للإصلاح كلمة : إلى إذاعة القرآن وقناة المحظرة الرائدتـين / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه إلى إذاعة القرآن وقناة المحظرة الرائدتـين .لا لتلاحظ على منهجهما المحظري الهادف الممتاز بـل لـتطلب من القائمين عليهما تغـيـير أو تحوير موضوع إلى مكانه الحقيقي ، ولتــشيد أولا: بفكـرة إنشائهما وثانيا: بالتوفيق على نمط الإدارة التي تـدار بها من إنشاء مجلس

 علمي لذلك الصرح المعرفي العظيم ، ووقع الاختيار على أولئك العلماء الأفاضل المقـتـدرين على إيصال كل الفنون التي أسندت إليهم إلى قـلب السامعين المتـلقيـين لذلك العلـم الإسلامي الخالص .
بمعنى أني أردت بتوجيه كلمة الإصلاح هذه إلى تـنـبـيه أولئـك العلماء الإداريـين ورثة أبناء المحظرة الشنقيطية الواسعـة الصيت والتي لاشـك أنها فاقـت العالم الإسلامي بأسره شرقيه وغربـيه عربه وعجمه بأسلوبها الأهلي المنـقطع النظير في المحافظة ببساطة على تلك العلوم الشرعية التي هي روح هذه الحياة الدنيا .
وأراني اكتـفي هنا بما يقال من الإشادة بما أنتجته تلـك المحظرة الشنقيطية وعن منهجها في كيفية التعـلم والحفظ وصرف الغالي والنفيس على ذلك،وما تخرج من تـلك المحظرة في جميع نواحي الأراضي الشنقيطية من فطاحلة العلماء الأفذاذ سواء من جعـلوا أنفسهم سفراء لهذه المحظرة في البلاد الإسلامية حيث سلبوا بوسع علمهم ودماثة أخلاقهم قـلوب العلماء والمفكرين في جميع أقطار العالم الإسلامي وسواء من بـقوا محتـفظين بمكـتباتهم داخـل صدورهم وفوق الأرض التي علقـت عليهم فيها تمائمهم ليزرعوا منها العـلم والعـمل في من وفـقه الله للوصول إليهم .
واكتـفي عن تفصـيل ذلك كـله بالندوة العلمية النادرة النظـير التي نظمتها إذاعة موريتانيـا لإ ثارة تاريخ المحظرة الموريتانية وما تفردت به من إبداع في الحفظ والصبر على طلب العلم إلى آخر ما أورده أولئك العلماء المتمـكنين كل في موضوعه الذي أفاد فيه وأجاد .
ولا أستطيع أن أذكر كـل واحد باسمه لأن ذلك يحتم ذكر ما حمله الله من العلم وما أعطاه من المقـدرة على إيصاله بأسلوب عربي مبـين فذلك يطول ويطول .
ومن هنا أتخلص فقط على ما أريـد أن أبـلغه لكـلتا المنـشأتين العظيمتين اللتـين كان من عطاء الله أن خـلـقهما في هذه الظروف بالذات ليهلـك بهما من هـلك عن بـينة ويحي بهما من حيي عن بـينة (( وما كان عطاء ربك محظورا )) .
أخلص من هـذا لأقول إنه من المعروف عـندنا جميعا نحن المسلمين أن الله تبارك وتعالى عندما أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق أنـزل معه هذه المعجزة الكبرى وهي هذا النور المحفوظ في قـلوبنا ولله الحمد لينـذر به النبي صلى الله عليه وسلم ما دام حيا ويتـرك القرآن لهذا الإنـذار بعـد وفاته صلى الله عليه وسلم ما دام  إنسان حيـا فوق هذه الأرض كما قال تعالى : (( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلـغ )) (( هو الذي بعث في الأميـيـن رسولا منهم يـتـلوا عليهم آياته ويزكيهم وبعلـمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قـبـل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحـقوا بهم وهو العزيز الحكيم)) .
وهذا يعني أن الله لم يترك البشرية لتأخـذ دينها ممن شاءت أو تجعـل من شاءت سلفا لهذا الدين بـل المولى عز وجـل جعل هذا القرآن وما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم هما السلف والميزان الوحـيد يوم توضع الموازين بالقسط كما قال تعالى : (( ولقـد أرسلـنا رسلـنا بالبـينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) .
فالمولى عز وجل أودع في هذا القرآن من الحكمة والموعظة الحسنة ما فيه الاكــتفاء الذاتي في العقيدة والمعرفة المفضية إلى حق اليقين المؤدي إلى خلوص هذا الدين لرب العالمين (( ألا لله الدين الخالص )).
وعـلينا هنا أن نـتـساءل من أين نكـتـسب هذه العقيدة الخالصة وهذه المعرفة اليقـينية بالله جل جلاله ؟
والجواب : هو أن نعود إلى مكان هذه العقيدة الخالصة والمعرفة اليقـينية من القرآن(( بل هو آيات بـينات في صدور الذين أوتوا العلم)).
(( والذين أتوا الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين)) ، (( ولقد صرفـنا في هذا القرآن للناس من كل مثـل )) ، (( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم )) .
فمن قرأ هذا القرآن بتـدبر وتعـقـل كما أنزله الله فسيجد مع الأسف أن محظرتنا الشنقيطية بالرغم من أصالتها الإسلامية واستقصاء أهلها الوسع في تحصيل وغربلة النصوص الشرعية لهذا الدين فسيلاحظ أنها تركت 70% من جوانب هذا القرآن لم تجعلها في حسابها للتأمل والتفكر في معاني الأ لـفاظ  القرآنية التي وضعت للدنيا والآخـرة في إناء واحد  لينظر إليهما بمرآة واحدة ، يقول تعالى (( ألم نهلـك الأولين ثم نـتـبعهم الآخرين )).
ويقول (( ثم أنشأنه خـلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )) ، (( ثم إنكم بعـد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعـثون )) إلى آخر القرآن من عبارات تخاطب بدون مواراة وبدون واسطة  كل نفس وحدها  وجدت في هذه الكون ليحق بذلك كلمته التي كتبها في اللوح المحفوظ عن كل نفس في هذه الحياة لتـلقي جزاءها في الآخرة  وفاقا لما عملت في الدنيا .
ونظرا لاكـتـفاء محظرتـنا الشنقيطـية في أغـلبها بحفظ القرآن حفظا جـيدا وتـتبعها للرسم العثماني لا تـقانه إتـقانا جـيدا كذلك فإننا لا نجـد أحدا من خريجي هذه المدرسة من شرقها أو غربها يطلق عليه لقب المفكر الإسلامي " فلان" لأن المفكر الإسلامي هو الذي يستخرج التوجيه والتربية ومعرفة الله من النصوص القرآنية المبثوثة بين دفـتـي المصحف حتى يستسلم المستمع ويقول آمنت بأن ما جاء في القرآن حق  .
فالله تبارك وتعالى لم يجعل معرفته بالتـلـقين ولا بالاكـتساب المغشي بظروف مستخرجة من مخازن محجوزة عند غيره بـل جعـل معرفـتـه في النظر والتأمـل بالقـلب الشهيد في آياته المنظورة في الآفاق(( سنريهم آياتـنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتـبــين لهم أنه الحق )) .
فقد أنزل الله هذا القرآن محمولا في عبارات لا يستطيعها البشر تـتـكلم عن الدنيا والآخرة وكأنهما رأي العـين في آن واحد فـتــتكلم عن يوم القيامة وما سيقع فيه من المحاجة والتقاضي بين الأشخاص التابع والمتبوع والضال والمضلل وبين الملائكة وكل البشـر بـين المهنئين له والمتهـكمين فيه .
يقول تعالى (( ولو تـرى إذ الظالمون موقوفون عـند ربهم يرجع يعضهم إلى بعض القول )) إلى آخر تـك المحاجة ويقول تعالى : (( إذ تـبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ...)) الخ الآية ويقول الملائـكة للمؤمنين سلام عليكم طبـتـم وتـقوله للذين كفروا (( ألم ياتـكم رسل منـكم يتـلون عليكم آيات ربكم )) إلى آخر ما في القرآن من تصور كل ما في الجنة من موائـد وما في النار من عـذاب |أليم وكأنه حاضر في الحين إلى آخر  ذلك التوضيح الواضح  .
فمعرفة هذا كله تكون عن طريق القرآن ففيه التوجيه والتربية ومعرفة الله حق المعرفة. فأي معرفة لله مطـلوبة بعـد أن يتــيقن المسلم بأن كل ما في القرآن هو حق واقع لا محالة وهذه الحقيقة لا تعـرف حق المعرفة إلا عن طريق النظر في عبارات القرآن  كما وردت في القرآن ، فجرس ألفاظ القرآن وقوة وقعه على قـلب الإنسان ونصاعة تصويره لأحداث الدنيا والآخرة كل ذلـك لم تهتم به المدرسة الشنقيطية كثيرا في زمنها الغابر .
إلا أنه يمكن لنا أن نأخذ العذر لرواد المدرسة الشنقيطية بكونهم عاشوا في زمن ومع شعب هذه هي نظريته للإسلام فالقرآن يحفظ وجميع متـعـلقاته تدرس بعناية دون الخوض في مكان تربـيته وتوجيهه ومعرفة الله عن طريقه  .
فإجبار عـقـل المسلم على الاستسلام لا يقع إلا عـند تدبره للقرآن وتأمـل عباراته ، كما أمر الله عزير أن يتـأمل كيف يحيي الله الموتى فقال تعالى (( فأنظـر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وأنظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وأنظر إلى العظام كيف نـنـشرها ثم نكسوها لحما ، فلما تبـيـن له قال أعـلم أن الله على كل شيء قـدير )) .
فكـذلك من قرأ سور المكية ولا سيما الربع الأخير من القرآن وقرأ هودا وأخواتها ولاحظ تصوير المولى عـز وجل لأحداث الدنيا والآخرة وكأنها آلـة تطحن مادة واحدة وترمي بمحصولها للناظر وللمستمع فسيقول من تـلقاء نفسه (( فورب السماء والأرض إنه لحق مثـل ما أنكم تـنـطقون ))  وبعـد هذا اليقـين يبقي مع نفسه ليزكيها فـيـفـلح أو يدسها فيخـيب .
فالأسف كل الأسف أن عـباقـرة هذا البـلد تـغـلب عليهم إتباع الموروث التـقـليدي الديني للمنطـقة فلا يستطيعون تجاوزه ولو  استجابة لله والرسول عـند دعـوة القرآن لهم لما يحيـيهم يقول تعالى (( لو أنزلنا هذا القرآن على جـبـل لرأيـتـه خاشعا مـتصدعا من خـشية الله ))  (( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال وقطعت به الأرض أو كلم به الموتى )) (( الله نزل أحسن الحديث كـتابا متـشابها مثاني تـــقـشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تـلين جلودهم وقـلوبهم  إلى ذكـر الله )) .
هذه المقاطع من الآيات وأمثالها لو شـــغـلوا أولئك العباقـرة الشـناقطة فيها عـبقريتهم لكانوا تركـوا لنا نشرة دواء بجانب هذا القرآن تـغنى المسلمين عن دواء مزعوم لا يرى بالعين المجردة ولكنه داخل علم غيب لا ينـكشف عنه إلا لات حين مناص .
فأولئك العباقـرة كلما تهجم عليهم عبقريتهم يبحثون لها عن مكان انفجار يتلاءم مع الموروث التـقليدي فيؤلفون ويشرحون ليقربوا العلم  للمتـلقي بعباراتهم العلمية كما فعـل العلامة محمد مولود بن أحمد فال رحمه الله في المطهرة وغيرها من تآليفه التي اتـجهت اتجاهات أخرى وكما فعل العلامة  الشيخ محمد المامي في تآليفه الكثيرة وأنظامه الشعرية الفصيحة والشعبـية ، وكما فعـل أيضا العلامة آب بن أخطور عـندما وجد متـنفسا يبـيح له النظر خارج المعرفة الدينية التـقـليدية الشنقيطية فألف كتابه أضواء البـيان في تفسير القرآن بالقرآن وهذا الذي فعل كان موجودا في القرآن وكل مسلم يحتاج لتـنبـيه إليه ولكن الميراث التـقـليدي هو أشد قـفصا يـبقي فيه المسلم مستسلما لتركة الآباء والأجداد ولو كان يقرأ يوميا (( قـل أو لو جئـتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائـكم )) .
كما حاول العلامة محمد عبد الله بن أحمذي أن يخرج من ذلك التـقـليد فنظم جانبا من معاني القرآن دون الوصول إلى جرس القرآن الحقيقي .
ونستطيع أن نعمل مسحا جغرافيا شنقيطيا لنأخذ من كل جهة عباقرة هاجمتهم تـلك العبقرية فأفرغوها إما في الفقه والتوسع فيه وإما في تـفسير القرآن لايضاح المعاني اللغوية في القرآن وقـليل من ذهب إلى التآليف في إعجاز القرآن وذكر غرائب أسلوبه إلى آخر ذلك من التـنويه بتـفوقه على ما بـينه صناع اللغة العربية من نحو وصرف وبيان ومعان وبديع وبعضهم أرغمتهم عبقريته إلى الايغـال في التوحيد وما جاء عليه المتكلمون في ذلك الفن حتى جعـلوا له فـلسفة لا يصنع مفاتحها إلا من أقـدم على خـلقها.
أما ما تـدل عليه بساطة ألفاظ  القرآن ومخاطبته للعـقـل البشري وحشر كل عـاقـل في الزاوية بعـباراته الدنيوية والأخروية الواضحة حتى يحق عـليه القـول فمنهم من هدى الله ومنهم من حقـت عـليه الضلالة، فريق في الجنة وفريق في السعير ،((هو الذي خـلقكم فمنكم كافـر ومنكم مؤمن )) هذه الصورة وهذه الحقيقة القرآنية لم تـكن أبدا مدرجة في المدرسة الشنقيطية .
وأقـول وأكـرر واعترف أن ذلك وقع عن حسن نية ولكنه التـقـليد الموروث الذي يعمي ويصم .
ولأجل التـوضيح أعود لأ لخص ما أريد أن أنبه عـليه هاتـين المؤسـستين التوأمين اللتـين رأيتهما يحاولان السير على المنهج المحظري الشنقيطي شبرا بشـبـر وباعا بـباعا ومأ أريد 
تـلـخيصه هو ما يلي :
أولا : هاتـان المؤسستان هما نعمة من الله أنعم الله بهما على هذا الوطن في هذا الزمن مخصصتان للعلوم الدينـية ، وقـد وفق الله القائمين عليهما بإعطاء القوس لباريها في الموضوع ، باختيارهم لعلمائهما   .
ثانيا : القائمون على الهيـئـتين ارتاوا أن أحسن طريقا للاستفادة من المؤسستين هما سلوكهما للطريـق المحظرية الشنقيطية سلوكا حذو النعل بالنعـل .
ثالثا : كلمة الإصلاح تلاحظ أن المدرسة الشنقيطية أهملت دراسة القرآن دراسة يمكن القول أنها الجزء الأكبر من مراد الله بإنزال القرآن إلى البشرية .وأمره لنبـيه صلى الله عليه وسلم بالتبـيــين له وهذه الدراسة هي توجيهه ومعرفته المباشرة بأنه منزل من ربك بالحق (( لئـلا يكون للناس على الله حجة بعـد الرسل )) .
وهذه الدراسة تعنى التأمل والتفـكر  والوقوف عند موائد يوم القيامة وعذاب الآخرة ... الخ
وذلك بالتـنبـيه على كل كلمة موجهة لهذا الغرض فـقـليل من آيات القرآن هي التي خصصت للأحكام .
وخوف الشناقطة من القرآن لقداسته في ظنهم في هذا الموضوع أحالوا هذه الدراسة لما سمي بالصوفية وهي مسألة مبدؤها سلوك أشخاص بعينهم أرادوا أن يقـفزوا من الدنيا إلى الآخرة مباشرة آخذين آيات وأحاديث تزهد في الدنيا وهي حقا زهيدة  ولكن الله جعلها كلها طريقا إلى الآخرة .
ولكن خلف من بعد أولئك الزهاد خلف جعلوا لمعرفة الله طرقا خاصة تـتوارث وصوروها شبه إمارة لها ملك وولي عهد وجيش وميزانية يدفعها المنـتسبون " ولاشك أنهم يريدونها في لآخرة  ولكن لا نعرف يريدونها في الآخرة ممن ؟ كما أن لها أسماؤها ودينها المميز لها بأذكارها الخاصة بها إلى آخر ما نعرف جميعا .
ومع ذلك كله لا يستطيع أي مؤمن حقا أن يتـيقن مصير قادتها فضلا عن اتباعهم ومن هذا قدر استطاعته ، فلجوء المسلم إلى الله مباشرة أكمل وأضمن .      
رابعا : المطلوب هو أن توجه هاتين المؤسستين نشاطا يتلاءم من جهة المعرفة مع سرعة العصر الآن ويلخصون المعارف الشنقيطية الأصلية لطلابها ، ومن جهة المصير الأخروي يتـناولون القرآن كأنه أنزل الآن يخاطب كل نفس بما كسبت ويبرزون حقيقة إنذاره للبشرية جمعاء حتى يسمع ذلك الإنسان كل الإنسان سواء كان حاكما أو محكوما ويفسرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم بنفس الطريقة فيظهرون فيها موقفه الشخصي صلى الله عليه وسلم في كل المناسبات وشدة معرفته لنفسه مع ربه ومعرفة الصحابة لذلك أيضا بنفس التربية والتوجيه حتى يستطيع هاتان المؤسستان وضع البشرية على سكة الطريق المستقيم نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الله له بقوله (( قـل هذه سبـيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني  وسبحن الله وما أنا من المشركين )) 

12. نوفمبر 2014 - 20:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا