ما فتئت حركة إيرا منذ نشأتها تفرض نفسها على الساحة السياسية و الثقافية خصوصا بعد الإنفتاح الأخير في و سائل الإعلام المر ئية و المسموعة ,,فضلا عن وسائل التواصل الإجتماعي الأخري ,,, و هو أمر بديهي بالنظر إلى الأسلوب الجديد و الغير مألوف الذي إعتمدته الحركة وزعيمها بيرام سواءا
على مستوى التصور الذي تقدمه لقضية العبودية و آثارها من فقر وجهل كانت ولا تزال شريحة لحراطين ترزخ تحت وطأته ,,, أوعلى مستوى اللغة و الخطاب الموجه للرأي العام محليا ودولياو كذا مستوى الطموح
وهكذا أحدثت الحركة نقلة نوعية في التعاطي مع القضية في صفوف النخبة السلسية و المتسيسة في البلد وتعددت ردود الأفعال و تنوعت بدأ من حادثة حرق الكتب و مرورا بالإنتخابات الأخيرة التي كان زعيم الحركة أحد مرشحيهاوثم حادثة المسجد,,,, فمن مستغرب متعجب محتار إلى متهجم متهم للحركة بالعمالة و السعي لزعزعة الوحدة الوطنية إلى متفهم للأمر بإعتبارذالك كله تجليا و مظهرا من مظاهر نضال الحركة و أساليبها الخاصة التي تتنوع حسب المراحل و الظروف المتجدة على الساحة الساسية ,,, بل إن البعض أحيانا وصل به الأمر إلى إعتبار ذالك كله مسرحية يتبادل الجنرال عزيز و بيرام أدوار البطل فيها ,, وهو لعمري تحليل قمة في الغرابة إلم أقل السذاجة ,,,
غير أن الأمر بالنسبة لي يتطلب درجة من الإنتباه و الحيطة و القراءة المتفحصة لمعرفة السبب المنطقي للخطاب الجديد لأحدث حركة في تاريخ نضال شريحة تركت تواجه مصيرها بنفسها بعد أن إستقل السواد الأعظم من مثقفي و سياسي الشرائح الأخرى من مهمتهم الأساسية ودورهم الحقيقي في تغيير عقلية مجتمع هش و توعيته و توجيهه و الثورة على معتقدات وهمية سيطرت عليه ولا تزال ,
إن التاريخ السياسي القريب لمورتانيا يؤكد بجلاء كيف أن تعاطي الأنظمة السياسية المتعاقبة وكل من دار في فلكها من النخبة مع قضية لحراطين ورواد نضالها عبر التاريخ لم يكن يختلف كثيرا في أساليبه حيث اتسمت كلها بالقمع و السجين والتخوين والمحاكمات و إنتهاج سياية النعامة والهروب إلى الأمام بدل الإعتراف بالمشكل و السعي بشكل جاد في حله ... فقد اطهد مؤسسو حركة الحر وحوكموا واطهد ببكر ول مسعود وحوكم ونعت بالعميل والمتاجر بوحدة وطنه رغم إنتهاجه للوسطية في خطابه,,,,, كما نكل بمناضلي حزب العمل والتغيير و وصف بأنه حزب لحراطين وتم حله في نهاية المطاف في عهد العقيد ول الطايع ,,, وكل هذا وظروف الشريحة تسوء يوما بعديوما وجيلا بعد جيل ,,
ولكأني بتلك العوامل - من بين امور أخرى - لعبت دورها في ظهور جيل جديد يحاول بعث القضية بشكل آخر يختلف شكلا ومضمون عن أساليب أخرى لم يكتب لها القدرأن تجد صدى في أوساط الشعب المورتاني خاصة طبقة البظان بوصفهم الأسياد ,, كما أن الأنظمة تجاهلتها وقمعت بشكل أو بآخر رموزها ,,,
إن نضال حركة إيرا وزعيمها بيرام بأساليبه غير المألوفة يعتبر حسب الكثير من أبناء الشريحة --وإن لم يصرح علنا بذالك - الطريقة الوحيدة التي يمكن بشكل أوبآخران تحقق تقدما في واقع مرير ومزر كالذي تعيشه شريحة لحراطين و تغير من عقلية مجتمع متحجر و من من نظرته الدونية للشريحة ,,, وتجبربالتالي الحاكمين في البلد على إتباع سياسة جدية بهذ ا الشأن ,,,كما أنه - حسب وجهة نظري - يشكل ردة فعل طبيعية لحالة من الشعور بالحرمان والإقصاء يعيشها الكثير من أبناء طبقة لحراطين
أجل إنه بتعبير آخر خطاب المرحلة بالنسبة لهؤلاءو تعبير منطقي ملائم عن آلام ومعانات بائعة الكسكس و الحمال و الغسال و السلاخ الذباح وومول شاريت وغيرهم من الذين لا ينتظر أبناءهم سوى المصير نفسه طالما أن الدولة المورتانية والقيمين على الشأن العام من فقهاء وساسة وهثقفين لم يفكروا بإرادة صادقة من أجل التغيير من ذالك الواقع الذي يعتبر الخطر الوحيد في وجه وحدة مجتمع هش ,
ورغم التقدم الطفيف في قضية العبودية وآثارها على المستوى النظري من خلال سن بعض القوانين التي زج بموجبها ببعض المستعبدين في السجن بفضل حراك إيرا إلا ان النظام الحالي لا يزال يراوح نفس المكان ويتبع نفس سياسة ذرالرماد في العيون من خلال وكالة التضامن التي لم تحدد حتى الآن استراجية ورؤية واضحة لإستئصال آثار الرق ,,, والأدهى من ذالك والأمر ان مفوضية حقوق الإنسان لا تزال تترد في الإعلان بصراحة عن البنود التي حددتها مؤخر في نفس الإطار كما أن التحسيس الإعلامي الذي بدأته مؤخرا وزارة الشؤون الإسلامية مجردجعجعة بلا طحين ولم يسعى بتعطية وسا ئل إعلام وقنوات لاتزال تغطي إجتماعات قبلية لتنصيب خليفة لرأس القبيلة في القرن الواحد والعشرين ,,
أما الحزب الحاكم الواجهة الساسية للنظام فإن أطره ومنتميه من شرحة لحراطين يبحثون عبُا عن موطإ قدم في هيآته و مناصبه ففي مدينتي أطار و أركيز مثلا هناك نائبان لكل مقاطعة ولم يستطع الحزب إعتماد أحد أطره من لحراطين بين النواب الأربعة رغم التواجدالمكثف للشريحة في المدينتين ,, مجرد مثال
لقد آن لنا أن نفكر مليا في حقيقة المرحلة وحساسيتها إذاكنا فعلا حريصين على مستقبل هذا الشعب ,,, فليس الفقر والحرمان قدرا محتوما بل إن الأمور يمكن بسلاسة تغيرها لمجرد وجود إرادة سياسية صادقة في الخطاب والممارسة سواءا من طرف النظام أو النخبة الساسية من أجل إطلاق حوار حقيقي جاد حول مستقبل الوحدة الوطنية ولن يتأتى ذالك إلا بإعتماد خطوات و برامج ملموسة لتغيير واقع الأرقا ء السابقين ,
وليس من المقبول أن تظل القضية حكرا على بعض مثقفي وسياسيي شريحة لحراطين أو بعض الذين يبدون آراءهم على إستحياء وخجل حول الموضوع .... وكماقلت سابقا فقد كان حريا بنا أن يظهر فينا بيرام من البظان أو مسعود من البظان أو مارتن لوثر كينغ من البظان ولم لا آبراهام لينكولين ,, فالقضية قضية وطنية
إن المراحل القادمة من تاريخ هذا الشعب قد تنذربمنزلقات خطيرة و تحديات جسام إذالم يتدخل العقلاء منه وكثير ماهم ,,, فلنغير من عقليتنا و من أسلوبنا وخطابنا حول القضايا الحساسة ... ولنعتمدى بإختصار خطابا يليق بالظرفية والمرحلة التي نعيش