هذه الحرب لا "عزيز" لي فيها ولا "جميل " ’وهذا الوطن لا ملك لي عليه ولا سطوة ’مواطن بسيط ’أعب دخاني في صمت وأرشف حبر دواتي فأسكر بنشوة قلمي ’غير آبه لدنياكم المليئة بالتناقض لمجتمعكم المفتوح على كل الاحتمالات ’موريتاني الهوى ’
وأختزل في بشرتي ملامح "الأرض"ببيضها وسودها وفي مسامات جلدي صفحات مطوية من سبحة "بولاري" وتهاويم "وولفية" وبين أحداقي يتجسد "الوطن" بوحدته وتماسكه وأستقي من بياضه وسواده ’ نور" العين "التي أبصر بها
كل ذالك وبي جنة من الشوق والتوق إلى نشر غسيلكم أيها المتاجرون بأحلامنا ’العابثون بوحدتنا’ ’المنقلبون على إرادتنا
قد نفهم أن أطماع السياسة يمكن أن تذهب ببعضنا بعيدا لدرجة لا يجد معها غضاضة في تسويق مأساتنا ’ ونكئ جرحنا وبيع قضيتنا ’ في أحداث المؤلمة’بدعوى الدفاع عن حق أخوتنا الزنوج الذين نكن لهم كل الود والمحبة والتقدير تارة, وبدعوى الاستفادة من حيز الحريات المتاحة تارة أخرى ’ وقد نستوعب صدمتنا في "حركة" تستمد قدرتها على التمثيل والتلاعب بالعقول من تسميتها "افلام" ’التي أرادت من خلالها حبك"افلام" مزيفة عن وحدتنا وتماسكنا ’وتاريخنا المشرف في التعايش السلمي بين مختلف مكونات شعبنا الأبي الشامخ بزنجيته وعروبته _ولا ضير" فكل إناء بالذي فيه ينضح" والأفق لا يتسع في عيون ضيقة النظر.
لكننا لا يمكن أن نفهم بأي حال من الأحوال كيف تحول سيد"الجماعة" بكل مسوحه الدينية من زعيم حزب سياسي "إصلاحي" إلى داعية على أبواب العنصرية ..و نافخ في "كير"التفرقة والعزف على وتر "الإنفصال"؟
لقد وضع ولد منصور من حيث لايدري العربة أمام حصان الحزب تماما كما وضعها ولد داداه بموقفه من الانقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله’ لقد أخطأ الرجل طريق "المكبح" وهو يقود الحزب نحو منزلق "الإنفصال" ومباركة الدعوات العنصرية ’لم يعد هناك ما يمكن أن يبرر فعلة الزعيم "الروحي" ولم تعد هناك صكوك غفران مجدية في هذا الزمن الذي تريد الحركات الإسلامية من خلاله أن تمسك العصا من المنتصف وتحافظ على اعتدالها ونعومة خطابها
سيكون الحزب وإن بدا للوهلة الأولى متماسكا ’مجبرا على التوقف عند هذه المحطة الفاصلة من تاريخه ’سيكون مرغما على إعادة تأهيل زعيمه الذي يبدوا من خلال محاولات التغطية المتكررة لمسؤوله الإعلامي أنه ارتجل الموقف ووضع قياداته المساعدة أمام "الأمر الواقع"
سامحوني فلست جزءا من تلك الحملات الإعلامية المغرضة التي تريد النيل من سمعة الحزب ’ لكن هول المشهد كان أكبر من كل التوقعات والتخمينات ,وخطأ سياسي بهذ الحجم ستدفع "الجماعة" ثمنه تاريخا وحاضرا ومستقبلا’ إذا لم تتدارك موقفها وتتجاوز عقدتها مع "المرشد" الذي لم يعد فوق الشبهات.
على أية حال نحن لسنا معنيين بما يحدث وراء" أكمة" التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "بقدر ما نحن مسؤولين أمام الله والناس والتاريخ عن إثبات هذه الوثيقة في محضر الإقرار الذي ستحتاج الأجيال من بعدنا إلى تصفحه كثيرا ’ لذالك فمسؤوليتنا الوطنية تقتضي منا نبذ مثل هذه التصرفات ومناشدة الرئيس "جميل منصور" ومن ورائه السياسيين وكل الحركات ما ظهر منها وما بطن ’التوقف عن صب الزيت على نيران التعددية والإبتعاد عن كل ما من شأنه إذكاء النعرات وجر البلاد إلى منزلقات خطيرة قد لا تحمد عقباها لأن وحدتنا وبكل بساطة ستظل أكبر من مطامحهم السياسية ونظرتهم الضيقة ..ومصالحتنا التاريخية ستظل أقوى من ذاكرتهم "المريضة "التي لا تحفظ لهم سوى أحداث 89 المؤسفة والتي أجمعنا جميعا على إدانتها والإبتعاد عن شيطان تفاصيلها وتلك" فتنة طهر الله منها أيدينا فكيف لا نطهر منها ألسنتنا "
وأخيرا أقولها لكم وبصريح العبارة:لا تزرعوا الشوك بيننا وبين إخوتنا "الزنوج".