إن الظروف الحالية للبلد مما يعيشه من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة أرغمتني على العودة إلى الكتابة وإبداء رأيي فيما يجري على ارض الوطن، من تحفيز الأجيال ذو العقول العمياء لخلق مشهد مغاير على الساحة الديمقراطية،
وتحريض تلك النخبة التي تدعي نفسها مثقفة ومسئولة إداريا وسياسيا عن تسيير البلد لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على الاعتقال والتهميش والتضييع والتنكيل والتجريح والجز بالشخصيات المرموقة والتي حظيت بمكانة على الصعيدين الوطني والدولي حتى وإن كانت قد صنفت بأنها قد ارتكبت جرائم لا تغتفر في حق شريحة معينة من المجتمع أو كل شرائح المجتمع في نظام الرئيس الراحل معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي عرفت فيه فئات كبيرة من المجتمع الموريتاني كل أنواع التجويع والتضييع والإهمال والسمسرة في ظروف غامضة أسبابها معروفة والهدف والغاية منها تم تجسيدها في الظرفين الزمكاني، وهم من وراء ذلك يطمحون إلى إدخال الرئيس ولد عبد العزيز في دوامة لا تحمد عقباها على الصعيدين الوطني والدولي وحتى العشائري وهذا ما لا نرجوه أن يقع بين الأخوين الحميمين، حتى لا تقع مواجهة قد توقع البلد في أزمة سياسية اجتماعية حقيقية تكون نتائجها وخيمة وقد تنعكس سلبا على اقتصاد البلد وربما انفلات أمني.
إن هذا السيناريو المتخذ والممنهج والمدروس والمخطط من طرف أصحاب الأطماع السياسية والاقتصادية والطامعين في المناصب و الذين نهبوا اموال الدولة وما زالوا عاكفين على ذلك بل وأعلافهم معلقة بأفواههم ليلا نهارا ليحطموا بذلك الرقم القياسي متعدين الحمير والبقال، الهدف منه وأنا على يقين من ذلك هو خلق أزمة سياسية بين الاطرف والفاعلين السياسيين وقد تتطور الأزمة حتى تنتقل العدوى إلى المؤسسات الدستورية البرلمان والشيوخ ومن ثم يقع ما حدث للرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله حجب الثقة ومن ثم العودة إلى المربع الأول الانقلابات العسكرية لأن الرئيس إن اخذ بآراء هؤولاء المتمصلحين والذين همهم الوحيد المشاريع الاستثمارية ذات الدر النافع والوافد الجديد يرعى مصالحهم شخصيا ومصلحة القبيلة.
في كثير من المرات كاد بعض المصفقين والمطبلين و بعض الأطراف السياسية المتناحرة والحركات النضالية التي تتبنى شعار العرقية والطائفية ان تثير مواجهة مسلحة بين طيف المجتمع الموريتاني النبيل والعريق على سبيل المثال لا الحصر احداث 89 تفشي العبودية في المجتمع التهميش الذي يعاني منه الكثير من المثقفين والذين يفهمون السياسة حق فهمها بشقيها التقليدي والحديث إلا ان سياسة التعايش السلمي والوازع الديني ومواقف الرئيس مسعود ولد بلخير حالا دون ذلك.
إن تجاوز الخلافات السياسية بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز والأطراف السياسية الأخرى و الرئيس الأسبق أعل ولد محمد فال يتمثل في التعايش السلمي وفي محاولة العسكر تجاوز خلافاتهما الإيديولوجية، وإقناع الكل بإمكانية قبول فكرة تعدد المذاهب السياسية كل على طريقته دون التجريح والمس من تاريخ الآخرين سواء ماضيا أو حاضرا واحتمالية النقد البناء على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، وكذلك حل المشاكل بالطرق السلمية كما دعا إلى ذلك الرئيس مسعود ولد بلخير بحوار جدي من خلاله يمكن تجاوز كل الخلافات الجوهرية بين الحاكم والمحكوم بين الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وحتى الحركات النضالية لماذا لا، للتغيير من أساليب الخطاب، ومحاولة خلق ساسة معتدلين، كذلك تبادل الزيارات بين قادة البلد الحاليين والماضيين وكذلك الساسة.
من هنا تبقى سياسة التعايش السلمي مبادرة نبيلة من بعض الأطراف السياسية وجدير بالذكر هنا وأمانة للتاريخ ذكر مواقف التحالف الشعبي التقدمي بزعامة الرئيس مسعود ولد بلخير الذي في الحقيقة قدم الكثير من المبادرات من أجل إخراج البلد من هذا المأزق، لكن الطرفين نتيجة لاصطدام المصالح وعدم قدرة السياسيين المحيطين بالنظام الى التوصل الى اتفاق نهائي مع المعارضة المحاورة والمناوئة، ليبقى الصراع قائما إلى يومنا هذا بدون مخرج أو حل نهائي لهذه الأزمة الحالية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف أداء الفاعلين السياسيين في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية للتنازل عن الكثير من القضايا لأن بعض المحاورين فيهم أعظام روسهم على الأقل ينبغي فهم ذلك، مما يلزم تغيير هيكلة الحزب وتنصيب هياكل جديدة تحت رئاسة من فيه الخير للبلاد والعباد.
إن السؤال الذي يطرح نفسه من يجب عليه أن يتأثر بالآخر ويعمل بجد على تغييره، النظام ام المعارضة؟
إن السياسي الذي يقف بين أحزاب سياسية متناحرة وينظر إلى أسفل ويتكلم بصوت مرتجف مشبكاً أصابعه ويقول أشعر بالسعادة لأني بينكم، فهو هنا يعطي صورة متناقضة مع شخصه وموقفه لا يمكن تصديقها وهذا هو حال الماكرين والذين بات شغلهم الشاغل اصطدام رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزير بالأطراف السياسية الأخرى حتى لا يطلع على مكرهم وبلغ بهم الحد إلى أن باتوا من وجهة نظري يخططون للإطاحة به سياسيا ويتمثل ذلك في المواجهة التي باتت محتملة بين الرئيس وابن عمه الرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال وعرقلة الحوار بين الأغلبية والمعارضة المحاورة وحتى اتخاذهم كل السبل في ألا يدخل في حوار جدي مع المعارضة المحاورة و منتدى المعارضة الديمقراطي واشراك المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية النضالية في الحكومة هذا مادعى إليه الرجل الذي لا يحسد ولا يحقد الرئيس مسعود ولد بلخير.
إن المأساة الحقيقة هي أن هناك غالبية كبيرة من المطبلين والمرجفين في هذا الحقل السياسي تعطي رسائل متناقضة فهم لديهم أفكار جديدة و رائعة وأشياء مفيدة و لكن لا يوصلونها بطريقة سليمة، من هنا أصبح هذا التناقض هو الحاجز الأكبر دون الاتصال الشخصي والفعال لرئيس الجمهورية بالأطراف السياسية الأخرى بصفة مباشرة دون ان يحيل الملف إلى أيدي تلطخت بالمكر والنفاق والتحايل وحتى الغبن الذي حرمه الله ورسوله.
فمن أجل أن يكون هنالك حوار جاد و ناجح عن طريق الاتصال لابد أن يتصل رئيس الجمهورية وبصفة مباشرة بالأطراف السياسية الأخرى بعيدا عن البعد العاطفي بالمحيطين به والمنظرين له و إلا فانكم سيادة الرئيس لن تتواصلوا مع أحد من هذه الأطراف السياسية على الإطلاق قبل بضع سنوات والسبب الحقيقي لهذا هو أن المطبلين والمرجفين يستشعرون بالعاطفة من شخصكم الموقر اتجاههم، ويبررون الفعل بما يعتقدون أنه حقائق إلا أنهم لم يستوعبوا بعد أنه من المستحيل وجود عقلين في رأس كل واحد منهم.
وفي الأخير دعونا نعطي انفسنا مهلة من الوقت ولنتذكر الماضي القريب قيادات كانت لها بصمة في حياة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ولنتذكر مواقفهم الجميلة معه واذا لم يسعف الوقت انذاك رئيس الجمهورية بان يرد لهم الجميل ولو بكلمة شكر يكفي ان يتذكرهم الرئيس في نفسه بان كان لهم اثر في حياته حين تم طلق النار عليه بالخطأ كادت رصاصة طائشة تودي بحياته حينها كان للرئيس مسعود ولد بلخير موقف يستحق التقدير والإجلال حيث أيام التصعيد من طرف المعارضة وغيرها والسؤال عن أخبار الرئيس والشائعات، حيث انه في نفس الوقت المبادرة قد قطعت شوطا كبيرا فتم إيقاف كل شيء بمبادرة من الرئيس مسعود حتى عودة الرئيس معافى سالما بصحة جيدة إلى أرض الوطن وكان الأمر على مايرام.
هؤولاء يستحقون الكثير ونحاول ان نرد جميلهم ولو بمرورهم بذاكرتنا بين وقت واخر حتى وان لم يتم التجاوب مع المبادرة الأخيرة في هذا الشهر الجاري.