لا أحد يستطيع القول إن ولد عبد العزيز لم يحقق شيئا خلال مأموريته السابقة
ولكن في المقابل يجب أن لا يقول آخر إن كل شيء قد تحقق خلال تلك المأمورية
فمن استمع إلي خطابه يدرك أن الرجل يحس بان هناك مجالات عدة لم تنظر بعين الاعتبار أو لم يتحقق فيها ما هو مطلوب.
فعلي سبيل المثال في مجال الصحة لا يمكن فهم الزيارات المتكررة للرئيس إلي المستشفي الوطني إلا أنها اهتمام كبير بأهمية هذه المنشأة ومحاولة لمعرفة مكمن "الداء" في هذا القطاع، وهو ما لم يوفق فيه لحد الآن
أما في مجال التعليم فان إنشاء جامعة جديدة تباهي نظيراتها في الجوار يعد انجازا كبيرا لكنها إذا لم تدعم بكادر علمي محترم وبإدارة تستحق ثقة الطلاب وذويهم تبقي جدرانا كبقايا قصر الشعب .
وفي مجال العدل ومكافحة الفساد لا يمكن تصور بلد بلا سجناء في مجال الرشوة والتزوير في حين أن الإدارات تكتظ بالمرتشين وشبكات التزوير التي لم تسلم منها أي جهة حكومية.
كما أن التداخل الوظيفي يشكل عائقا كبيرا أمام الحلول الجذرية لبعض المشاكل الإدارية مثل مشكل النقل وغيره.
ويشكل الإرتفاع الصاروخي للأسعار السمة الأبرز في مأمورية ولد عبد العزيز السابقة حتي أن بعض المواطنين أصبحوا يتمنون حدوث انقلاب لعلمهم أن الانقلابيين سيعملون علي تخفيض الأسعار ولو لفترة كما حدث عقب انقلابي 2005 و 2008 .
وفيما يتعلق بالأمن فانتشار الجريمة وتطورها يتطلب النظر في قرار سحب الثقة من الشرطة ومعرفة المسئولين عن إطلاق سراح المجرمين وبالتالي فرارهم من العقاب
أما علي مستوي ثقة المواطن بالدولة فان هذه الثقة ـ برأيي ـ اهتزت بشكل لم يسبق له مثيل ربما لان الرأي العام الوطني لم ينل الجواب الشافي على أسئلة محيرة مثل ما قصة الطلق الناري الذي أصاب الرئيس ؟
ما صحة التسجيلات المنسوبة للرئيس ؟
وهنا يسجل من جهة أخري عجز المعارضة مجتمعة عن إعطاء الأجوبة الشافية المدعومة بالأدلة حول هاتين القضيتين، وتقديمها للرأي العام.
وفيما يتعلق بالوحدة الوطنية فان مأمورية ولد عبد العزيز السابقة شهدت بحسب الكثيرين لعبا بالنار من خلال إطلاق العنان لأعداء هذه الوحدة من جميع مكونات الشعب للحديث كما يشاءون وفي وسائل إعلام محسوبة علي مقربين من الرئيس فيما قد يكون الهاء للسكان عن مشاكلهم الحقيقية ( الصحة، التعليم، الأمن ،،، )
و بالتالي استعمال خطة فرق تسد، وهو بالتأكيد ما ليس في صالح البلاد ولا العباد.
ولكي لا تكون مأمورية الرئيس القادمة كسابقاتها عليه أن يستفيد من الماضي بتقريب الأوجه الشابة والإنصات للمستشارين واختيار الموظفين علي أساس الكفاءة و الأمانة لا علي المعايير القديمة ، والتخلص من عقدة العسكري من الإطار المدني الكفء
فهل سيستفيد ولد عبد العزيز من أخطائه وأخطاء غيره؟