نعم حملة النظافة / عبد الله ولد محمد الحسن

أعلنت الحكومة الموريتانية عن حملة لنظافة العاصمة أنواكشوط، وهي حملة وطنية بكل المقاييس وإن كانت تدخل من باب : (أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي)، فقد عمت أرجاء العاصمة السياسية للبلد الأوساخ من كل جانب وغمرتها القمامات من كل مكان، ويتحمل المواطن في ذلك كل المسؤولية بالدرجة 

الأولى، ويأتي دور الجهات الوصية بالدرجة المرادفة.
شأن الأوساخ شأن الكثير من العادات البدوية التي اصطحبناها من حياتنا العتيقة وإن كانت أقل أوساخا من الحاضر، فمن المفروض أن تكون المدنية مع كثرة أوساخها أدعى للمزيد من النظافة ....
دخلت الحكومة الموريتانية في حملات التنظيف وأظهر التضحية في سبيل ذلك وهو ما تجلى في مشاركة رئيس الجمهورية مع طاقمه الوزاري، ثم مشاركة مختلف قطاعات الدولة فيما بعد، وإن كانت حالة استثنائية فهي تقرأ على أنها ترجمة للشعور بالمسؤولية ودعوة للجميع من أجل رص الصفوف في وجه أكوام من القمامة المتعفنة تنوي احتلال عاصمة بلد تبسط يدها لتعانق النصف الأول من عقدها السادس.
وهنا أعتقد أن هذه الحملة كشفت الوجه الآخر للمواطن البدوي أو على الأصح الفوضوي الرافض للنظافة بشكل مطلق، فما تكاد تمر على بقعة تنظف وتنقل منها أطنان من الجراثيم والمكروبات المرابطة بين البيوت والأسواق حتى تراها تعود كاسرة القاعدة (الهدم أسرع من البناء) ففي موريتانيا رفع جبال القمامة أسرع مئات المرات من إزالتها، وعلى هذا أعتقد أن الحل المثالي لهذه المشكلة العالقة هو شراء الأوساخ من المواطنين ولو بأسعار زهيدة مثل ما حدث مع الحديد.
بذلك سيقضى تمام على الأوساخ وستنظف العاصمة وسيحرص كل فرد على أن لا يضيع ولو علبة سيجارة فضلا عن قنينة ماء أو أوراق تالفة...، وهو أيضا من الناحية الاقتصادية أقل تكاليف بكثير مما يبذل الآن دون جدوائية وبلا فائدة مستمرة.
أما في الناحية الأخرى، لا بد من لفت الانتباه إلى ما تسببه المطاعم – خصوصا التي يمتلكها أجانب - ومشاركتها الكبيرة جدا في تلويث العاصمة وتزويدها بعشرات أطنان الأوساخ المختلفة يوميا، وما شكوى سكان منطقة "كرفور تنسويلم " منا ببعيد بسبب المطعم الذي آذاهم كثيرا.
اليوم وقد أسلمت الحكومة القوس باريها وأظهر تحملها للمسؤولية وشعورها بالحالة المزري فلا بد أن تجد من المواطنين عموما ومؤسسات المجتمع المدني بشكل خاص  أذنا صاغية تعقل خطر هذه الوضعية وتشارك بما أوتيت بعيدا عن جميع الميولات في تحسين الوجه الحضاري للبلد عموما وعاصمته خصوصا فكما يقال : ( أيد وحده ما اتصفك ).

19. نوفمبر 2014 - 12:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا