الرئيس السابق / محمد عبد ولد ابابه

في العام 1905 سقطتْ الطفلة الابريطانية "ادوارد ديدي"، من على السلم،  فوقعت على رأسها، هذه السقطة أثرت عليها عصبيًّـا فيماَ بعد فحين كبرت ظهرت بها هلوساتٌ وهلوساتٌ، فغدت ترى أنها تعيش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد،

وأنها إحدى عشيقات الملك الفرعوني، سيتي الاول الذي اشتــُهر بكثرة غرامياته وولعه بالسًّتــَّاتِ ، حتى أنه نسب إليهن (الستُّ: المرأة في اللغة الفرعونية وقد سرت منها للهجة المصرية) فسمي سِيتِي بإلحاق ياء النسبة.
فهل سرت ياء النسبة للعربية من الفرعونية أو العكس (ذلك نقاش لغويٌّ و ألْسُنيٌّ)؟ !
الفتاة الإبريطانية خُيل اليها أنها حمَلتْ من الملك الفرعوني، الذي عاش في القرن 13 قبل الميلاد، وهو ما لا يليق بها كراهبة، وشعورا منها بالخطيئة خيل إليها أنها انتحرت، و بالرغم من كل ذلك (بما فيه أنها انتحرت) فقد رحلت إلى مصر وعاشت بقية عمرها في قرية قريبة من المعبد الذي يوجد فيه جثمان سِيتِي، وظلت هنالك إلى أن توفيت سنة 1981.
لا نعرف على أي أعضائه، سقط الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، يوم أصابته رصاصة اطويلة "الواضحة الغموض"، لكن الواضح   أنه "طاح على رأسه"، هذا التعبير المراهقي هو الاكثر دلالة على حالة الرئيس السابق، الشبيهة بحالة ادوارد ديدي.
لقد خــُيلَ  للرئيس أنه خاض انتخابات تعددية، مع المعارضة التي لم تشاركْ، وجابَ الرجل طول البلاد وعرضَها منافحاً عن برنامجه، ومواجهاً معارضة لم تبرح العاصمة نواكشوط ، يردُّ على كلام تقلهُ، في حالة يبدو فيها الرئيس كما لو كان مصابا بـالسيزوفونيا أو "انفصام الشخصية"، أو مسحوراً يلعنُ ساحراته فيما قبل التاريخ.
ولأنهُ خـُــيَّلَ إليه أنهُ خاض انتخابات تعددية فقد خـُيل إليه، كنتيجةٍ، أنه نال ثقة الشعب. وليت َهذه الهلوسة اقتصرتْ على المستوى الداخلي، لكن الأمر شبيه بإزماع الرحلة بعد الانتحار، فالرجلُ دعا قادة العالم إلى حضور حفل تنصيبه، لكنهم كانوا أطباء نفسيين يحترمون أنفسهم فلا يحضرون مثل هذه المهازل،  لكنهم احتراما لحالته النفسية، من جهة ووعيا بها من جهة أخرى، فإن بعض القادة العرب الذين لم يحضرْ أيٌّ منهم بعثوا بوزراء الزراعة كممثلين عنهم !!!
الأمرُ لا يعدُو كونه هلوسة رئيس سابق، ولأنه هلوسةٌ فهو غير ملزم لأحدٍ لأنه جاء بعد انقضاء مأمورية الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، التي لم ينل بعدها أيَّ شرعية انتخابية . دعْكَ من الهلوسات والتخيلاتِ !
غالبية المواطنينَ لا يهمهم أن "يَتـْرُكَ عَزِيز السُّلـطـَة"، بتعبير أَلاَسَانْ، أو يتشبث بها حتى "لا يتعرضَ لمحاكمة الشعب إذا لم يترشحْ" طبقا لفسلفة أخصَّائيي التصفيق، لكن الشعب كل الشعب يهمه ويثقل كاهله ارتفاع الاسعار، وانخفاض قيمة الاوقية، وارتفاع معدل البطالة، والمحسوبية في الفُرَص، وبيع الثروة للصين لمدة ربع قرن،....
يهمه كذلك الموقف من القضايا الكبرى، وخصوصا القضية الفسلطينية التي بدأتَ تنحرفُ بشأنها عن النهج القويم، حتى ولو كان ذلك النهج القويم مختطـًّا من قبل ايران "باصات عزيز"، ضمن سياسة محور إيران سوريا روسيا، وهي السياسة التي بدت جلية من خلال (زيارة ايران، زيارة وزيرة خارجية موريتانيا منت مكناس 2011 لروسيا، لأول مرة، زيارة فيصل المقداد لانواكشوط رغم قتل الاسد للشعب السوري).
سيدي الرئيس...
ولأن الموقف من القضية الفلسطنية، وطردَ إسرائيل لم يكن قرارا داخليا، ولم تــُراعَى فيه عواطفُ الشعب الموريتاني الذي يقف إلى جانب الاشقاء في فلسطين، فلا عجبَ إذا وصفت قبل أي أيامٍ ملف الكيان الصهيوني، لطلب عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، بأنه "مكتملٌ" .
تلك أولى معالم " موسم الهجرة الى الشمال"، بتعبير الطيب صالح، ذلك الشمال (الأروبي والأمريكي)، وبداية السير في ذلك الفلك وبداية العودة "لــ " و "إلى" إسرائيل.
سيدي الرئيس...
بدا   واضحا أن القمة الأفريقية الأمريكية، أسالت لعابك، حتى قبل "التنصيب الشكلاني"، فطفقت تغازل دولا قريبة من أمريكا، كنت تناصبها العداء أو تسير على الاقل في غير فلكها، عساها أن تساهم في فتح الباب العالي الأمريكي.
لكن "قبلك كان الفضلُ والفضلُ والفضلُ" إنها خطى ولد الطائع يوم بدأ بالعراق، وانتهى بإسرائيل، طمعاً في توفير الحماية له من تبعات جرائمه العرقية، فلفظــَه الشعب و كانت نهايته.
فتأكدْ أنت أنها بداية النهاية.

5. أغسطس 2014 - 20:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا