في ظل الخرجات الإعلامية المتتالية للرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال وبياناته المتكررة ’ أجدني مجبرا على أن أقولها وبصراحة هذا الرجل سيكون الذي يخرج من "رماد " المعارضة المحترقة بخيباتها وانكساراتها ’ ليعيد الروح لخطابها
المترهل حد الضجر ورؤيتها الغائمة والملبدة
أقولها لكم واسمعوها مني انتبهوا لهذا القادم الذي سيقفز على كل التابوهات ,ويحرق جميع المراكب, في سبيل خلق طابور جديد من المتعاطفين مع خطابه الذين أنستهم المعارضة الغارقة في نكستها " حمية العاطفة " وجاهلية "النضال" .
قد لا يوفق الرجل كثيرا في الالتفاف على حقائق الماضي السلطوي الذي جربه ذات يوم ’ وقد لا ينجح في طمس هوية أشباح المواقف التي باتت تسيئ لسمعته الداخلية والخارجية, لكنه سيظل بقوة حضوره وذكائه الأمني الثاقب_ الذي أكسبته إياه جلسة العقدين ونيف على كراسي "الأمن" وقبضة الاستخبارات_ قادرا على قص "شعرة معاوية" التي أربك الإبقاء عليها أجندة المعارضة وخلط أوراقها
وحده ولد محمد فال من بين عشرات القادة السياسيين "للمنتدى" من يفهم اليوم أن زمن المشي على حبلين قد ولى وأن ركوب أمواج الربيع العربي في الزمان الخطأ ,والمكان الخطأ كانت أول أسباب الغرق الذي طمرت مياهه أعرشة المعارضة وباتت تهدد وجودها من الأساس
سيقول الذين في قلوبهم مرض إن في القراءة تحامل على "المعارضة" لكن أقولها لهم وبصراحة :الواقع نفسه يتحامل على المعارضة لأن العجز لا يصنع الفارق والسياسة كالقانون تماما "لا تحمي المغفلين" ,والحقيقة تقال .
معارضة الراديكال استنفدت أوراقها , واستنزفت طاقتها ,في السير على الأقدام ولم تصل ’ كان بالإمكان أن نلتمس لها العذر لو كانت رحلتها نحو "المجهول" أما وإن الهدف واضح والجهة معلومة فلا عذر لها عندنا إلا إذا كان عذرا أقبح من الذنب ’ ولا ريب فمصيبة المعارضة أنها تعاني "زهايمرا سياسيا" باتت كل أعراضه تشخص حالتها’ تعيش في زمن آخر غير الزمن الذي نعيش فيه ’ترى بغير الأعين التي نرى بها’ تحاسب حاضرنا بمعطيات ماضيها السحيق ’تعاملنا بمنطق البدو الرحل ’
شئنا أم أبينا هناك شيء ما حدث ’هناك حلقة مفقودة في مسارنا التاريخي منذ انقلاب لم تعثر معارضتنا عليها بعد ’ إنها حلقة "التحول" التي تكابر معارضتنا على الإعتراف بها ,إنه الانتقال من مرحلة إلى أخرى الذي كلما حدث عنه محدث لوت معارضتنا رؤوسها واستكبرت استكبارا
كل الأدلة باتت تدين معارضتنا اليوم ,تقديم رجل وتأخير أخرى ’ الاعتراف بالانقلاب والانقلاب على الاعتراف ,التهرب من الواقع ودفن الرأس في الرمال ,هي أشياء لا تخدم المعارضة في حاضرها ولا تنصف مستقبلها ’ لذالك أقول لقادتها وباختصار شديد ’انزلوا قليلا من عليائكم ’ اتركوا خطاب الأبراج العاجية, لامسوا الوجدان’ تصالحوا مع ذواتكم,تحملوا مسؤولياتكم التاريخية التي لم يبقى منها إلا ما يملي عليكم أن ترحلوا من أحداقنا كما ترحل النوارس والبوم ,غادرونا إلى غير رجعة ’وأفسحوا المجال لمن يعيد ترميم مؤسستكم الآيلة للسقوط ’ لمن يجبر الكسور ويضمد الجراح وكونوا على ثقة أنكم بتلك الخطوة تساهمون في صنع مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة ’نكسوا أعلامكم وارفعوا مناديلكم البيضاء , وحفظوا ماء وجوهكم واتركونا ننظر ونراقب هذا القادم من وراء أكمتكم.