من التراث الشنقيطي السِّيَرِي وقفة مع خزانة الأدب / المعلوم بن المرابط

تغلغل حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قلوب الشناقطة، فتعلقوا بالجناب النبوي، وطفقوا يكرعون في حياض السيرة النبوية ويتنزهون في رياضها، ويبدعون فيها تأليفا وتدريسا؛ باعتبارها خير العلوم: يشدو لسان حالهم مع العلامة البدوي قوله:

وبعْدُ فالعلم أهمُّ ما الهِمَمْ ** تنافَستْ فيه وخيرُ مُغتَنَم
وخيرُه ـ والعلمُ تسمو رتبتُهْ ** مِن فضل ما دلَّ عليه ـ سِيرتُه
ويتغنون بقول العلامة حماد في نصيحته:
..............................  ** والعلم نِعْم المُقتنى والمُقتفى
طلبُه فريضةٌ وأفـرضُهْ ** علمٌ يُهمُّك به ابدأْ تقبضُهْ
فَقُوتُه الفقه ومِلْحُهُ الـذي ** يُصْلِحُهُ النحو جَهولَه انبِذ
وأُسُّه إدامُه تحقيقُه ** سيرةُ خير واجبٍ تصديقُهُ
وقد جال الباحثون في ميدان الجهد السيري للقوم وصالوا؛ فذكروا شروحا وأنظاما وطررا واستدراكات متعددة سطرها مؤلفون من شتى جهات الوطن، وذلك بحسب اطلاعهم وما أوصلهم إليهم التنقيب الجاد في مظان المخطوطات، غير أنه ربما فاتهم بعض تلك الكنوز، وعذرهم في ذلك جلي، فالإحاطة ـ كما هو معلوم ـ متعذرة.
ومن ذلك الجهد السيري الذي لم يؤت حقه ـ حسب علمي ـ  لعدم اطلاع أغلب البحثة عليه تآليف العلامة سيدي عبد الله بن سيدي محمد بن محمد الصغير بن انبوجه، التي منها ـ كما ذكر هو نفسه، وأبان عنه د/ سيدي أحمد بن الأمير في مقاله: "المكتبة العمرية في فرنسا تكشف عن مؤلفات موريتانية جديدة" ـ: الجواهر السنية في شرح المغازي البدوية، وصحيح الأخبار في شرح قرة الأبصار، واستدراكه عليه: الإعلام والأخبار بما أغفله صحيح الأخبار في شرح قرة الأبصار، وطرة واحمرار على عمود النسب للبدوي، وإزالة الخفا عن زوجات المصطفى، ورسالته في أهل الصفة، ومجموعة أنظام منها: نظم أسماء مكة، ونظم أبنية الكعبة، ونظم آبار مكة ومن حفر بئر زمزم. ونظم أسماء بئر زمزم، وشرح وسيلة الخليل إلى بعوث الكامل الإكليل لغالي البصادي، وخزانة الأدب في معرفة أنساب العرب (موضوع المقال).
الخزانة .. الاسم والموضوع
أطلق ابن انبوجه على موسوعته المعرفية هذه "خزانة الأدب" و"خزانة الأرب" في معرفة أنساب العرب، وكلا الاسمين دبجه بخطه الرائق، وكلاهما أطلقه عليها في ضالة الأديب.
وهي عبارة عن شرح موسوعي لتأليف العلامة أحمد البدوي في أنساب العرب، وهو نظم مشهور أثنى عليه غير واحد كالبرتلي وابن الأمين، وشرحه ثلة من جهابذة الأعلام كتلميذ ناظمه حماد وابن انبوجه هذا وغيرهما، يصل عدد أبياته 1272 بيتا من الرجز. ولعل ابن انبوجه أول من اهتم بشرح العمود بعد حماد، وهو ـ في ما يظهر ـ أكبر شروح المنظومة البدوية هذه، وإن ظل مجهولا عند الكثير من سابري أغوار مظان الكنوز التراثية.
نسبة الخزانة لمؤلفها
لا خلاف في صحة نسبة الخزانة لابن انبوجه؛ بآية إحالاته إليها في ضالته، وإحالاته فيها إلى تآليفه الصحيحة النسبة إليه، وكتْبه لها بيمينه؛ قائلا في بداية الجزء الثالث: "الجزء الثالث من خزانة الأرب في معرفة أنساب العرب تأليف العبد الفقير إلى رحمة مولاه العلي الكبير: عبد الله بن سيدي محمد بن محمد الصغير بن انبوج، سامحه الله ولطف به. آمين"، وفي نهاية الجزء السادس: "انتهى هذا الجزء المبارك وفرغ من تبييضه وتصحيحه على يد كاتبه وجامعه لعشر مضين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف: عبد الله بن سيدي محمد بن محمد الصغير بن انبوج سامحهم الله تعالى. آمين".
ابن انبوجه وعمود النسب
تلقى ابن انبوجه عمود النسب عن "بعض الأكابر" من تلامذة حماد (الذي يطلق عليه الشارح) تلميذ مؤلف العمود لم يعينهم، وإنما اكتفى بالإشارة إلى الأخذ عنهم بقوله: "وبه قرأت على بعض من تلامذة الشارح ـ رحمه الله تعالى ـ وليس في كثير من النسخ"، وحصل منه نسخا كثيرة منها نسخة الناظم المصححة عليه، يدل على ذلك قوله: "والصواب إسقاط هذه الترجمة والظاهر أنها من زيادات النساخ؛ لأني لم أر في نسخة المصنف التي قوبلت بحضرته وبها آثار قلمه ـ رحمه الله ـ في جميع هذا النظم إلا أربع تراجم"، وقوله في موضع آخر: "وقوله: "الناسئة" كقائمة: وهو هكذا في جميع النسخ حتى نسخة المصنف، وفي نسخة أخرى: النسأة كغلبة وكلتاهما بمعنى، وهو اسم فاعل من نسأ أخَّر". إضافة إلى كونه اقتنى نسخة من شرح حماد عزا لها كثيرا، وحصل هو نفسه بخطه النفيس نسختين من النظم المذكور.

الخزانة ... من مصادر ترجمة مؤلفها
لا تخطئ عين المطالع للخزانة إضاءات مفيدة في ترجمة ابن انبوجه الذي تشح المراجع بكثير خبر عنه، ففيها يتحدث عن زيارته للقبة واطلاعه على مكتبة سيدي عبد الله في معرض حديثه عن حكايات الأصمعي: "ومن حكاياته ما وجدته بخط العلامة الأعظم والبحر الغطمطم أبي عبد الله سيدي محمد محمود بن العلامة الأبر والقطب الأكبر شيخ الشيوخ ومعدن الرسوخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم بن الإمام عبد الرحمن بن الإمام محمد أحمد بن أحمد بن أحمد بن يعقوب بن اندَموكي بن يحيى بن اعل العلوي على ظهر نسخة من الأعلم على ديوان الستة لما قدمت القبة رابع ربيع الثاني من عام اثنين وسبعين ومائتين وألف فقدر الله لي الوقوف على خزائن العلامة سيدي عبد الله المذكور"، وفيها يتحدث عن وفوده على العلامة محمد صالح بن عبد الوهاب حيث يقول: "وقد صنف العلماء في دولة الترك الإسلامية التصانيف فمن أمتعها الكتاب المسمى بالتنبيهات الإلهية بخبر دولة الأتراك الإسلامية، وهو من أجل كتب الدول، صغير، رأيته في العام الماضي عام تسع وستين ومائتين وألف عند شيخنا صالح بن عبد الوهاب وفقه الله تعالى".
كما يتحدث عن مشائخه تارة بالتصريح وتارة بالتلويح؛ فمن من صرح به منهم محمد صالح الذي عزا له كثيرا في كتابه الإعلام وزوائده، في حين اكتفى بالتلويح لآخرين، ومن ذلك قوله: "وقوله: "وابنة نمرود": فيه نظر؛ فإن كان المصنف قد أراد بها سارة ووقف على أنها ابنته فبعيد عندي، مع أنه في عمدة نسخه بهذا اللفظ، وبهذا قرأناه على بعض شيوخنا؛ لأنه مخالف لما في فتح الباري لابن حجر والخميس وغيرهما"، وقوله: "قلت: انظر هل المزن الذي بين السماء والأرض كالطير في منع المرور عليها فتتأكد الفضيلة أم لا؟ وكذا الشمس هل تكون فوقها وتمر في ما بين جوانبها عرضا أم لا؟ مع أن بعض شيوخي ذكر لي منع المزن كالطير فالله أعلم بالحقيقة".
ويشير أيضا إلى أنه كان يدرس، وكانت تفد عليه الطلبة للتعلم، وذلك في حديثه عن شرحه لقرة الأبصار: "وقد كان من قضاء الله وقدرته أني كنت أقرئ بعض الطلاب منظومة قرة الأبصار فأعرته إياه، ثم سافر به فتوفي رحمه الله فلم أره في ما رأيت من كتبه. والله المسؤول أن يرده سبحانه"
ولتآليفه حظ من الذكر في هذه الخزانة نكتفي منها بقوله: "وأما أزواجه فإحدى عشرة امرأة ألَّف في ذكرهن غير واحد من المتقدمين والمتأخرين، وقد اعتنيت بما ورد فيهن قبلُ في سؤال رفع إلي فجمعت فيه مجموعا لطيفا سميته إزالة الخفا عن أزواج المصطفى"، وقوله في حديثه عن البعوث والسرايا: "وأجل تأليف وقفت عليه فيها وسيلة الخليل إلى بعوث الكامل الإكليل، للعلامة المختار غال بن المختار فال بن أحمد تلمود البوصادي التكروري، وقد ابتدأت عليه شرحا أكمله الله تعالى إن شاء الله".
الخزانة .. المنهج والمراجع
ركز ابن انبوجه في شرحه الذي اختار أن يكون موسوعيا ـ وإن اعتذر مرات عن ما يجمح به القلم من إطالة ـ على إعراب النص وفك مفرداته والتوسع في مضامين بالشرح والاستدراك، واعتنى كذلك بفروق النسخ، وبتصحيح الأوهام التي ربما يقع فيها المؤلف، واعتذر عنه في بعضها ودافع عنه في البعض الآخر، واهتم كذلك بحصر الأماكن التي ضمن فيها البدوي رجز غيره.
** الاستدراك: لاحظ ابن انبوجه أن المؤلف ربما اختصر في بعض المواضع لطبيعة النظم وغيرها فكان يستدرك عليه بتتمات تفي بالغرض دون أن تمل لطول، يقول: "وقد وشحنا كل علم ذكره بذكر ما لم يذكر من قبيلته هنالك بتطريز حسن، وزدنا فيه على عادتنا فوق ما ذكره ابن حزم"
** فروق النسخ: أعطى ابن انبوجه لاختلاف النسخ اهتماما ملحوظا، وذلك اعتناء منه بإخراج النظم على الصورة التي أراد له ناظمه حسب المعايير الدقيقة، ومن أبرز نماذج ذلك الاعتناء قوله: "... فقال  مترجما لهم بهذا اللفظ ـ في ما يوجد في بعض النسخ، مع أنه غير ثابت في نسخة الشارح؛ لأنه لم يذكره ـ: "ذكر بني سعد وبني عمرو بن قيس عيلان"، والصواب إسقاط هذه الترجمة. والظاهر أنها من زيادات النساخ؛ لأني لم أر في نسخة المصنف التي قوبلت بحضرته وبها آثار قلمه ـ رحمه الله ـ في جميع هذا النظم إلا أربع تراجم: المقدمة (أول الطليعة)، وأنساب العرب (أول الكلام على العاربة والبائدة)، وذكر عمود نسبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنساب قحطان؛ فما يوجد من التفصيل في النسخ محمود، لكنه من غير المصنف، رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين"
ومنه قوله مناقشا ومعلقا على نسخة الناظم: "وقوله: "استوزه يزيد"؛ أي اتخذه وزير، ولم أر أنه كان وزيرا ليزيد لغير المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ، وكان الأولى ما في بعض الروايات، لكن الذي في نسخة المصنف هو الذي شرحنا عنه من قوله: "مجرمهم أمره يزيد"؛ أي جعله أميرا. وقد يقال في استوزره معنى آخر قرأناه على بعض الشيوخ واستحسنه: أن معناه حمله الوزر؛ أي الإثم، بأن صيره أميرا لجيش الحرة، والظاهر تصويب ما في نسخة المصنف رحمه الله".
** أوهام المؤلف: حرص ابن انبوجه أن يتوقف عند أوهام المصنف وما يدعي البعض أنه أوهام، مصوبا له في الأولى ومدافعا عنه في الثانية، ومن الطريف حصره لأوهامه حيث يقول في بعض تلك الأوهام: "هذا أحد المواضع التي سار له الوهم فيها في كتابه هذا، وهي نحو الستين موضعا، تتبعتها في هذا الكتاب، ونبهت على كيفية سريان الوهم وبيان حقيقته، وكل ما كان ظاهر الغلط أخليته من بيان الشطط:
إذ كل ما علم بالإيقان == فليس يحتاج إلى تبيان"
ويواصل معتذرا عنه: "وذلك لا يقدح في جلالة هذا الشيخ الجليل الأواه؛ لأن المعصوم من الخطأ الأنبياء ورسل الله، وأنه من الكلام مقبول ومردود إلا كلام صاحب المقام المحمود"
وحين يرى ابن انبوجه أن الحق مع المؤلف لا يستنكف عن الدفاع عنه؛ بل يستميت فيه، كما في النص التالي: "إن أحطت علما بما نقلناه وتدبرت حقيقة ما سقناه ظهر لك أن قول المصنف ـ رحمه الله تعالى شامل لما سيق في هذا البحث مؤيد له في كل نقل ليس مخالفا له كما توهم واغتر بعض فنقد على المصنف ـ رحمه الله ـ زيادة مسألتين، وهما: قوله: "ومهرها في النكحتين للردي"، وقوله: "ونحوه بعد التوى" مع عدم تسليم "أوخدرها"، وأقول: النقد عليه ساقط وكل ساقط له لاقط"، ثم يأخذ في تبيان مراد المصنف وفساد مأخذ الناقد.
وبنفس التهجم والتجهم في وجه منتقدي المصنف في غير حق يرد ابن انبوجه على الآخذين عليه إيراده للمختلقات في كلام طويل ونفيس: "تحكم بعض أهل الزمن اليوم على الناظم بأن نظم هذا من ما لا فائدة فيه ولا حاجة إليه في التوجيه تحكم باطل شارد وضرب في حديد بارد ... فمن أنكر عليه فإنما ينكر حقيقة على من أورده من العلماء وقدماء الأصفياء"
** الأماكن التي ضمن فيها البدوي رجز غيره: من مظاهر اعتناء ابن انبوجه بالعمود وخدمته له حصره للأماكن التي ضمن فيها رجز غيره، وقد حصرها في خمسة عشر موضعا بينها بقوله: "اعلم وفقك الله أن المصنف ـ رحمه الله ـ ضمن في هذا النظم من رجز غيره في خمسة عشر موضعا: أولها في جرهم في الطليعة، وثانيها وثالثها في باب الاختلاف في موضعين، ورابعها في مبحث الآباء الشريفة، وخامسها في ذكر بني عامر بن صعصعة، وسادسها في هذا المحل، والسابع في ذكر بني مرة بن سعد، وثامنها في ذكر بني أسد بن خزيمة، والتاسع في ذكر بني عدي بن كعب، والعاشر قربه في ذكر خارجة، والحادي عشر في مبحث ذكر بني عبد العزى بن قصي، والثاني عشر في أول الكلام على الأنصار من قحطان، والرابع عشر في ذكر زرقاء اليامة، والخامس عشر في ذكر أبي طلحة في الخزرج".
ومن منهج الرجل كذلك تتبع مفردات كل قصيدة أو أرجوزة يوردها بالشرح والتعليق، ولربما تتبع أماكن الاستشهاد ببعض الأبيات عند النحويين وأهل البلاغة.
أما المراجع فحدث ولا حرج فالرجل ينقل عن مئات الكتب مباشرة تارة وبواسطة تارة أخرى، ومن اللافت للنظر كثرة ما رجع إليه من مؤلفات شنقيطية؛ فهو ينقل عن الحلة السيرا والذهب الإبريز وغيرهما من تآليف اليدالي، وينقل عن روض النهاة وشرح العمود لحماد، وينقل عن عدة كتب من مؤلفات الشيخ سيدي المختار الكنتي، وينقل عن محمد صالح بن عبد الوهاب في الإعلام بالمواطن والأعلام وفي زوائده كثيرا، وينقل عن الطالب أحمد بن طوير الجنة وعن محمد المبارك بن محمد بن الحاج حمى الله.
ولربما كان مرجع ابن انبوجه شفويا؛ من ذلك قوله في حديثه عن آدم ـ عليه السلام ـ: "ويقال إن قبره في مغارة بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم رجلاه عند الصخرة ورأسه عند مسجد إبراهيم اهـ. قلت: وبهذا أخبرنا بعض حجاج أهل بلادنا الذين طافوا بالشام".
لكن الرجل يظل وفيا لمنهجه العلمي الدقيق، فيدعو للتأمل في ما أخبره به أولئك الحجاج؛ باعتباره يحتاج للتصحيح، "لما في الأحاديث من أنه لا يعرف قبر نبي بعينه إلا قبر نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ"، وهو كذلك يناقش نقوله عن مصادره ولا يلقيها على عواهنها؛ بل يقابلها ويعرضها على محك الحقائق التاريخية اعتمادا على موسوعيته التي تسمح له باستحضار الإيرادات والإصدارات، وذلك في منهج علمي محترم، لا يقلل فيه من شأن أحد، ولا يقول فيه إلا بعلم.
وأخيرا: يبقى الأمل كبيرا في أن يتم العثور على كل أجزاء هذه الدرة اليتيمة، فالموجود منها لحد الساعة ـ حسب علمي ـ  لا يزيد على الجزء الثالث  والسادس والثامن ونبذة من  الجزء الرابع والجزء التاسع، محفوظة بالمكتبة الفرنسية الوطنية بباريس؛ ويوم يتم العثور عليها سيفرح الباحثون، وتفتح لهم حديقة غناء من حدائق المعرفة الشهية، فيقطفون من ثمراتها ويتجولون في رحابها واقفين ومستوقفين.

 

 

 

      
 

 

2. سبتمبر 2014 - 8:16

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا