تسعى النخبة المثقفة في البلاد اليوم إلى معرفة حقيقة الصورة المرسومة أمامهم ، فمنهم من يرى أنها صورة قاتمة ، ومنهم من اتضح له جانب منها ولم يستطع معرفة الوجه الآخر ، ومنهم من يرى أنها صورة واضحة لكنها صارت غير مرئية بسبب إهمال المعنيين بمشاهدتها لها .
وسنحاول في هذا المقال أن نتحدث عن كل رؤية لهذه الصورة ،التي يبدو أنها مأخوذة في الظلام من ما جعل الأشخاص غير متساوين في تفسيرها .
فالنخبة التي ترى أن الصورة قاتمة ، تقول إن الصورة الواضحة ، يمكن لكل فرد أن يعرف أبعادها وشكلها وحتى الحديث عنها بأسلوب مقنع لكل من يرغب في رؤيتها ،
فبالنسبة لهؤلاء لم يستطيعوا فك رموز هذه الصورة ، ويرون أن البلاد تُدَار بطريقة لا يرضون عنها ، فلا الموالاة تقف مكانها ، ولا المعارضة صادقة في برامجها حسب اعتقادهم ، فالكل بالنسبة لهم وضعوه في سلة واحدة .
أما النخبة التي اتضح لها جانب من الصورة ، فهم يرون أن البلاد ، تقف على قدم واحد ، فلولاه لوقعت في مستنقع محاط بالذئاب المفترسة ، ويتمثل ذلك القدم الوحيد ، في سعيهم الجاد حسب تعبيرهم في كشف الفضائح التي تُحاك ضد المجتمع، وتسليط الأضواء عليها ليتسنى للجميع مشاهدتها ، حتى ولو كان جزءا واحدا من الصورة .
والنخبة التي ترى أن الصورة واضحة ،لكن بسبب إهمال المعنيين لها بدت قاتمة بالنسبة لهم ،يسعون إلى إقناع الآخرين بانجازات يرون أن البلاد وصلت إليها في ظرف قياسي .
وبعيدا عن رؤية هذه النخب فإن البلاد تحتاج إلى رص الصفوف والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، وإقناع كل الحقوقيين أن حقوقهم لا يمكن الحصول عليها إلا تحت ظل اسم واحد هو " الجمهورية الإسلامية الموريتانية " ذات العلم الأخضر تتوسطه نجمة وهلال أصفران ، لكن في المقابل على الذين يُديرون شؤون الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن لا يتجاهلوا حقوق شعبهم ،فبالعدالة تختفي مطالب كل المنظمات الحقوقية ، وبغيرها يجد الأعداء ممرا لتنفيذ مخططاتهم العدوانية .