للإصلاح كلمة : تتعلق بتحويل راحة الجمعة الي راحة الاحد / محمدو ولد البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه أولا الي كل من السيد وزير الشؤون الإسلامية عضو الحكومة المحولة لراحة الجمعة إلي راحة الأحد و إلي سيادة المستشارين الإسلاميين في رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة إلي كل هؤلاء توجه إليهم كلمة الإصلاح هذا الخطاب :

أيها السادة أناشدكم الله ووجوب الإصلاح و التبيين علي كل من علم حكما من الأحكام : هل تعلمون أن جميع ساعات الجمعة هي ساعات عبادة مأمور بها من المولي عز وجل وفي الحديث أن فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا استجيب له ، وهل تعلمون أنه صح في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم  قال : أَضل الله عن الجمعة من كان قبلنا و كان لليهود يوم السبت و كان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة إلي آخر الحديث.
وهل تعلمون أن كل العمل فيها الذي هو ما بين واجب وسنة و مندوب مطلوب فيما بين طلوع الشمس بعد إباحة النفل إلي أن تنتهي الصلاة وبعد ذلك أذن للمسلمين (لأنه أمر بعد نهي ) في الانتشار في الأرض و الابتغاء من فضل الله من بيع و تجارة وجميع باقي الحرف المباحة .
وكما تعلمون أيضا فإن هذه العبادات يقول فيها ابن عاشر وهو كتاب بعض العلماء الموريتانيين المالكيين
وسن غسل بالرواح اتصلا                         ندب تهجير و حال جملا
ويقول أيضا
ومن علي ثلاثة أميال                             من مصرها يسعي لها في الحال
و الميل الواحد 1500 مترا أي الجميع أقل من 5 كلم بقليل ومن المعلوم أن العمال الموريتانيين تقال لمن يعمل داخل موريتانيا ما بين فصال شرقا إلي كرمسين غربا و من قابو جنوبا إلي لكوير شمالا ، و من المعلوم كذلك أن دلوك الشمس الذي هو أول وقت صلاة الجمعة عند المالكيين (ووقتهم للجمعة هو آخر وقت لها عند جميع المذاهب الإسلامية ) يبدأ في شرق موريتانيا من الساعة الحادية عشر و النصف و كذلك في جنوب موريتانيا و كل مدينة تصلي حسب زوال الشمس فوقها كما أنهم يفطرون و يسحرون كذلك .
و آخر من يصلي الجمعة في موريتانيا يصليها في الثانية بعد الزوال بعد العمل بهذا التوقيت بساعتين فقط ولا يصليها في هذا الوقت إلا بعض مساجد نواكشوط و معني ذلك أن جميع الواجبات و منهم الغسل للقول بوجوبه عند بعض العلماء تنفيذا لقول النبي صلي الله عليه وسلم : غسل الجمعة واجب علي كل محتلم .
ومعني ذلك أن السعي إليها من ثلاثة أميال بعد هذا الغسل الذي قد يستغرق عند بعض الناس ساعة كاملة و معلوم كذلك أن بعض المسلمين يشتغل في المعامل التي لا يمكن الاغتسال من آثار العمل فيها إلا في وقت طويل مع استعمال كثير من المطهرات لإزالة الروائح التي لا يجوز إدخالها إلي المصلين في المساجد إلخ .
و السؤال المطروح علي العلماء و الوزراء الإسلاميين و المستشارين هو هل يجوز للدولة أن تمنع عمالها من الخروج من مكاتبيهم لتأدية هذه الواجبات و السنن و المندوبات و أن تلزمهم بعملها كلها في ساعتين علي الأكثر إلي نصف ساعة في بعض المناطق أو أن يتركوا بعض تلك السنن و المندوبات نظرا لضرورة العمل مع العلم أن الشعائر الدينية المطلوبة من المسلم لا يمكن تحويلها إلي يوم الأحد .
أما السيد الرئيس و الوزراء الآخرون المصادقون علي هذا التغيير للوقت المخصص للعبادات في الإسلام لمن هداه الله إليه إلي وقت تخصصه ديانات أخري لعبادتها فإني أقول لهم أن موريتانيا لا شك أنها من العالم كما قال هذا القرار في تبريره أنه يراد به مسايرة العالم فموريتانيا من العالم الإسلامي و هي عضو في رابطة العالم الإسلامي .
و العالم الآن عالمان العالم الأوربي وعنده يوم راحة لعبادته يذهب فيه إلي الكنائس و اليهود عندهم يذهبون فيه إلي بيعهم للعبادة بها,
و العالم الإسلامي جعل له عيدا عيدا أسبوعيا هو يوم الجمعة و عيدا سنويا هو يوم عرفة كما أن للعالم الإسلامي كثيرا من الشعائر الدينية يعطل فيها العمل للعبادة و الراحة مثل الأعياد الدينية  و يسمون منظمتهم الخيرية بالهلال الأحمر كما يسميها العالم الأوربي بالصليب الأحمر و أيضا فإني أنبه الجميع علي الآتي :
أولا : أن لنا في العالم الإسلامي أسوة وكذلك العالم العربي فلننظر ماذا تفعله أكثر الدول الإسلامية و العربية في يوم الجمعة ، فأنا لا أعرف دولة إسلامية مصرة علي الراحة في  يوم الأحد بدل الجمعة إلا المملكة المغربية و سبب تمسكها بذلك أنها دولة وراثية في كل شيء فلا يمكن تغيير ما كان يفعله الأجداد الملوك من يصل إلي الله من الملوك  بعد الموت لا يرجع ليصحح العمل ولكنه العمل المكتوب كتابة دقيقة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها كما قال تعالي : (( ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ))
ثانيا : أظن أنه كفانا من التذبذب في قضية الراحة يوم الجمعة ، فبعد الاستقلال كانت الراحة يوم الأحد لأن المسئولين آنذاك أورثهم الاستعمار هذه الراحة و كانت المعاملة معه دائما لانقطاعنا عن العالم فجاء الرئيس المؤمن قلبا وقالبا ولا يري أمرا فوق أمر الله محمد خونا ولد هيدالة فغير القانون الوضعي إلي القانون الإسلامي وبدأت المراسيم تتبع كل قضية غير واضح ما يأمر به الإسلام فيها و تغيرها إلي موقف الإسلام منها مثل الخمور و الرقص المختلط و السينما العارية المناظر إلي آخره ومنه تحويل راحة الأحد إلي راحة الجمعة ثم جاء الرئيس معاوية و عندما أرغمته خلفيات أحداث 89 إلي التقرب من أوربا غير بعد ذلك راحة الجمعة إلي راحة الأحد وترك الرئيس اعل ولد محمد فال القضية علي حالها و عندما جاء الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله رد الراحة من الأحد إلي الجمعة و استمر ذلك مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز و عندما وصلنا الي فترته الثانية  ها نعود بالمسلمين من راحتهم في الجمعة لنجعلها لهم في الأحد .
وهنا أنبه المسلمين إذا كان هذا للمسلمين من طرف المسؤولين في الدولة ، فالدولة قد أحدثت مؤسسة تسمي مؤسسة الفتوى و المظالم فعلي المواطنين المتضررين من هذا التوقيت و تحويل الراحة من الجمعة إلي الأحد رفع شكوى من المسؤولين في السلطة التنفيذية إلي هذه المؤسسة فهي محل الفتوى في الموضوع ورفعه .
ومن جهة أخري فإني أنبه المسؤولين إذا كانوا يوصون علي تقريب الإدارة من المواطنين فإنهم بهذا القرار أبعدوا الإدارة من المواطنين .
فالمعروف أن بطارين العمل ولاسيما القطاع العام  لا يأتون إلي مكاتبهم إلا بعد الساعة الحادية عشر و الآن بقيت لهم ساعة واحدة يوم الجمعة ليكون أيام العطلة ثلاثة أيام بتمامها ، و أما العمال غير البطارين فكانوا يتركون العمل قبل انتهائه بساعة و معني ذلك أن الساعة التاسعة المزادة في آخر الوقت سوف لا ينتفع من عملها المواطنين لعدم وجود أكثر الموظفين في مكاتبهم .
و علي كل حال فإن رأيي علي الحكومة أن تترك المسلمين ينفذون ما أمرهم الله به في قوله تعالي (( يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة (في أي مكان من موريتانيا )فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ))

16. سبتمبر 2014 - 12:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا