما بصمود شعبي لم تفلح الآلة التدميرية للجيش الصهيوني في كسره فقد اسمع كل صاحب بيت هدم أو قريب لشهيد صعد إلى الله الصهاينة ما يكرهون سماعه وهو تمسكهم بالمقاومة والعيش الكريم مبددين بذلك حلم الصهاينة في تأليب سكان غزة على المقاومة وهو السر الحقيقي وراء استهداف المدنيين ومنازلهم بل وحتى الحيوانات .
إن الأصوات الخائنة التي تحمل المقاومة مسئولية سقوط الابرياء في عدوان الصهاينة على أهل غزة وهي بالمناسبة تنطق بلسان صهيوني خبيث – يبدو أنهم لا يدركون حقيقتين :
الأولى أن عدوان دولة الصهاينة على غزة وفي ظل عدم التوازن في القوة يحتم سقوط المزيد من الشهداء والدمار وخصوصا إذا كان العدو هو الكيان الصهيوني
الثاني :أن للحرية والكرامة ثمنا لا بد من دفعه وهذا ما يدركه سكان غزة قبل المقاومة وذلك هو السر الجميل وراء ابداع المقاومة القسامية في عملية العصف المأكول
إن ثمن الحرية والكرامة هو الذي يجعل أبناء القسام وسكان غزة يحملون أرواحهم على أكفهم يطلبون الشهادة مظانها فيرتقون شهداء إلى الله تاركين بذلك الأعراب الذين استمرأوا الذل والهوان والتبعية لأعداء الأمة الموت على الفرش وبالأمراض الخبيثة في معظمهم .