يوم الأربعاء المنصرم ضجت "عبارة روصو" لدى فرقة الشرطة تحديدا بخبر قدوم جماعة مثيرة، حاملة أكياس من الخمر وتوزع بصورة فوضوية أوراقا نقدية، جديدة السبك، من فئة خمسة آلاف أوقية وعلى نطاق شبه واسع، بالمقارنة مع أهمية المبلغ في حساب بعض الفقراء المحليين،
الذين وصل أيديهم المبلغ المذكور، من طرف الثلاثة المعروفين لدى الجهات الأمنية، ولدى كذلك بعض السكان المحليين، الذين شاهدوا الحدث الملفت للانتباه.
وقد تم هذا التصرف المدوي، عندما أدخلت سيارة رباعية الدفع أكياس من الخمر، من جهة الحدود السنغالية عبر المعبر العادي "عبارة روصو المعروفة"، فأوقفتهم الشرطة، اعتراضا على حمل الخمر وإدخاله بصورة غير قانونية طبعا، مع توزيع مثير فعلا، كما ذكرت آنفا لمبلغ معتبر من الأوقية الموريتانية، من فئة خمسة آلاف أوقية طرية الإخراج.
لكن احدهم بعد "تكفح" وإخراج صريح لإحدى قنينات الخمر من حاوية مبردة صغيرة، وشربها أمام الجمهور، اتصل من هاتفه على "القيادة" والجهة التي يعنيها مجهولة عند من سمعوا وحضروا الاتصال، وهم غير واحد من سكان روصو، الذين تجمهر بعضهم على نقطة الشرطة بالعبارة، واستمعوا للكلام الغريب، المذكور بعضه، والمتحدي للسلطات عموما والشرطة خصوصا. ويشرب ويقول: "كنا ندخل اعتياديا من معبر "ادياما" ولا نعوق أبدا، وتدميس في السنغال ونرجع بصورة اعتيادية، واليوم توقفونا، بأسلوبه محتج على الشرطة، التي فتشت السيارة وأوقفتها برهة وجيزة، قبل أن يأتي الاتصال بسرعة من نواكشوط، من جهات عليا طبعا، ويتوسل بعض الشرطة بأن لا يشملهم العقاب، ويقول بعض أهل روصو، بأن المفوض إسلم ولد مفتاح، أقيل لهذا السبب، رغم عدم دقة الربط بين التحويل والحادثة محل الجدل، لكنه على أرض الواقع، عين مفوضا في إحدى مفوضيات الشرطة في نواذيبو، وبعدما تفهم أن حالة الشباب الثلاثة المشار إليهم، تمثل نفوذا لصالح الخمر والفساد أكبر منه وأقوي ولا يمكنه رده مطلقا!!!.
إذن، وصل السيل الزبا، ولم يعد الخمر بسيطا، مكشوف الظهر، ولا ممنوعا لأي مستوى جاد، وإنما عاد وأصبح الخمر وأصحابه، بعد المخدرات المحصنة أيضا، صاحب مافيا واسعة الانتشار، وفي قمة الهرم السلطوي المافيوي الرديء.
مافيا تحمي أهل الخمر وتمنع مصادرة كمياتهم المستوردة من الجار السينغالي، وتمنع كذلك صدهم عن الشرب جهارا نهارا، رغم أنهم مسلمون -حسب الظاهر- فسقة من أبناء أسر معروفة، حسب مصدرنا الميداني المشاهد للحادثة المفجعة للأخلاق والقيم والأمن وكل منظومتنا، والتي رغم هشاشتها، ربما لم تصل يوما إلى هذا المستوى، في هذه الأيام الحالية، من المجاهرة، بحماية بعض السلطات العليا المافيوية لأهل الخمر والمناكر الشنيعة المختلفة.
قال تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".
يوم الأربعاء في روصو كان مناسبة لانكشاف إحدى فرق استيراد الخمور من السنغال ، والذين دأبوا على فعل ذلك -حسب تصريحهم المتواتر- عن طريق معبر "ادياما"، وبدون اعتراض.
ولما حاول بعض الشرطة الاعتراض، صحح المسار لصالح المافيا ونفوذها، الذي يأبى التراجع على ما يبدو، دون الخلاص من رؤوس الشر المعروفة.
كان يوم الأربعاء 03 اغسطس2005 يوم انقلابهم على معاوية، وكان يوم الأربعاء 6 اغسطس2008 يوم انقلابهم على سيدي ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني منتخب، رغم شائبة اختياره من طرف العسكر الإنقلابيين: عزيز وقزواني وجماعتهما، وكان يوم الأربعاء أيضا، الموافق 3 سبتمبر2014 يوم انكشافهم في موريتانيا كلها، عن طريق حادثة استيراد الخمر من السينغال، عبر "عبارة" روصو ومدخلها الحدودي، بكميات معتبرة نسبيا، ودون تعويق، وبعد سماح من "القيادة" بعبور الكمية -الممنوعة نظريا المأذونة عمليا-.
أجل أدخلوها هي وأصحابها، وهم في حالة تلبس بالاستيراد والشرب والوساطة لصالح الفسق والموبقات، فإلى أين المفر؟َ!، وخصوصا بعد تغاض علني من طرف الشرطة المحلية، عند نقطة العبور بروصو، وبشهادة بعض المواطنين المحليين، مع توزيع لريع الخمر والنفوذ المكرس للجريمة، ويقول السكير، إنها فضتنا نحن، نوزعها كيف نشاء، وذلك وسط حالة من العناد والإصرار على التمسك باعتيادية فعله المشين، مبشرا بالضلالة والغواية علنيا.
ويقول ردا على بعض الجمهور المستغرب المندهش: "يا أهل روصو، انتم مصوفجين، ما رأيتم قط أحد يشرب الخمر".
ويحتسي دون حياء أو مانع قنينته الخمرية المبردة.
فهل الأمر الواقع حقا، يرمز إلى مرحلة جديدة، كاملة السوء والانحدار فعلا؟َ!.
اللهم إن هذا منكر فأنكرناه، وسأحرص على الحصول على أسماء الثلاثة، وهم من فئة البيظان البيض، وحسب الشاهد فهم من أسر معروفة، وسأتابع الموضوع بجدية للحصول على أسماء المجرمين، وكافة أسماء فرقة الشرطة المعنية، التي لم يستقل أحد منها، غضبا لله ولحرماته المهدرة يومها، وعلى نطاق واسع علني في هذه الأيام السود المرعبة.
وأكرر نصيحتي للجميع، بتذكيرهم بقوله تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب".
وإني أبرأ إلى الله من هذا العفن المهمل دون إنكار، ودون كشف جماعي من طرف جميع وسائل الإعلام، الخاص والعمومي.
عسى أن لا نكون جميعا شركاء في المنكر المتفشي المخيف، المزلزل لا قدر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم إني أبرأ من هذا الفعل الشنيع، المتجرأ عليه من طرف الثلاثة، والمتغاضي عنه من طرف السلطات الأمنية في روصو ولو تحت ضغط نفوذ أكبر، هو مصدر الشر الأكبر، حسب ما يبدو لحرية إدخال الخمور من جهة الحدود مع السينغال وربما غيرها من الجهات المستغلة لهذا الإجرام.
ونرجو ونطلب من الجهاز الأمني –إن وجد بفعالية- والقضاء –إن استقل حقا- وغيره من السلطات والمهتمين، أن يساعدوا في كشف تفاصيل أكثر، عن حادثة الأربعاء بروصو 3 سبتمبر 2014 والمرعبة فعلا، المشينة المنكرة.