بمجرد الإعلان الرسمي المرتقب عن تغيير العطلة الأسبوعية إلى سبت اليهود وأحد النصارى وإلغاء جمعتنا سيتبارى فقهاء الموائد في تبرير هذا القرار الغريب، ولكن المنطق والحقيقة سيخذلانهم كالعادة.
سيقول أمثلهم طريقة:
1. إن تعطيل الجمعة تشبه بأهل الكتاب ونحن مأمورون بالنأي عن نهجهم.. وهذا صحيح مسلم لا جدال فيه.
ومع أن الكف عن العمل في الجمعة لراحة البدن لا يكره كما هو منصوص في كتب فروع المذهب الذي يحاولون أن يحملوه أوزارهم، ومع أن الأمر يتعلق بدوام أسبوعي مقنن، ومع أن من الغريب أنهم لا يرون الحق حقا ما لم يصدر به قرار رسمي؛ وهو ما يجعل السلطات أولى بالإفتاء منهم.. فإننا سنسلم جدلا بصحة قولهم وسلامة قصدهم، وعليه فلنبدأ بأمور جوهرية منكرة مما يقتدى فيه بأهل الكتاب دون نكير، ثم –إذا تدرجنا في الأولويات إلى العطلة الأسبوعية- لنعطل الاثنين والثلاثاء أو غيرهما مما تتحقق فيه المخالفة؛ وإلا فكيف نتورع من متابعتهم في يومنا ثم نهرب إلى يوميهم لإتمام الاقتداء بهم؟!!
2. إن اختلاف التوقيت يملي ذلك للحد من الخسائر الاقتصادية.. وكأن كل الطلاب والأساتذة والموظفين والعمال مؤسسات مالية مرتبطة بالخارج (بالغرب بالذات).
واختلاف التوقيت أمر لا يختص بنا عن باقي العالم الذي تعامل معه دون التضحية بثوابت هويته؛ إنه يعود إلى نظام المجموعة الشمسية ولا سبيل للتغلب عليه دون التحكم في نشاط تلك المجموعة وهيئة الأرض، وليس هذا في طاقة البشر؛ فحتى في أيام العمل لا يجتمع دوامنا الرسمي مع دوام الصين وما حاذاها ولا مع دوام الولايات المتحدة وما حاذاها. وهناك دول تشرق عليها الشمس عندما تغرب عنا وتغرب عنها عندما تشرق علينا. وتعطيل الجمعة لا يؤثر في التبادل - الذي سيصورونه نشطا وضروريا- مع الأوروبيين الذين يوازوننا على الكرة الأرضية فيتقارب توقيتنا وإياهم في معظم أيام العمل. ومعظم الدول العربية يعطل الجمعة، وقد يكون معها الخميس. أما الباقون فلن يجدي الأمر شيئا في حقهم.
العطلة الأسبوعية تعبير عن هوية هذا الشعب. ومنذ القدم كانت المصارف والمؤسسات المالية ببلادنا تعطل السبت دون مشكلة لتنسجم مع نظائرها الغربية؛ لكن ماذا عن باقي الناس والقطاعات الذين لا تربطهم علاقة بالغرب. ولماذا هذا الجشع المادي الأعمى؟!!
ختاما أذكر بأن تغيير العطلة الأسبوعية كان القطرة التي أفاضت كأس ولد الطايع.