يوما بعد يوم تتضح اهمية المصارحة والمصالحة من اجل دولة مدنية يجد كل مواطن حلاوة
وطعم الوطن وما يزخر به من خيرات ومقدرات .ولان الدولة الموريتانية قامت وتاسست على بعض الاختلالات هي فى اغلبها من اكراهات الواقع وليس من اختيارات المؤسسين ومن بين
هذه الاختلالات غياب التصور الذى يحدد طبيعة الدولة ،ولان النظام القبلى هو الذى كان سائدا وعليه تقوم الحياة فى اغلب احوال المجتمع فانه لم يكن امام جيل التاسيس من خيار غير دولة التجميع اي دولة تجمع كل تلك الكيانات الاجتماعية على ما فيها من صالح وطالح وهو ماعكسته نقاشات مؤتمر الاك سنة 1958م الذى تم فيه الاتفاق على اسم الدولة بعد خلافات كادت تعصف بالمؤتمرين الذين عبر بعضهم وبشكل واضح عن رايه بخصوص طبيعة الدولة وكيف يمكن الجمع بين مكونات واعراق مختلفة بطبيعتها الاجتماعية ومختلفة فى نظرتها وفهمها للدولة وما قد تعطيه من قوة لطرف على حساب اخر وبعد ان تمكن الجميع من الا تفاق على ان تضاف الدولة للاسلام الذى يجد فيه كل واحد من الحضور نفسه بغض النظر عن لونه ولسانه وعرقه. لكن الا سلام الذى علق عليه الكل اماله فى ان يكون الحكم والفيصل فى الدولة الناشئة تم ابعاده بحكم عوامل كثيرة على راسها الخلفية الثقافية والعلمية للمؤسسين. ومن هنا فان الدولة الموريتانية ظلت تترنح بين امانى واحلام المؤسسين وبين شطحات العسكريين ومن هنا فانه من االطبيعى ان تعود للواجهة اليوم دعوات تطالب بضرورة التفكير فى من نحن واي دولة نريد هل هي دولة قبائل او فيئات اواعراق ام دولة العدل والحرية والحق ........????