شيء محيّر أن تخلق بعض الصحف المستقلة من الحبة قبة وتختزل مقاطعة كبيرة في موظف واحد.
يوم الخميس الماضي نشر أحد المواقع تقريرا حول استهداف النظام لأطر كرو كان كله اختلاقا وتقولا على المقاطعة ولا يمثل سوى وجهة نظر كاتبه ومن كتب لأجله.
سادتي الكرام حكومة معالي الوزير الأول يحيي ولد حدمين لم تستهدف أطر أهل كرو ولم تُقل اثنين منهم أحرى عن عشرة. هذا مجرد تلفيق وتضخيم.
ما حدث هو العكس تماما، فقد جاءت الحكومة بأوجه جديدة من المقاطعة. أوجه كفوءة فكريا ومهنيا ولم تتورط في الفساد.
فعلى خلاف التشكيلة السابقة، ضمت حكومة المهندس يحيى ولد حدمين وزيرا من المقاطعة هو الاستاذ الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود الذي يعتبر شخصية أكاديمية وطنية وقامة اجتماعية رفيعة في مدينة كرو وولاية لعصابة بشكل عام.
كذلك اختار معالي الوزير الأول يحيى ولد حدمين أستاذ المعاملات المالية والسياسي الدكتور أحمد سالم ولد مايابى مستشارا له فيما تم تعيين المهندسة الشابة المتميزة خديجة بنت بوكَ أمينة عامة لوزارة الصيد.
إني أستغرب من اختزالكم لمقاطعة بحجم كرو في الأستاذ التار ولد سيدي المصطف الذي كتب مؤخرا مقالا سب فيه فخامة رئيس الجمهورية واتهمه بالفساد والركون لبطانة السوء وشن هجوما على المؤسسات السيادية واتهمها بالتوغل في حياة المواطنين وإرهابهم.
كل هذا بعد أن ولغ في أعراض المجتمع وحاول واهما أن ينال من علية القوم وسدنة المجد.
لا شك أن الأستاذ التار حر في رأيه ومن حقه تأكيد انتقاله لجهة سياسية معينة. ومثل ما أن مهاجمته للرئيس والمؤسسات السيادية لا تمثل أهل كرو، فإن إقالته من منصبه لا تعد استهدافا لهم.
ولا يمكن هنا القول إن المستشار إسلمو ولد سيدي المصطف أقيل من منصبه لأنه
تقاعد منذ خمس سنوات وكان طبيعيا أن يستفيد من حقه في التقاعد، وخصوصا بعد تشكيل حكومة جديدة وتغيير طاقم الوزارة الأولى بشكل عام.
وخلال الأيام الأخيرة أقيل عشرات المديرين والمسؤولين السامين ولم تتحدث يوميات المذرذرة وبوتلميت وآمرج عن استهداف أطرها، فما بال بعض المواقع المستقلة تنصب نفسها محاميا عن مقاطعة كرو بالذات؟
وحتى في عهد حكومة الدكتور مولاي ولد محمد الاقظف لم يتم استهداف المقاطعة. هذه فرية وقحة.
أقيل شخصان فقط بعد أن أخلاّ بالتزاماتهما السياسية وعارضا سرا ثم علنا مرشح الحزب الحاكم الذي منحهما ثقته ودفع بهما لأعلى المناصب.
ليس في هذا ما يعد استهدافا لمقاطعة تضم مئات الأطر، لم يحدث ان استهدف النظام أيا من أبنائها بمن فيهم المعارضين.
ورغم أننا راضون عن أداء النظام ومرتاحون لخياراته فإننا نأمل في الكثير من التعيينات وإشراك رجال الأعمال المنحدرين من المقاطعة في الصفقات العمومية وخصوصا أولئك الذين وقفو مع النظام ودعموه .
وما نريد أن نؤكد عليه ويجب على الزملاء الصحفيين مراعاته هو أن مقاطعة كرو ليست ملكا لوسيلة إعلام أو لجهة سياسية معينة تتخذها مسرحا لتصفية حساباتها مع النظام.
وبتعبير أكثر وضوحا: نتمنى أن يجسد الصحفيون شعار الاستقلالية في تقاريرهم حتى لا يحسبوا على جهة معينة .
إن كرو مقاطعة كبيرة ومتعددة الأعراق والانتماءات السياسية وقد عبرت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عن دعمها بشكل قوي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز