- أيا يكن الوزير الأول المكلف عتيدا أو جديدا , فعلي الحكومة المقبلة أن تكون قادرة علي مواجهة التحديات برؤية واضحة لتفاصيل الحاضر المعقد , والتطلع إلي المستقبل بنظرة استشراقية ملؤها التفاؤل ,
و الثقة العالية بإمكانية تجاوز ما نواجه أو قد نواجه من أزمات , و أن تخلق أجواء سياسية سليمة قائمة علي الشفافية و النزاهة و الكفاءة علي المستويين الفردي و الجماعي , حتي تتمكن من تحسين الأداء و سرعة الانجاز و الإدارة الرشيدة للموارد , وهذه مهمة تتطلب تشكيل حكومة " اعمار" قادرة علي التخطيط العلمي و العمل المنسق , بعيدا عن التسييس و النفعية , موريتانيا اليوم في أمس الحاجة الي وزراء همهم الخدمة العامة وتحقيق المصالح الوطنية .
- ان محاربة الفساد هي أم المعارك التي لاينبغي أن نلين أو نحابي أو نجامل في خوضها , فحبس عشرة أبرياء في سبيل مكافحة الفساد خير من ترك فاسد واحد طليقا , وقد قطعنا شوطا لاباس به في هذه المعركة المقدسة , ولكن لازالت هناك جيوب فساد تجيد الاحتيال والتضليل, وذر الرماد في عيون الدولة , والرئيس اليوم مطالب بتطوير أسلوب مكافحة الفساد حتي تجاري أوتناسب تطوير " الفاسدين " لأساليبهم فمثلا المدير "س" الذي يسير مىزانية بقيمة " ميئات الملايين " وراتبه "300 ألف أوقية " و أبناءه في مدارس خاصة غالية , و يقضي اجازات عائلية في الخارج , و يشتري بيوتا و أراضي في أحياء راقية " هذا دليل اتهام حي وصريح با الفساد " حتي لو نجح هذا الفاسد في تقديم ما يمنع اتهامه وادانته , فقد نهبت موريتانيا في الثلاثين سنة الماضية دون ترك أي أثر أو دليل ,
- اننا مجتمع يفتقر الي التقاليد الأخلاقية و الثقافية في الحياة و السياسة والتي يمكن أن تشكل طوقا ذاتيا لنجاة دولتنا من بحر الفساد الهائج , ومعادلة : الحكومة , المعارضة , الفساد , النزاهة جدلية مسيسة عندنا , ففاسدوا الحكومة شهداء المعارضة , وكلما تم عزل وزيرأو مدير أو موظف متهم با الفساد تنبري المعارضة في النواح عليه و الدفاع عنه , وهذه طعنة و مثلمة في سمعة وسلامة موقف أية معارضة تحترم نفسها و ترعي مصالح وطنها ,فمثلا الوزير "د" تم عزله و اتهامه با الفساد وهو الذي لم يكن يجيد الي مدح الرئيس أو ذم معارضيه , تلقفته المعارضة و أقامت له موائد العزاء وحفلات التأبين , وهو الكاذب عندما كان يهجوا المعارضة و الكاذب المتملق عندما كان يمدح الرئيس , والكاذب عندما صار يهجوا الرئيس والكاذب المتملق عنما صار يمدح المعارضة .
- ان تشكيل الحومة المقبلة و مأمورية الرئيس الجديدة , فرصة لتحديث الحياة السياسية وتجديدها , و آمال المواطنين معلقة ليس علي الرئيس والحكومة فقط , بل علي المعارضة أيضا بكل أطيافها لمحاربة الفساد دون تسييس , وخفض نسبة الاحباط و الكراهية الفئوية و الابتعاد عن لغة الشراسة في الخلاف والشمولية في الطرح التي صمت أسماعنا طيلة السنوات الماضية , و ايجاد لغة حوار جديدة وخطاب جديد بنيات وطنية خالصة ,خالصة ,