نشرت إحدى الجمعيات الخيرية في البلد نداء استغاثة من أجل إسعاف طفل
ابتلع نواة تمر وعجز مركز الاستطباب (الوطني) – المستشفى الرئيسي في
البلد – عن علاجه، مرشدا ذويه للتوجه به لأحدى المصحات الطبية الخاصة في
البلد، حيث يبلغ علاجه هناك 650000 أوقية، خبر لم يتلقاه أهل الطفل
بالبهجة والسرور، كما كانوا يتوقعوا وقد لجئوا إلى أكبر مستشفى في البلد،
ينقد عليه من المال العام..، ولم يجدوا بدا من الاختفاء وراء قضبان
التسليم وقد أثقل الفقر كواهلهم.
علمت بخبر بوفاة الطفل حين لم يتمكن أهله وذووه من علاجه ولم يجد من
يتبنى حالته الإنسانية، خيم الحزن على المشهد ووري الطفل الثرى وذهبت على
رئته نواة التمر، ولا راد لقضاء الله وقدره.
تعد حالة الابتلاع هذه من بين 21 حالة سجلت خلال الفترة الأخيرة في
موريتانيا، تداولت المواقع الإخبارية خلال الأشهر الماضية خبر تماثل
حالات مشابه للشفاء من بينها طفلة كانت قد ابتلعت مسمار وطفل ابتلع خرزة
مسبحة ... طبعا هذا الابتلاع حالة استثنائية حيث يتوجه إلى الرئة وهو
المكان الخطأ والذي يعرض صاحبه للوفاة في حال عدم تلقى العلاج المناسب في
الوقت المناسب.
نعم توفي الطفل وتجاهلته السلطات المحلية خصوصا الصحية صاحبة المسؤولية
المباشرة، ولكن كم ننتظر من الزمن حتى تتمكن الدولة الموريتانية من ثمن
شراء جهاز تبلغ كلفته حوالي 4مليون أوقية؟.
لإجراء مثل هذه العمليات المستعجلة البسيطة، وفي انتظار ذلك كم نتوقع من
الضحايا خصوصا من الأطفال الأبرياء لأكثر عرضة .
أعرف أن مثل هذا الجهاز ليس الوحيد الذي يحتاج إليه مركز الاستطباب
(الوطني) فهناك الكثير من الأجهزة الأخرى الأقل ثمن والأكثر حاجة يحتاجها
هذا المرفق الصحي الرئيسي في دولة تتحدث سلطاتها العليا عن فائض مالي
كبير وعن إصلاحات عملاقة في مجال الصحة من أجهزة ومعدات وبنى تحتية...
غير أن تساؤلا محيرا يراودني طرحه هل الدولة عاجزة ؟
أم لا تريد شراء هذا الجهاز لصالح جهة معينة؟
وفي حال ما إذا كانت الدولة عاجزة و مركز الاستطباب (الوطني) كذلك عاجز،
فأني شخصيا أقترح فتح حملة لشراء هذا الجهاز لصالح الفقراء والمحتاجين
(الضحية ) من أبناء هذا البلد الذين لا حول لهم ولا قوة، وترهق كواهلهم
إجراءات المعاينة في هذا المرفق ( العمومي )...
ختاما أتمنى الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز