الإمام عبد الله بن بيّه و هداية العالَم / حمزه ولد محفوظ المبارك

ليس من الغريب في زمن الثورة على الأخلاق الفاضلة و القيم الإنسانية السامية السمحة التي جاء بها الإسلام , أن يحاول الأقزام من جنس اللئام التطاول على الهامات السامقة , و ليس بالأمر العجيب أن تكون أوساخ اولئك الاقزام متاحة على صفحاتهم ومواقعهم التي دأبت منذ نشأتها على أن تكون مَكَبَّ 

نفايات عقولهم الرديئة و ما تجود به أدمغتهم المعتاشة على علف فكري منتهي الصلاحية و بودرة شعارات زائفة و حشيش متاجرة مقيتة مكشوفة فاضحة ....!

على أرضنا هذه المتشحة بالرماد و الهواجر لا بديل عن الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله ( الصادق المصدوق ) عليه أفضل الصلاة و السلام , دين المحبة و الهداية , دين السلم و السلام , و الأمن و الأمان , دين الرحمة و الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن و , لا مكان لدين الدكاكين الحزبية الفرعية .

أما الواقفون على حافة إسلام السواطير و البنادق و قطع الرقاب و جهاد النكاح و تكفير المسلمين و استباحة أموالهم و أعراضهم بأتفه الأسباب , عُبّادُ الخنادق و الفنادق , حاملوا فكر الفتنة و الغوغاء ! فلم يعد ينطلي على الراشدين من أهل الفهم ما بهم من سيء الأسقام و هوس بالدماء و زهق الأرواح الآمنة المطمئنة .

لقد حاول لصوص الأسملة المغشوشة جلب ما يسمونه الربيع العربي إلى بلادنا يوم كان نظراؤهم من السفهاء يلعبون بالنار على أبواب جهنم في بلدانهم المحترقة , لكن الله رد كيدهم في نحورهم و أذلهم , و مع كل ما يرونه من ويلات حلت بدار الأمة على أيديهم لازالوا  يتربصون الدوائر بكل ما من شأنه إخماد تلك النيران على أمل أن يصطلوا منها على خطى الرزية الكبرى المكتوبة في دستورهم الهمجي الملغوم !

طبيعي جدا ألاَّ يفهم المتعصبون لِ
​حَمِيَّاتِ الجاهلية وحروب الفناء المدمرة أن الإسلام دين محبة و إحياء لا دين كراهية و قتل ذلك أنهم ظلموا أنفسهم فزين لهم الشيطان سيئات أعمالهم فقست قلوبهم و تحرشفت جلودهم .

بالأمس فقط حينما برز في الإعلام العالمي إسم الإمام "عبد الله بن بيّه" على لسان الرئيس الامريكي مشيدا بحكمته و طريقته في الدعوة و عرض الإسلام الصحيح السمح على العالم بأسره , إنبرى بعض المتحسسين المتوجسين المرتعشين المتمترسين و المخطوفة عقولهم المعصوبة أعينهم عن الحق يهمزون و يلمزون بأقلام متكسرة على عتبات اليأس و الجهل , و ألسنة أعجمية متلعثمة , فسولت لهم أنفسهم المريضة الهجوم على شخص الشيخ ونهجه الإصلاحي وخطواته الواثقة و عنفوان طرحه الجامع و رسالته العالمية السمحة , متكئين في ذلك على غربالهم الإديولوجي الممسوخ , فكان ما كان من سقط المتاع و سقوط في القيل و القال , و خيبة المسعى و سوء المآل , حاولوا يائسين أن يخلطوا فاختلطوا , و أن ينطقوا فقنطوا و أن يكسروا فتكسروا ....!

و من المعروف أن الذين يحاولون التطاول اليوم الإمام "بن بيّه" و يتطلعون لمزيد من السقوط في درك الشقاء اللفظي هم أكثر الناس تنكرا للدين الإسلامي و متاجرة بشعاره , سمَّاعون للكذب أكَّالون للسحت , يصرون على الحنث العظيم , طَوَّافون بالغدر و الخيانة بين الشأن الديني و الدنيوي في كل حدب و صوب, يلعبون بالكلمات , لا يشبعون من لحوم أهل العلم من غير منتسبي خندقهم , باطلهم مقدس مشاع بين أتباعهم , و الحق من غيرهم باطل لا هيبة له و لا حرمة دم لصاحبه , هم من أقاموا الحفلات إستبشارا بإهدار دم الشهيد البوطي و قتله في مسجده و جمعته و مجلس علمه تحفه الملائكة و تغشاه الرحمة !!!

كأنه قد كتب عليهم المروق من الدين كما يمرق السهم من الرمية , فلا يجدون للباطل سبيلا إلى هوائهم إلا اتبعوه و لا مسلكا  لأجوافهم إلا ارتضعوه !

لقد اختار الله تعالى  للأمة في هذا الزمان الموحش و الموج المتلاطم و الحريق الهائل مؤنسا ومنقذا و إطفائيا عظيما يحمل هم العالم بأسره , بشيرا و نذيرا بالميزان القسط الذي جاء به خير البشرية , يدعو لوقف حالة الفناء التي أصابت الأمة في صميم دينها و ذهب فيها العالم و الجاهل , المجرم و البريء , حالة الخطب الجلل هذه التي لم يسلم منها البشر و لا الحجر و لا المدر , يَتَّمت و أثكلت و أثقلت و أوحشت و أوكست و أوحلت ....

إن حركة الإمام عبد الله بن بيّه في العالم و قبول خطابه في كل مكان و قوة تأثير نهجه مستمد من الصدق الذي بين جنبيه و الرحمة التي في حضنه و طهارة اللسان التي تكسوا كلماته الطيبة المباركة , فالحق يا أيها الضعفاء يُجْبِرُ الجبابرة و يسري في عروق القلوب الميتة ليحييها و في مُهَجِ الأحياء ليشد من عضدها و يحميها ...

لقد شاع في العالم بأسره في هذاه الحقبة سوء فهم للدين بفعل الجُهّال الذين شوهوا صورته و اسمه بأفعالهم المنكرة مستخدمين دين السماحة ذريعة لتلك المنكرات , فكان لزاما على شيخ بمكانة الإمام "بن بيّه" أن يذود عن حياض الحق ببيانه و عقله الراحج و فهمه الصحيح المستقيم , يحمل للعالم رسالة الأنبياء : أن هذا دين الله الذي ارتضى لكم , لا ظلم فيه و لا حقد و لا كراهية و لا ذبح و لا سحل و لا نحر و لا قطيعة , بل إحياء للنفوس و القلوب و جدال بالتي هي أحسن و دعوة تصل الدهماء و الجبابرة على حد السواء ....

إن دخول كلام الله تعالى و دعوة الحق جل جلاله للبيت الأبيض الأمريكي فتح من الفتوحات الإسلامية العظيمة بعد أن كان دخول إسم الإسلام إليه محصورا على تقاريير الإستخبارات و ملفات الإرهاب و تهريب السلاح  و قطع الرؤوس و أكل الأكباد و المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام حتى من منتسبي هذا الدين !!! لكن من لا يحمل مشروع هداية الناس كافة وهم المسلمين عامة لن يرى من الكأس إلا نصفه الفارغ و لن ينال من مطية الحق إلا الرفس !

و سيذكر العابرون على جلد الرزية الدموية في بقاع الموت أن الإمام "بن بيّه" نصح لهم و بين و أشفق عليهم من الإحتراب الداخلي الأعمى و رام بكل ما أوتي من قوة و بصيرة ثاقبة و رحابة صدر و سِعَة فهمِِ حَقْنَ دمائهم و إطفاء حرائقم و إشاعة لغة السلام بينهم بعد أن سفكوا الدماء و قَطَّعوا الأرحام , و أنه حمل رسالة الإسلام إلى كل أصقاع الدنيا و دوائرها و صناع حروبها ليوقف نزيف الدم الجارف و يَجْبُرَ كسرها و يضمد جراحها الغائرة  .

وفقه الله و سدد خطاه و جزاه عن الأمة و العالم بأسره خير الجزاء .

29. سبتمبر 2014 - 11:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا