الحوض الشرقي واقع التنمية والتهميش / محمد كابر ولد النينين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
الحوض الشرقي واقع التنمية والتهميش

يفيد التعداد العام للسكان والمساكن 2013  الصادر عن المكتب الوطني للإحصاء أن ساكنة الحوض الشرقي 430668 نسمة مشكلا بذالك اكبر أقاليم موريتانيا حالا بالمرتبة الثانية بعد نواكشوط إلا أن مشاريع وجهود التنمية شبه مفقودة وغياب مفهوم الأقطاب الاقتصادية هو السائد  إن الحوض بكمه البشري الهائل يخلو تمام من أي مؤسسة تعليم العالي (جامعة كلية معهد عالي..) أما نسبة التجاوز في الباكولوريا  في هي في اضعف الحالات وعدم وجود أي معهد للتكوين المهني متخصص لتكوين اليد العاملة الماهر في القطاعات الحيوية النشيط مثل  الزراعة الييطرة البناء التعدين المياه والكهرباء التقنيات الجديد....
كما يلاحظ غياب تام لأي منشئة إنتاجية  يتجاوز عدد عمالها 100  كما ينعدم من أي تجربة تطوير وتسير الثروة الحيوانية التي تعتبر أهم ركائز الدخل والإنتاج بالحوض بحيث يستورد سنويا آلاف أطنان الألبان والزيوت مع إمكانية تقديم البديل من تلك الثروة إن استغلت أما آلاف مزارع الزراعة المطرية والبساتين  فإنها تحت جهود بدائية قديمة كان لها أن تضاعف إنتاجها وتسد اكتفاء مستخدميها من الحبوب لو تم تسيجها  وهو حال جهود تنمية الموروث الثقافي الغني من العلوم والمعارف  والأدب والموسيقى والتعريف بمناظره الطبيعية الخلاب وتسير رحلات سياحية وطنية وأجنبية إليه
أما التهميش فقد ضرب أروع  أمثلته في اجريف عاصمة بلدية اجريف اذ لم يحظ أي من أطره الذين يقاربون الأربعين بدرجة تتراوح بين باك-باك+5 تقلد أي منصب سامي في الدولة (وزير أول وزير أمين عام مدير مركزي مدير مؤسسة عمومية..)
أما شبكة مياهه فلم تكتمل بها الأشغال رغم تقدمها على استحياء وسده الرسمي سد لمن الذي كان يوفر اكتفاء ذاتيا من الحبوب لأكثر من 1200 أسرة غالبيتها من الفئات الضعيفة والهشة لم تجري به أعمال ترميم وصيانة منذ سنة 1996 و اليوم لا يتجاوز عدد مزارعه عشرات الأسر وحاله معلوم لدى المصالح الإدارية الجهوية والزراعية أما مدرسته فهي في تهالك كان آخر بناء فصول بها سنة2001  ولن ينال 10كلم من الطرق المعبدة تربطه بالمقطع التاسع من طريق النعمة باسكن يربطه بعاصمة ولايته ويجر التهميش رداءه على بقية مكونات البلدية وجميع بلديات الحوض الشرقي 31من سيئ أومماثل غالبا إلى أحسن نادرا فلا مطار النعمة فتح لفك العزلة ولا تزال مشاريع بحيرة اظهر مصنع الألبان ومشتقاتها وطريق لعوينات جكني متعثرة فاقدة للتنفيذ في الآجال المحددة أما جيب فصالة عدل بقر بوسطيل فقد تبددت أحلامه بحقيق أي تنمية اقتصادية واجتماعية إذ تتواجد به غالبية من الفئات الضعيفة  ومخلفات آثار الاسترقاق وكذالك صحراء تنبدغة  ولاتة  انبكت لحواش كما هو حال الباطن 
لقد كان خريف 2013 فرصة مكنتني من زيارة ميدانية لعدة قرى وبلديات ولقاء وجهاء واعيان أسمعت إلى جل المشاكل التي تواجهها الساكنة وقد حددت حاجت  أكثر من200 تجمع قروي في الوسط الريفي وشبه الحضري  إلى خمس بني تحتية رئيسية هي: 1.مسجد 2.محظرة 3.مدرسة 4.مياه(بئر ارتوازي+ شبكة مياه) 5تسيج  10هكتار من المزارع والبساتين  وقد سميته هذا المشروع بالعارض  وتقدر كلفة هذا لمشروع  45-50مليون أوقية لكل قرية أي ما مجموعه 9-10مليار أوقية وهو ما يمثل  2% من الميزانية السنوية للدولة الموريتانية ويمكن تنفيذه على مدى 2-4 سنة أي معدل 0.05 %
تعاقبت الأنظمة وتوالت الحكومات منذ تأسيس الدولة إلى اليوم وحال الحوض مع كل نظام واحد إلا انه على النظام الحالي برئاسة السيد محمد ولد عبد العزيز قيادة مبادرة جادة لترقية جهود التنمية في الحوض الشرقي وتجاوز نهج الأنظمة السابقة في سياسة التهميش والإهمال والتجاهل أحيانا وتنفيذ المطالب الملحة الواقعية وهي : 1.مشروع العارض بمكوناته الخمسة 2.تشيد مؤسسة تعليم عالي ومهني و3.انجاز 500 كلم من الطرق المعبدة فاكة العزلة عن عواصم البلديات والتجمعات الكبيرة و4.فتح مطار النعمة أمام الملاحة الوطنية والإقليمية  وإكمال المشاريع المتعثرة وتشجيع الاستثمار  وإدراك أن الحوض يخيم فيه واقع من التهميش والإهمال وضعف مستوى التنمية و تحده جبهة مضربة وشائكة تتمثل دعوات انفصال إقليم ازواد  الغلو والتطرف وتجارة المخدرات والسلاح والتهريب وخطف الرعايا الأجانب وأنواع الجريمة المنظمة العابرة للحدود والقارات وتلاقي هذه المجموعات وتكامل بعضها البعض  باحثة عن حلفاء ومتعاطفين وأتباع بأنواع المغريات والدعاية ولا يمكن تحصينه إلا بالعدل ورفع التهميش والتنمية والمجادلة بالتي هي أحسن  والحزم  محين دور الجيش الوطني على تلك الثغور
أما نخب الحوض الشرقي (أطر مثقفين اطر  زعامات دينية وتقليدية وساسة ومنتخبين من مختلف ألوان الطيف السياسي) فقد حان لها في العشرية الثانية من القرن 21 أن تنهض ورافعة الراية وحاملة لواء تطوير مجتمعها الذي آن له أن يستيقظ مطالبا ومناضلا من اجل تميز ايجابي وتنظيم أيام تشاوريه وفكرية  حول اعد مشاريع تنموية والبحث لها عن تمويل عبر الدولة الموريتانية وشركاء موريتانيا و الإلتآم في إطار تنظيمي يتابع تحديد الأولويات وتنفيذ المشاريع فعليهم الحمل الأكبر  فرحم الله جدو ولد السالك فلم يبخل بجهد من اجل تنمية الحوض وأطال عمر شيخن ولد محمد لقظف حين دفعه ما يراه من تهميش وإهمال وتجاهل لتلك المناطق الشرقي إلى تأيد حركة العاشر يوليو حسب ماعلمت وان لم تجري الريح بما لا تشتهي السفن

29. سبتمبر 2014 - 11:36

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا