خلفيات الحروب الأمريكية ضد العراق / باباه ولد التراد

غالبا لايوجد أي صراع يمكن نسبته بالكامل إلى عنصر واحد ، وإنما بتراكم عوامل عديدة ومتنوعة يحدث الأنفجار بسبب وجود لحظة حرجة .

فالخلفيات الحقيقية لهذه الحروب حسب الآراء المنصفة التي عالجت هذا الموضوع لم تكن هي التي يتم الإعلان عنها عادة من طرف الولايات المتحدة في كل صولة وتهييج ـ كما 

هوحاصل الآن ـ فشعار محاربة الإرهاب أصبح مشبوها ، فمن خلاله يتم نهب خيرات الأمة ، وتدمرعناصر قوتها ، ويمزق نسيجها ، حتى تبقى ضعيفة أمام أعدائها .
وإذاكان البعض يعتقد أن العراق ـ بوضعه الحالي ـ لم يعد يشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ، فإن حتياطات العراق النفطية الهائلة ، ومقاومة أبنائه المستمرة من أجل استعادة دوره في المنطقة ، إضافة إلى محافظة آمريكا على مكاسبها الكبيرة في حروبها السابقة ضد العراق ، ستؤدى حتما كلها إلى إشعال الحرب من جديد ضد هذا البلد ، وعليه فإن الأسباب الحقيقية لهذه الحروب تكمن أساسا في مايلي :
أولاـ المحافظة على أمن إسرائيل في ظل المخاوف المتبادلة :
لايزال اليهود ينظرون إلى العراق نظرة الحاقد التاريخي الذى يريد بعد مضي أزيد من 25 قرنا أن يأخذ بثأره الآن من الهجمات التي شنها العراقيون القداما بقيادة نصر الثاني الذي تمكن سنة 538 ق م من تدمير الهيكل اليهودي وأسر اليهود وجلبهم إلى "بابل" .
أما في العصرالحديث فقد فكرمؤسس الحركة الصهيونية "تيودورهيرتزل"سنة 1903   بإيجارمستعمرات يهودية في العراق من خلال اتصالاته برجلات الدولة العثمانية .
وبعد احتلال القوات الإسرائيلية مدينة القدس في 06 /يونيو/ 1967 قال "موشى ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك (لقد استولينا على أورشليم ونحن في طريقنا إلى بابل).
إلا أن المخاوف الإسرائيلية قد ازدادت لأن هذا البلد الذي شارك في معظم الحروب العربية ضدها ولم يعقد أي اتفاقية هدنة معها يمتلك ،الأسباب القوية لتحويله إلى قوة إقليمية خطيرة ، إضافة إلى ذلك فإن وضع العراق الجغرافي القريب نسبيا من إسرائيل يمكنه من أن يلعب دورا أساسيا في النزاع العربي الإسرائيلي ، إلا أن هذه المميزات قد جلبت على العراق عداء واعتداء العديد من الأطراف وفي مقدمتهم إسرائيل، التي وقفت في وجه بناء قوته العسكرية ، وقدمت كافة أنواع الدعم والمساندة لجميع القوى التي تعادي العراق .
ففي أواخر الستينات مثلا أقامت إسرائيل جسر اتصلات مع بعض القيادات الكردية في شمال العراق وقدمت لهم الأسلحة ، وظلت تتعاون في ذلك مع شاه إيران،وذلك حسب مذكرات وزير الخارجية الإسرائيلي "ديفد كيمحي" التي نشرها 1991 تحت عنوان "الخيار الأخير" .
وخلال الحرب العراقية الإيرانية قدمت إسرائيل لإيران الكثيرمن الدعم فقد اتضح أن حجم مبيعات السلاح الاسرائيلي لإيران وصل إلي عدة بلايين من الدلارات ، عندما انكشفت فضيحة "إيران غيت" سنة1986 .
وقد كانت المعلومات عن هذا الجانب شحيحة قبل أن ينشرها الكولونيل "أوليفرنورث "مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض والمسؤول الأول في ترتيب التعاون العسكري بين إسرائيل وإيران في مذكراته الصادرة سنة 1991 بعنوان "تحت النار".
وفي بداية الثمانينات قامت المخابرات الإسرائيلية بقتل عالم الذرة المصري "يحي المشد" الذي كان يعمل لحساب العراق ، كما نسفت توربينات المفاعل النووي الذي كان العراق يبنيه وذلك قبل شحنها من ميناء مرسيليا بيوم واحد ، ثم قامت بضرب المفاعل النووي العراقي نفسه سنة 1981 .
بعد ذلك اغتالت المخابرات الإسرائيلية العالم الكندي "جيرالد بول" الذي قدم للعراق تصميمات مدفع عملاق أشرف بنفسه على تصنيع أجزاء منه.
ومع أن المحاولات التي قامت بها إسرائيل كان هدفها الأول أن لايخرج العراق منتصرا في حربه مع إيران ، فقد أعلن "آية الله الخميني" في يوم 18/ 07/1988 أنه يأمر القوات الإيرانية بوقف إطلاق النار، (شاعرا أنه يتجرع كأسا من السم ).
وقد تابعت إسرائيل جميع هذه المراحل ، واهتمت بأبعاد النصر العراقي ، فقد أعلن "أهود باراك" في 30 مارس 1990 (أن إسرائيل لابد أن تكون جاهزة لضربة وقائية ضد العراق في أي وقت تشعر فيه أن قوته خطرا عليها ) ، وهذا ماعبر عنه بشكل واضح التقريرالعسكري الأمريكي الذي تم نشره في شهر ابريل 1990 وجاء فيه بالحرف (إن التهديد الحقيقي كما يراه النظام البعثي في العراق هو إسرائيل .
إن إلإسرائيليين قد اهتموا لأبعد حد بالنصرالعراقي الذي لم يكونوا يتوقعونه ، مضافا إلي ذلك نجاح بغداد في تطوير صواريخ بعيدة المدى يلاشلي إلي حد ما الميزة الإسرائيلية في هذا النوع من الأسلحة ، وليس هناك مجال للشك أن تل أبيب تحاول الإحتفاظ بالتفوق على العراق ... وأن هجوما مفاجئا تشنه إسرائيل على العراق سوف يكون مغامرة محفوفة بالخطر ، قد يؤدي إلى إشعال نار حرب واسعة تؤثر على مصالح الولايات المتحدة ).
وإذا كانت آمريكا قد أقنعت إسرائيل بالتخلي عن ضرب العراق واعتبرت ذلك مغامرة تؤثرعلى مصالحها ، فإن إسرئيل استطاعت عن طريق اللوبي الصهيوني، ومغريات أفكار"صموئيل هنتنغتون" حول صراع الحضارات ، ومشروعي "الشرق الأوسط الكبير" و "القرن الآمريكي الجديد" أن تقنع الولايات المتحدة بشن حروب متواصلة على دول بعينها في المنطقة نيابة عنها ، لأن ذلك يجعل من إسرائيل حجر الزاوية ، ويتحقق من خلاله إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التي بشر بها المستشرق الآمريكي اليهودي "برنارد لويس" ،  حيث توجد منابع النفط وإسرائيل .
ــ إسرائيل ودور كلب الحراسة:
إن أمن إسرائيل هو التعبيرالمألوف الذي يرد على لسان كل رئيس أمريكي سواء كان من الحزب الجمهوري أوالحزب الديموقراطي فالرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" يقول مثلا (بأن إيجاد وطن لليهود هو من تعليمات الرب ونتيجة لتلك القناعات الدينية والأخلاقية فقدأصبح التزامي بأمن إسرائيل ثابت لايهتز).
غيرأن هذا الإهتمام الأمريكي لم يكن حبا في إسرائيل فحسب ، وإنما كان بسبب الدور الذى تقوم به "إسرائيل" قى خدمة المصالح الآمريكية فى المنطقة ,مما حدى ببعض المسؤولين في الولايات المتحد ة الآمريكية أن يطلق على "إسرائيل" وصف" كلب الحراسة الآمريكية فى الشرق الأوسط " وهو ماعبرت عنه أيضا مذكرة لوزارة الخارجية الآمريكية بعد حرب حزيران 1967 بقولها : (إن إسرائيل قد قدمت للولايات المتحدة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بحساب النقود والجهود المبذولة أكثر مما قدمه أى من حلفائنا وأصدقائنا في المناطق الأخرى ، ففي الشرق الأقصى لم يكن باستطاعتنا الحصول على من يساعدنا في فيتنام ..).
وبالرغم من أن الولايات المتحدة قد قدمت لإسرائيل سيلا من المساعدات العسكرية والمالية فإن أهم مكسب حصلت عليه هذه الأخيرة هو اعتراف واشنطن بالدور الممتاز الذي تلعبته في هذه المنطقة ، وأنه لهذا السبب تجب مكافأتها ، غير أن هذه المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل قد خدمت الأهداف الأمريكية بمافي ذلك التأثيرالمباشر على القرار الإسرائيلي ، فقد قال موشى ديان بعد حرب اكتوبر1973 (كيف تستطيع معارضة قطر يرسل إليك المعدات صباحا لتستعملها بعد الظهر).
ولكن هذا التصريح هوفي حد ذاته اعتراف بأن قوة إسرائيل العسكرية هي قوة مستعارة ومستمدة من ارتباطات خارجية ، ومع ذلك فإن إسرائيل تظل دائما بالنسبة لآمريكا هي الحارس المأمون ، والقريب من الكنز العربي ، وهذا ما عبر عنه أمير الكويت "صباح الأحمد الصباح" سنة 1990 بقوله (إذا أراد صدام أن يعبر الحدود فليعبر وسوف يطرده الآمركان بضغوط إسرائيلية ).
ثانيا ـ السيطرة على منابع النفط ، والتحكم في موارده :
كان استعمال البترول على أساس تجاري قد بدأ في الولايات المتحدة الآمركيه منتصف القرن التاسع عشر، وخلال تلك الفترة أسفر البحث عن وجود ثلاثة مراكز ريئسية  لإنتاجه هي:القوقاز,واندنوسيا ،إضافة إلى آمريكا الشمالية ،وقبل ان تنطوى صفحة ذلك القرن كانت الشواهد فى الشرق الأوسط وبالذات على شطآن الخليج مشجعة. وكانت ابريطانيا قد أعدت نفسها فى هذه المنطقة وأمسكت فى حزم بمقاليد الحكم هناك ،فقد اكتشفت فى وقت مبكرأهمية البترول فى العصر الصناعي الجديد، وهوما يفسر إصرارها على ان يكون لها بترولها الخاص الذى تملكه تماما بدون شريك . وقد ازدادت أهمية هذه المادة بالنسبة لإبرطانيا عندما تحول اسطولها من إستعمال الفحم الحجرى إلى إستعمال البترول سنة 1912 وكان "ونستون تشرشل" وهو وزيرالحربية وقتها الذى أشرف على هذا التحول الخطير قد وجه خطابا قصيرا إلى قائد الأسطول لإبريطانى "اللورد فيشر" جاء فيه ( عزيزي فيشر ماهو مطلوب من الأسطول الأن وفى المدى المنظور هو ضمان وصول البترول إلى إبرطانيا العظمى : رخيص فى حالة السلام- مؤكد فى حالة الحرب).
ومن المفارقات أن تشرشل كان هو بالضبط وزير المستعمرات فيما بعد الذى أوكلت إليه مهمة رسم الخرايط الجديدة فى المنطقة بما فيها خرائط الإستقلال والتقسيم والإنتداب و الحماية ، وكانت خريطة البترول واحتمالاته مصدر الوحي فيما ذهب إليه ، بحيث تكون الثروة النفطية الضخمة التى هى ملك الأمة تذهب إلى نسبة ضئيلة من المنتفعين  فى منطقة الخليج .
ــ الصراع الغربي على بترول الشرق الاوسط :
لقد تمكنت إبريطانيا عن طريق المغامر "روتشلد" من امتلاك حصة مؤثرة فى شركة "شيل" الهولندية التى تملك امتيازات النفط فى اندنوسيا، كما تم بموجب عقد وقعه "ويليام دارسى" مع الشاه "إسماعيل" إنشاء شركة البترول الإبريطانية الفارسية التي تأسست سنة 1908.
غير أن بريطانيا لم تكن هى الدولة الغربية الوحيد التى بذلت جهودا مضنية من أجل الحصول على النفط والسيطرة على منابعه ، فقد كسر "هتلير"معاهدة الصداقة وعدم الإعتداء بينه وبين "استالين" لأنه كان يريد بترول القوقاز، وقبل ذلك كان قد دخل رومانيا جريا وراء بترولها.
كما خسر المارشال "روميل" كل إفريقيا بسبب حصار البترول الذى ضرب عليه اثناء معركة "العلمين" التى استمات الحلفاء أثناءها فى الدفاع عن مصر وعن قناة السويس بالذات لأنه من ورائها يصبح الخليج مفتوحا على مصراعيه بكل موارده البترولية أمام ألمانيا .
كما قامت اليابان بمهاجمة الولايات المتحدة فى "بيرل هابر" بسبب حاجتها الشديدة إلى بترول اندنوسيا. ونظرا إلى الدور المتزايد الذى أصبح يلعبه البترول فى منطقة الخليج فقد مارست آمريكا ضغوطا شديد على ابريطانيا فى مؤتمر "سان ريمو" سنة 1920 من أجل المشاركة فى بترول العراق الذى جرى وضعه تحت الإنتداب الإبريطاني ، إلى كون آمريكا قد انتزعت نصف  بترول الكويت من ابريطانيا عند ماوقع المليونير"الشهير"ويليام مللون"عقدامع أحمد الجابرالصباح الذى كان غاضبا علي شركات ابريطانية لأنها عثرت على البترول في البحرين قبل العثور عليه في الكويت.
وفى الجانب السعودي استطاعت أمريكا أن توجه صفعة قوية لابريطانيا في إطارالصراع على البترول ،عندما استطاع "روزفلت "أن يعقد اتفاقا مع الملك عبدالعزيزتحصل الولايات المتحدة الآمريكية بموجبه على بترول السعودية رغم المحاولات التي بذلها تشرشل الذي توجه إلى مصر لعله يعرقل الإتفاق لكنه لم يسمع من الملك اى إجابة نافعة.
وفي هذه الفترة كانت بعض الدول الأروبية الكبرى تحاول الإفلات من القبضة الآمريكية في مجال سيطرتها علي بترول الشرق الأوسط ، أما ابريطانيا فقد اكتفت في النهاية بدورالشريك الصغيروراء العملاق الامريكي الكبير،الذى أصبح يهيمن على المنتجين والمستهلكين في نفس الوقت ، مما نتج عنه إنشاء منظمة تنسق جهود الدول المصدرة للبترول ، حيث تم إنشاء مؤسسة "أوبك" في بغداد يوم 09/09/1960 ، إلا أن هذه المؤسسة لم تستطع أن تؤكد نفسها بسبب السيطرة الآمريكية على المنطقة.
   غيرأن هذا الصراع المحموم على بترول الشرق الأوسط ، قد أدى إلى أن شركات البترول أصبحت عمالقة بترول وسياسة في نفس الوقت ، وكأنها دول كبرى ، تسقط الحكومات الوطنية مثل ما حدث بالضبط مع حكومة "مصدق" الإيرانية ، وتحقق لنفسها الأرباح الخيالية حيث كان دخل "أرمكو" من البترول يزيد ثلاث مرات على دخل السعودية ،كما أن ميزانية شركة البترول الإيرنية الأبريطانية لسنة 1950 أظهرت أن الشركة حققت أرباحا مقدارها 250 مليون اجنيه استرليني بينما كان النصيب الذي حصلت عليه الحكومة الإيرانية 90 مليون اجنيه فقط .
إلا أنه ابتداء من سنة 1968 رفع العراق شعار(نفط العرب للعرب ) وأردفه بشعار آخرنابعا منه هو:(استخدام النفط كسلاح ) الذي تقدم به في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك في 27/01/1973 وهي الفترة التي كان العراق يخوض فيها معركة التأميم الذي شمل حصة آمريكا في شركة نفط البصرة ، ومعلوم أن العراق يملك أكبر مخزون احتياطي للنفط بعد السعودية ، وهوما يعادل 12% من الإحتياطي العالمي .
غيرأن هذه النزعة العراقية الجامحة للتحرر، والثروة النفطية الهائلة ، والموقع الجغرافي القريب من اسرايئل ، وحقول النفط في المنطقة ، كل ذلك سيجعل الولايات المتحدة على استعداد دائم للحرب ضد العراق .
ـ الحرب على العراق من أجل النفط :
تعودت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى على  نهب البترول من دول "الأوبك" والتحكم فى إسعاره حتى وصل فى بعض السنوات إلى أقل من 10دولارات للبرميل الواحد مع ان كل نقص في سعر برميل البترول بمقدار دولار واحد يعني خسارة لدول الأوبك تقدر بحوالي 8مليارات دولار في السنة .
وقد اعترف بعض القادة ألآمريكيون بأن أحد دواعهم الحقيقية وراء عدوانهم على العراق سنة 1991 هو استمرار السيطرة على منابع النفط والمحافظة على تدني أسعاره ، ففى المقابلة التى أجراها مع الملك حسين بعد أقل من أسبوعين من دخول العراق للكويت قال بوش : (أسمعني ياحسين إن البترول بالنسبة لنا أكثر من ضرورة ، هو أسلوب حياة ، وأنا لن أسمح لنفسي أن أترك ديكتاتورا يضع يده على شريان حياتنا وأنتم العرب تعيشون على برميل بارود ولكن لنا في المنطقة مصالح حيوية ونحن هناك لحمايتها).
ولكن بوش لم يكن هو المسؤول الامريكي الأول الذي اعتبر أن العراق يشكل خطرا على تموين البترول ، ففي شهرابريل 1990 كان "اشوارسكوف" يدلي بشهادته في مجلس الشيوخ ويقول:(إن الخطر الأكثر جدية على تموين بترولنا يكمن في العراق).
غير أن أهم تصريح في هذا الشأن هو ماقاله الرئيس الآمريكي الأسبق "نيكسون" الذي جاء فيه (إنه من الرياء الإيحاء بأننا نأمل إقامة الديقراطية في الكويت ، إن النفط هوسبب مجيئنا إلى الخليج ، وليس علينا أبدا الأعتذار).
وفي هذا الصدد يقول "هنرى كسنجر" الذي كان مستشارا لأسرة "روكفيلر" التي تملك شركة "موبيل" قبل أن يصبح وزيرا للخارجية (إن أحد أهم أسباب استخدام القوة هو ظهور نزاع حول الأسعار، أما السبب الآخر فيكمن في حصول عملية خنق فعلي للعالم الصناعي).
لقد تبين من خلال هذا الكم الهائل من التصريحات لكبار المسؤولين وصناع القرار في الإدارات الآمريكية ، أن النفط سيبقى سببا حقيقيا ومباشرا في الحرب ضد العراق ، في الوقت الذي اتضح فيه بجلاء إن الحجج الأمريكية المعلنة لإضفاء الشرعية على غزوها للعراق ، من قبيل علاقته بالقاعدة، وأسلحة الدمار الشامل ، وتحريره من نظامه ، ومنظومة القيم السائدة فيه ، هي حجج غيرصحيحة .
وبما أن شعار الحرب من أجل النفط لم يكن شعارا نبيلا ، فإن الولايات المتحدة مضطرة الآن لرفع شعار الحرب على "داعش" و"الإرهاب" داخل العراق ، وفى نفس الوقت فإن الإدارة الآمريكية ستبقى تحارب العراق ، ومقاومته القوية التي أخرجت الآمركان من البلاد قبل ثلاث سنوات ، ولازالت تقاتل الآن من أجل سيادة العراق ، والحفاظ على موارده النفطية .

17. نوفمبر 2014 - 11:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا