المأمورية الثانية أمل المحرومين.../ محمد الامام ولد ناجين

رغم كل التحديات والصعاب التي تواجه الطيف السياسي معارضة أو موالاة، وبما أن الأزمة السياسية التي كانت قائمة تم انفراجها، وتم تجاوز كل الصعاب التي كانت شوكة في أعين المتتبعين للشأن المحلي، بعد تنصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس

الجمهورية لمأمورية ثانية أمام حشد كبير من مناصريه، ووسط حضور دولي لم يكن على المستوى المطلوب، لكن لا يهم فالرئيس عاد من جديد إلى القصر بعد أن قاطع المقاطعون وفند المفندون وشكك المشككون في نزاهة الاستحقاقات الأخيرة التي فاز فيها أمل الشعب، حتى أن البعض ذهب به التصور إلى حد اليقين أن بلادنا لا تستطيع تنظيم هذه الاحتفالات من جميع النواحي لكن الواقع أتى بالخبر اليقين، وكان عكس التصور.
تم تنصيب الرئيس في ظروف عادية وسط تنظيم محكم وأهيب بكل من له يد طولى في حفظ النظام أثناء ذلك الحفل، وحقا يستوجب التشجيع والتنويه، لكن تبقى أبواب الأمل مفتوحة على مصراعيها من لدن ساكني الأرياف والقرى التي دعمت برنامج السيد الرئيس خلال المأمورية الأولى والثانية، والذين يعانون العطش وانعدام بنى تحتية من صحة وتعليم تمكنهم من استمرار عيش كريم في أماكنهم الأصلية، وكذا المستضعفين والمحرومين والعاطلين عن العمل من حملة الشهادات، والجميع كان له مكان في خطابكم سيدي الرئيس، وعسى أن لا يكون كلام تسمعه الآذان وتصغي إليه، ويبقى الأمل في تطبيقه محدود حسب معارضيكم سيدي.
لا مراء للشك أن موريتانيا بلد غني بخيراته وشعب فقير في ظاهره، تسود فيه البطالة بشكل معتم وكذا المحسوبية والفقر المدقع وقد تعاقب على كرسي الرئاسة فيه سبعة أظلهم الله بظل القصر الجمهوري، منهم من قضى نحبه ومنهم من جعل من غير الوطن ملاذا للسكن كي يأمن مكر من أطاحوا به، لكن موريتانيا بقيت لم تبرح مكانها كثيرا وبقي حال المحرومون ممن لا يستطيعون مغادرة هذه البلاد كما هو، لم يتأثر برحيل الراحلين ولا بدخول الوافدين الجدد إلى القصر.
حقا موريتانيا تحتاج في المأمورية الثانية الكثير والكثير، تحتاج غربلة وتجديدا للطبقة التي تتحكم في تسيير شؤون البلد من سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم حسب هواها الضيق، كما تحتاج الوقوف أمام جهات خفية تحيك المساس من بنية نسيج هذا الشعب وثوابته وقيمه الدينية، وتلك خطوط حمراء سيدي الرئيس يجب الوقوف في وجهها والتصدي لها بحزم كبير.
كما تحتاج موريتانيا خلال هذه المأمورية إلى إشراك القوى الشبابية ولو كانت معارضة للنظام ومد اليد إليها من خلال فتح ورشات تفكيرية تنسجم وتطلعات الحالمين بغد أفضل للبلد عسى أن نصل إلى ما نصبوا إليه جميعا موالين ومعارضين.
سيدي لقد اتسمت المأمورية الأولى بتنظيم بعض اللقاءات كلقاء الشعب والشباب، واليوم أقترح لقاء الضعفاء والمستضعفين وتنظيم زيارات لبعض المناطق ذات الطابق الشعبي الفقير، ومن خلالها يتم الوقوف على معناة هؤلاء والبحث عن حلول لمشالكهم وسد الباب أمام أولئك الذين يرتحلون معكم كلما حللتم، لكي تبقى الصورة كالورد بالنسبة لكم.
كما أقترح أن يكون من بين قرارات هذه المأمورية ضمان حق التأمين الصحي والاجتماعي للجميع.
مع تمنياتي لكم سيدي الرئيس بالتوفيق في هذه المأمورية الجديدة التي نعلق عليها آمالا جساما في سبيل النهوض بواقع شعبنا الذي منحكم ثقته.

10. أغسطس 2014 - 9:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا