كلمة الغضب لله هذه المرة ستتوجه إلى ما يسميه المغفلون بجامعة الدول العربية والواقع الحالي يسميها مقبرة من تسموا بالعرب انتحالا لهذا الاسم الذي خصه الله بآخـر رسالة للعالم تحمل ما يخرجه من الظلمات إلى النور بلغة هذه الأمة
مجسدة في كتاب وصفه المولى عز وجل في قوله تعالى (( حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعـلكم تعـقـلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) .
ولولا أن هذا القرآن جاء فيه أوصاف لبعض هذه الأمة خلقهم الله مثـل الأنعام أو أشر منها لقـلنا أن كثيرا من المنتسبـين الآن لهذه المقبرة العربية جاءت بهم أمهاتهم أفرياء لكننا عندما شاهدنا أنواع الخزي والعار ينصب على أنظمة تـلك الدول الآن صب المطر الهطال أثناء تـلك الحرب الفاضحة وفكرنا هل يمكن للعربي المسلم أن ينحط به حب الدنيا والبقاء فيها إلى الدرك الأسفل من هذا الخزي والعار فجاءنا الجواب من القرآن سريعا يقول فيه تعـالى (( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائـرة السوء والله سميع عليم )) وإزاء هذا الوصف الكاشف الفاضح جاء الوصف الآخر المعبر عن عرب الإسلام وتضحية العرب داخل إسلامـهم وهو قوله تعالى (( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم )).
وبذلك انقسم العرب المسلمين إلى فسطاطين:فسطاط اختاره الله لنصرة الحق لا يخاف في ذلك لومة لائم وفسطاط اختار الخلود إلى الأرض وتمثيل جبن النعامة التي تتجاهل الخطر عندما يحدق بها وتقول لنفسها إن الخطر غـير موجود .
فهذا الأخير هو سلوك الفسطاط الذين سلخت منه حرب غزة الفاضحة جلد الكرامة والإباء والنخوة وتركت ذباب القذارات تنهال عليه من كل حدب وصوب .
وإذا كان التعيـين هنا لهذين الفسطاطين واجب كما قال تعالى في شأن المسلم الذي يقام عليه الحد (( ولا تأخذكم بهما رأفة في ديـن الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين )) .
فإن الفسطاط الذي أخلد إلى الأرض وأصابه من فضيحة هذه الحرب ما أصابه يتمثل في مصر تحت قيادتها الحالية المشئومة من طرف ذلك القاتـل المسمى السيسي والذي أتيقن أنه لو أقسم مسلم أن عروقه لا تجرى فيها دم عربي مسلم يتأثـر بما يتأثر به العربي المسلم لكان صادقا في حليفه وبرا في يمينه .
فذلك الرجل لم نمر بآية ولا حديث صحيح وصف غلاظ القـلوب بأوصافهم المعروفة لتـكاد تستوقفني الآية والحديث ليقولا لي بلسان عربي فصيح ذلك وصف السيسي فعندما نقرأ قوله تعالى:(( لو كنت فظا غليظ القـلب لا نفضوا من حولك )) وقوله تعالى:(( لا يالونكم خبالا ودوا ما عنـتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر )) ، وقوله تعالى: (( إن تصبكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتـتـقوا لا يضركم كيدهم إن الله بما يـعملون محيط )) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ووصفه صلى الله عليه وسلم لأهل النار وهو يخاطب المسلمين طبعا بعد أن وصف لهم أهل الجنة بالأوصاف الحميدة الهينة الليـنـة فقال عن الآخرين كل عـتـل جواظ غـليظ القلب الخ أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
كل هذه الأوصاف في الآيات والأحاديث لو بحثت عن أميل صاحبها لوجدت اسمه السيسي .
هذا الرجل أو مخلوق الله هذا أوحى إليه شيطانه أن يتفاعـل ويتعاون مع الشياطين الإسرائيلية لقـتـل الأسود في جحورها فبدأ هو أولا بتدمير شرايين الحياة في غرب غزة لأولئك الأسود الأبطال وعندما بدأت إسرائيل تدمر شرايين الحياة في شرق غزة وتمطر نسائها وأطفالها في عقـر دارهم بقنابل الموت تذكر هو أن شرايين الحياة في جانبه لم يتم تدميرها فغـلق المنـفذ الوحيد عن الجرحى وبدأ الجيش من جنسه يدمر آخر شرايين الحياة من الأنـفاق لعل أي أسد من أسود الله يخرج منه أو تأتيه إغـاثة عن طريق تلك الشرايين .
ولكنه لم يتـذكر وهو لا يتذكـر شيئا يتعـلق بالإسلام أن المسلم لا يسـد عليه بـــــاب ، والأدهى من ذلك وأمر أن هذا المخلوق ذهب بمرضه هذا وهو كره الإسلام المعتدل ليحقن به مخاليق الله في الجزيرة العربية ومع الأسف كل الأسف أن جعلهم الله في هذه الآونة هم سدنة بيت الله الحرام والحائط أمنهم بالروضة الشريفة التي غيب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته عن الأنظار .
ومن ما يعظم لأجله هذا الأسف أن ما يدمر به ذلك الشعب العربي الأبي الشريف المسلم هو خيرات تلك الأرض الطاهرة وما ساق إليها المولى عز وجل من الثمرات تحت أرضها وما جلـبته إليها الأنفس التي تهوى إليها بأمر الله وذلك بعد غسلها في أمريكا وأروبا وتحويلها إلى طائرات وذخائر مدمرة لكل ما هو مسلم أبي على يد أشد عدو للإسلام ولكن الله حكم عليه بأنه كل ما أوقـد نارا للحرب أطفأها الله بالرغم من كل سعيه إلى الفساد.
ذلك المخلوق المسمى السيسي حقن أولـئك الذين استحبوا الدنيا على الآخرة وآثروا حرث الدنيا على حرث الآخرة واصطفوا وتألبوا وتأمروا على ذلك الشعب القـليل المسلم ليقضوا على آخر بيضة نقية للإسلام فوق الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ولم ينج من تـلك الحقنة إلا من اصطفاهم الله لنفسه لمساعدة المظلوم من المسلمين في أقطار الأرض وسماهم دولة قطر حفظها الله للإسلام والمسلمين سندا وعونا لوجه الله تعالى وأعانها على ذلك عونا يكون قـذي في عين أعدائها وكبتا لما يحاك ضدها ونعوذها إمارة وشعبا وجزيرة من كيـد الماكرين لها .
ونـقول لها كما قال حسان لمن شتـم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فخيركما لشركما فداء ** .......................
وبالعودة إلى هؤلاء المحقونين بحقن السيسي المصنوعة ضد الإسلام والمسلمين فإننا نوجه إليهم هذا السؤال كيف استطـعتم ملئ أفواهـكم ضحكا وابتـلعـتم المآكل الطيبة وأنتم تشاهدون أشلاء نساء وأطفال المسلمين تـتـطاير هناك وهناك وأجساما عربية مسلمة تـئـن تحت أنقاض حطام المنازل يبحثون عن من ينـقذ أرواحهم وإذا كان لمسلم أن يتمنى أن يسمع ويحضر الساعة التي يقفون فيها هؤلاء أمام الله ليوبخهم على ما فعلوه هذه الأيام من صمت ومؤامرة ضد إخوانهم العرب المسلمين المغلوبين على أمرهم بهذا الفعل الذي أذهلت صنوفه جميع شعوب المسلمين والعرب بل شعوب العالم أجمع فإننا نتمنى إذا لم يردهم الله إلى رشدهم هذه الأيام أن يأخذهم عن العرب والمسلمين أخذ عزيز مقتدر .
وإذا كان هؤلاء المحقونين بكره الإسلام المعـتدل في المشرق العربي قد تصرفوا ذلك التصرف المذل المهين لجميع شعوب العرب والمسلمين فإن سلطات المغرب العربي لم تكن محصنة تلك الحقن السيسية المذلة المهينة .
فإن أكبر دولتين في المغرب العربي هما: الجزائر والمغرب وهاتان الدولتان لم يخلقهما الله على أرضهما إلا ليكون بعضهما عدوا لبعض وكفاهما ذلك من الشر اللازب .
فالجزائر لا أظن أن أي مسلم يرجوا منها نفعا لأي مسلم آخر بعد ما قـتـل جيشها وشرد أضعاف أضعاف ما قــتـله المستعمر من شعبها الأبي المسلم المجاهد ولذا فهي كانت أول دولة يزورها المخلوق السيسي ليتعلم منها كيف يقـتـل المسلم أخاه المسلم ويمحى فكرة الإسلام من دماغه .
أما المغرب فإنه دائما مشغول بمدح ملكه أناء الليل وأطراف النهار والملك مشغول بتمجيد نفسه على أنه ملك المغرب إلا أننا إذا نظرنا إلى أن هذا الملك يسمي نفسه رئيس لجنة حماية القدس والقدس تـتـهود باستمرار على مرأى ومسمع من العالم بدون أن يحرك الملك الرئيس للجنتها شيئا حتى أصبحت مثـلا لانفصال الفائدة بين رئيس وما يرؤس وأشد أصدقائه هم من يقتل الآن العرب والمسلمين في غزة إن لم يكن بالمباشرة فبالواسطة .
ولكن المتفق عليه الآن بين شعوب المسلمين وكذلك العالم أن أي إذاعة مجدت رئيسها أو ملكها مما يطلق عليه الآن اسم الجامعة العربية إلا رد عليه السامع ألا بقوله : فض الله فاك وقبحت من كذاب : أليس للعرب المسلمين الآن اسم يذكرون تحته إلا عباد الله منهم المخلصين .
ولذا عندما يقول أي مذيع الآن الأمين العام للجامعة العربية أو اجتمع مناديب الدول العربية أو أي كلمة فيها اسم العرب بعد حرب غزة الفاضحة سوف يقال له (( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ))