يبدو أن بعض مثقفينا سقط في فخ إرشيف ‘‘غوغل‘‘ ذلك الإرشيف الذي تم إعداده طبقا لمنهجية الهجوم على قناة الجزيرة الفضائية وذلك بعد فشل القنوات الفضائية المناوئة لها، واستقطاب قناة الجزيرة لمشاهدي تلك القنوات ،
ولأن الباحث كما تعلمون عادة ما يستعين بإرشيف كوكل فقد ركزت جهات معينة على تلك النقطة واستغلت حاجة الباحث لتضليله ويبدو أن تلك المحاولة نجحت في استدراج بعض مثقفينا وجعلهم يخوضون حربا بالوكالة عن تلك الجهات ودون اي مبرر سوى ما يتم سرده من أوهام لأنها مجرد انعكاسات لعواطف يرى أصحابها الأصليون زوالهم بوجود من يفضح واقعهم الإستبدادي تماما كما يرى عبد الرحمن الكواكبي في كتابه‘‘طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد‘‘ أن المستبد لا يريد لرعيته أن تتعلم يقول: (كما أنه ليس من صالح الوصي أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم)ويؤكد أن التأمل في حالة كل رئيس ومرؤوس يرى سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزيادته. كما يرى أن أضر شيء على الإنسان هو الجهل، وأضر آثار الجهل هو الخوف” وأن “الاستبداد يقلب الحقائق فى الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مُطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد، والخامل المسكين صالح، ويُصبح -كذلك- النُّصْح فضولا، والغيرة عداوة، الشهامة عتوّا، والحميّة حماقة، والرحمة مرضا، كما يعتبر أن النفاق سياسة والتحيل كياسة والدنائة لُطْف والنذالة دماثة!” من هنا كان الخوف كم قناة الجزيرة لأنها الوحيدة التى تضطلع بمسؤولية توعية الراى العام العربى وذلك من خلال برامجها التى تعد مدرسة تعلم عليها الكثرون الذين رأوا ذاتهم من خلالها يقول بعض مثقفينا أن قناة الجزيرة تبث صورا مؤلمة وكأن تلك الصور أخذت من فليم رعب لهوليود!!!! أنها صورنا وإن كانت لاترضينا فعلينا بدلا من تغميد العين عنها أن نعرف كيف نحسنها وهنا نكون قد أعلناها حربا على الإستبداد ، ولاشك أن قناة الجزيرة تتصف بصفات يكرهها المستبد كما يرى الكواكبي.
فهي أول قناة عربية كسرت عقدة الخوف عند الإعلام العربي من الحكام ونشرت الوعي بشؤون قضية فلسطين وقضايا الحقوق والحريات .
هي التي فضحت جرائم المحتل في أفغانستان فدمر مقرها هناك واعتقل سامي الحاج وتيسير علوني فيما بعد
هي التي فضحت كل جرائم الاحتلال وأصبحت منبرا حقيقيا للمقاومة حين كان ليس ثمة سواها غير قنوات العري والانحلال والهشك بشك
هي التي نقلت لنا انتفاضة الاقصى 2001 و كانت حينها لسان المقاومة الصادح الجبار الذي لم يرهبه ضرب ولا تهشيم .....
فضحت التحالف في العراق و كانت لسان المقاومة بكل مكوناتها .. وهدها بوش وقادة الاحتلال في العراق سرا وعلنا ودمروا مقرها و قتلوا طارق أيوب .. ومنعوها من البث في العراق ست سنوات حتى غادر الأمريكيون العراق
- كانت لسان المقاومة و الناطق باسمها في حرب تموز 2006 ، غطت حصار غزة وحروبها الثلاثة الأخيرة ... بشكل منقطع النظير أثنى عليه قادة القسام و سرايا القدس ... ووشحوا مراسليها ... ولم تنس جراح غزة حيث لا يخلو فاصل من لقطة تذكر ضمير الإنسانية بتلك المأساة تلك اللقطات التي تغيظ الصهاينة والمتصهينين وتجعلهم يكرهون قناة الجزيرة.
وقفت مع الشعوب في ثوراتها ومطالبتها بالحريات ... و عانت من ذلك كثيرا تضييقا وتشويشا و قتلا و اعتقالا .. لكنها حافظت على خطها في الانحياز دوما للشعوب على حساب الحكام .. حتى بات توابع الحكام يصفونها بمشعلة الثوارت كأن الثوات لم تكن من تلقاء الشعوب !!! وتواصل الآن تغطيتها للعدوان الصهيوني على فلسطين وأقول فلسطين لأن المقاومة وحدت كل الفلسطينيين وكان للجزيرة الفضل في تغطية تلك الحرب الغاشمة بعدما تقاعست عنها وسائل الإعلام العربية قبل الغربية خوفا وطمعا
يحمد للجزيرة أن أكثر من يشتمها هو ليبرمان وقبله بوش وحثالة الحكام العرب الكارهين لشعوبهم قبل قناة الجزيرة . يكرهون الجزيرة لأنها تنير الشعوب لتعيش حياة كريمة بعيدا عن مايريد لها المستبدون المتعفنون. رعاة المصالح الغربية أعداء الشعوب المقهورة.