الشاة والذيب خلو بينهما ................لا حائلا يحول بين الشاة والذيب
الشاة تعرف أن الذئب يأكلها............والذئب يعرف ما في الشاة من طيب.
حركة إيرا تشبه الشاة في أبيات الشاعر ،فهي طيعة ومنساقة دائما لما يوجهها له النظام
..لقد تزامن ظهور الحركة مع بروز قادة النظام الحالي، وواكبت الحركة وزعيمها أهم مراحل صعود الجنرال المتقاعد، ولعبت أدوارا مشبوهة في أوقات الأزمات السياسية ،وعملت جاهدة علي لفت الأنظار عن المسار الديمقراطي وزرعت الشكوك حول مواقفها المُعلنة من المعارضة الوطنية ورموزها التاريخية وبهرت الرأي العام بنزاع مفتعل مع القيم الدينية ومع العلماء والكتب الفقهية وووو
لكن النظام بدوره لعب ورقة دفع الحركة إلي العالمية وساهم في تكريم قائدها وإظهاره بمظهر الزعيم المعارض الأكثر تطرفا ، ولم يدُر في خلد أنصار إيرا –وقتها - أن النظام إنما يفعل ذلك لغاية وهدف.! وقد ظهر الأمر جليا في مشاركة زعيم الحركة في الإنتخابات الرآسية التي قاطعتها المعارضة الوطنية .فقد جاءت مشاركة زعيم إيرا كنتيجة حتمية لخطة النظام الهادفة إلي خلق قطب معارض يمكن الاستعانة به في الأوقات الحرجة وعند الحاجة ...
لقد كانت حيل إيرا ضعيفة في وجه الذئب الجائر ،فلم تتعد توزيع الإساءات والشتائم لكل جليل وعظيم وكل ضعيف ومسكين. وظلت أفعالها الشهيرة (المحرقة، التهجم علي الأئمة والعلماء والقادة السياسيين) وسيلة لدي النظام يصرف بها الأنظار عن الملفات المزعجة ك:الرصاص واتهامات النائب في البرلمان الفرنسي لشخص الرئيس وووووو ...
إن من شأن الذئب أن يفترس ويهاجم ويعتدي ، وذلك ديدنه مع المعارضين ومع المواطنين البسطاء ،والضحية دائما واحدة وهي: الشاة بضعفها وبراءتها وقلة حيلتها..
إن ماتتعرض له حركة إيرا وزعمها في روصو وانواكشوط هو أحد تجليات الحقيقة الواضحة التي صدحت بها ذات يوم حناجر المعارضين، ولم تنتبه لها الحركة وانشغلت بغيرها.وهاهي تدفع ثمن انجرافها خلف الإديولوجيا المقيتة للأنظمة المستبدة ....
إن من واجبنا كمعارضة أن ننتقد بشدة أسلوب النظام العنيف والفظيع في مواجهة الحقوقيين والمتظاهرين السلميين ،كما نطالب بإطلاق سراح المعتقلين من أنصار الحركة وقادتها وندعو الجميع إلي فهم اللعبة السياسية وعدم الخلط بين العمل السياسي والحقوقي ...
إن حقوق الشرائح كلها يصونها المجتمع قبل الدولة ،وإن قيم مجتمعنا الإسلامي هي أكبر ضامن للحقوق وبواسطتها تنتزع المكاسب وتتم التسويات كلها ...
إن الدولة مملوكة للشعب ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ..وليس واردا أن تعتقد مجموعة مهما كان تجذرها في البلاد أن باستطاعتها : دفع الدولة لمواجهة قيم الشعب..
إن الشعب الموريتاني مارس الإسترقاق كبقية شعوب الأرض ،ولكن ووعيه بذاته وحضارته وقيمه الإسلامية ظلت تحاصر تلك الظاهرة السيئة ،وجاءت الدولة لتتوج ذلك التوجه المجتمعي للقضاء علي العبودية ومحو آثارها ..
إن المطالبة اليوم بالوقوف في وجه الاسترقاق بجميع أشكاله وممارساته حق للجميع،لكنه حق لاينبغي أن يراد به باطل!. ولايجب أن يوظف هذا الحق في ألاعيب السياسة والدعاية والأغراض الأخرى .....
إن من واجبنا جميعا أن نسعى لبناء دولة المساواة والعدل والحرية ..وأن تكون تلك الدولة نابعة من إرادة مجتمعنا ووعيه وقناعته ،لا مفروضة عليه من الخارج .ومن هنا يجب علي الحركات والأحزاب أن تعمل بأسلوب هادئ ورصين لإقناع المجتمع الموريتاني بما ينبغي أن تكون عليه دولته.. وهذا الطريق وحده المعبد والمهيأ ليسلكه الجميع في انسجام واحترام ..