القضايا الوطنية الكبرى تتحطم عليها المواقف الضيقة والنظرة الأحادية ، وتتحد الأمة جميعا حولها ، ومن هذه القضايا الكبرى الحملة الوطنية للنظافة ، والتي إنطلقت منذو خمسة أيام بإشراف مباشر من رئس الجمهورية .
المتجول في عاصمتنا اليوم يرى مدى النجاح الكبير الذي حققته
هذه الحملة رغم أنها في بدايتها ، شوارع وساحات وأحياء نظيفة ، المواطن ينعم بمحيط نظيف . ومن أجل أن تحقق الحملة أهدافها وتظل عاصمتنا نظيفة مواطنوها ينعمون بالراحة ومحيط نظيف لا بد من أن يتحمل الجميع المسؤولية الحكومة والمعارضة والمواطن العادي .
الحكومة فعلا أعدت الاستراتيجية وأشرفت على إنطلاقها والبداية تتسم بالنجاح الكبير ، لكن يبقى عليها الإستمرارية وهذا هو التحدي الأكبر ويستوجب المتابعة الدائمة وتقيم كل مرحلة ،وبما أننا في عصر التخصص فمن المناسب جداً أن تعهد نظافة مدينة نواكشوط إلى مؤسسة متخصصة ولكن بشروط محلية وأن نستفيد من الأخطاء الموجود في تعاقدنا مع شركة بزرنو الفرنسية ، وأن تستحدث إرادات جديدة لتسديد تكاليف النظافة .
المعارضة صمتها المريب وعدم تعاطيها بشكل إجابي مع حملة تنظيف نواكشوط غير مبرر ولا ينم عن تأليب البعد الوطني على النظرة الضيقة والأحادية ، حملة وطنية هدفها جلي وطابع الجدية الذي نفذت به واضحا وإنعكاساتها على الجميع مريحة ورائعة تمر على الطيف المعارض وكأنهم يعشون خارج الوطن الأمر لا يعنيهم ،هذا فشل ينضاف إلى بحر الفشل الذي يسبحون فيه .
المواطن أنت هو هدف الحملة ووسيلتها ، يراد لك أن تعيش في بيئة نظيفة ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلالك ، فبوعيك ومساهمتك البناءة ، وإحترامك للشوارع والمساحات ووضع القمامة في الأماكن المهيأة لها ووفاءك بالإلتزامات المادية المترتبة عن تنظيف مدينتك يتحقق الهدف المنشود وتنعم ببيئة نظيفة لك و للأجيال القادمة .
خلاصة القول أن إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان وهدف وطني سامي و مسؤولية الجميع أغلبية ومعارضة ومواطنين عادين ، والمختلف عن نظافة عاصمتنا أبتر .