لم يتغير شيء السنغال تتأهل وموريتانيا تخرج رغم صرف ملياري أوقية علي كرتنا
لاشك بأن وصول المكتب الجديد لإتحادية كرة القدم برئاسة احمد ولد يحي الذي تنتهي ولايته بعد أشهر قليلة, قد أحي الأمل لدي وسط كرة القدم الموريتاني بوجه مشرق ومختلف ونتائج
جديدة تختلف عن السابق, وذالك بالنظر للتجربة الطويلة لولد يحي في مجال كرة القدم الوطنية والتي تمتد لخمسة عشر سنة قضي خمسة سنوات منها مسئولا مباشرا عن المنتخبات الموريتانية, ومع الدعم المالي الخيالي الذي قدمته الحكومة الموريتانية وتجاوز في سنتين فقط ما قدمته الحكومات الموريتانية المتعاقبة للكرة الموريتانية علي مدار خمسين سنة, حيث تجاوز مبلغ ملياري أوقية, واليوم أصبح الواقع المرير ظاهرا للجميع فقد أصبحت إتحادية الكرة الحالية ورئيسها ولد يحي الذي يستحق بجدارة منصب وزير الإعلام أو مدير حملة دعائية, نظرا للبراعة الكبيرة التي أظهرها في توجيه وإستخدام الإعلام لصالح آرائه وتوجهاته حتي ولو كانت هزائم أكبر ,اقسي من أسلافه, إلا أن سيطرته الواضحة علي المواقع الإعلامية البارزة وبعضها للمفارقة من أشد معارضي النظام ولكنه يرفض نشر أي فكرة أو رأي تخالف ولد يحي, والقنوات الإذاعية والتلفزيونية المستقلة التي تفرد برامجها ليلا نهارا لتبرير الهزائم المتتالية للكرة الوطنية, وتغلقها بإحكام أمام أي توجه مخالف لتوجهات رئيس الإتحادية, بينما يحول الأخير صاحب أي رأي مخالف له أو ناقد لهزائمه إلي شخص يسعي لإمتيازات يبدو بأنها مفتوحة في جهة واحدة ولديه مشاكل شخصية معه, أو أنه أصبح عدوا للوطن لأن كل من يكتب أو يقول الحقيقية عن الرقم القياسي لهزائم الكرة الموريتانية هو يستحق ذالك, أما من يطبل ويرحب بتلك الهزائم ويري فيها المستقبل المشرق لكرتنا ولو بعد مائة سنة هو الوطني بإمتياز الذي يستحق وسام الشرف , الذي ستقدمه الإتحادية في حفلها الباذخ المزمع تنظيمه في السابع والعشرين من الشهر الجاري ,لغرض لفت الإنتباه عن الهزائم أو ربما الإحتفال بها , ولكن كل هذا الخداع والتضليل الإعلامي التام لرئيس إتحادية الكرة الموريتانية, لم ولن يستطيع إخفاء الحقيقية المرة, لأنه لو كان حقق ولد يحي الآمال التي كانت معقودة عليه في شكل إنتصارات باهرة للمنتخبات الوطنية والتأهل للنهائيات الحقيقية لإفريقيا وليس لكابرال المحلي, لماكان محتاجا أبدا لوقوف الإعلام لجانبه أو ضده لأن الإنجازات والأفعال مثل الشمس لاتحتاج لمن يظهرها للناس, لقد كانت إتحادية الكرة التي ترأسها سي عبد الله سنة 1987تحمل الرقم القياسي في عدد الهزائم للكرة الموريتانية خمسة هزائم في سنة واحدة, وجاءت الإتحادية التي يترأسها ولد يحي لتحطم ذالك الرقم القياسي من إثنا عشر هزيمة للمنتخبات الموريتانية في أقل من سنة, وهذا الكلام ليس من عندي بل الأرقام والحقائق لمن يريد العودة لها, ففي سنة 2014تعرض منتخب المحليين لهزيمة وديا أمام أوغندا وثلاثة هزائم في مجموعته بنهائيات المحليين بجنوب إفريقيا, وتعرض منتخب الشباب للهزيمة في تصفيات أمم إفريقيا أمام شباب تونس بستة أهداف لهدف في مجموع الذهاب والإياب ,وتعرض المنتخب الأول للهزيمة بثلاثية أمام غينيا الاستوائية وجاء تأهله بسبب خطأ إداري, وتعرض للهزيمة مرتين أمام أوغندا بمجموع ثلاثة أهداف دون مقابل, وتعرض للهزيمة أمام منتخب المحليين المغربي بخمسة أهداف دون مقابل, ولأول مرة في تاريخنا الرياضي هزم منتخب جيبوتي الذي كنا نفوز عليه بالخماسية منتخب أشبالنا, وكذالك فعل منتخب أشبال قطر, تصور لو حدث هذا مثلا مع رئيس إتحادية لايسيطر علي الإعلام مثل ولد يحي, ماذا كان سيحدث لسمع وقرأ من النقد القاسي ولشاهد مجموعات الفايس بوك التابعة لولد يحي المتخصصة في تصوير جميع من لايشاطره الرأي بأنه شيطان, لساحات الشوارع ليس فقط طلبا لإستقالة المسئول عن تلك الهزائم وإنما لمحاكمته وسجنه, بإعتباره عرض سمعة الوطن للإهانة, أما إذا كان ولد يحي فالرقم القياسي الجديد في الهزائم هو عبارة عن مستقبل زاهر وإنجازات جديدة للكرة الموريتانية ,الأدهي والأمر بأن موريتانيا حققت أفضل ترتيب في تاريخها حين وصلت للمركز الخامس والتسعين بترتيب الفيفا بميزانية لم تتجاوز مائة مليون أوقية, واليوم بملياري أوقية يشرق المستقبل الكبير في تصنيف بعد المائة والسبعين, ولم يتغير شيء علي خريطة الكرة الموريتانية سوي تربع سيدها علي عرش الإعلام الموريتاني مادحا ومطبلا ومحاولا إخفاء الشمس بيده, فهاهي جارتنا السنغال تتأهل للنهائيات الحقيقية لأمم إفريقيا ونحن خرجنا حتي قبل دوري المجموعات, وميزانية المنتخب السنغالي حسب الموقع الرسمي للإتحاد السنغالي لاتتجاوز 200مليون في هذه التصفيات, أما منتخبنا فلم تكفيه المليارات للوصول فقط لدوري المجموعات ,وإن تنظيم حفلات ألف ليلة وليلة وتشييد القصور الكبيرة كمقرات لإدارة الإتحادية والمكاتب الفخمة, لاتعني شيء للموريتانيين الذين يكفيهم تحقيق الإنتصارات لمنتخبهم ورفع راية الوطن خفاقة, وبعد ذالك لاضير أن يكون مكتب رئيس الإتحادية في كوخ أو خيمة, إن علي القائمين علي كرتنا الوطنية أن يدركو ويعرفو بأن سيطرتهم علي ناخبي الإتحادية بما يكفي لمأمورية مدي الحياة لن يحميهم أبدا إذا تواصلت سلسلة الهزائم المروعة لكرتنا الوطنية, كما أن إعلامهم مهما كانت قوته وشراسته لن يستطيع تبرير ما لم يستطع من سبقهم تبريره, وللبيت رب سيحميه.