سلَّمْ ليِ اعْلَ الِّ مَا يعْرَفْنِ أمَّ لِيَعْرَفْنِ إدورْ إجينِ - دائما ما نحمل هذه الرسالة الرائعة من وديان النخيل في موسوم "الكيطن" ونحملها من شواطئ المحيط في زمن "أزولْ" ، لكني اليوم أحمل هذه الرسالة من شخص إلى بعض النخبة الصحفية، الذين غلبت عليهم صفة من صفات غزلان هذه الصحراء وهي ضعف
الذاكرة، وصفة من صفات العرب وهي العاطفة الجياشة بعد قراءة ما يراد لهم.
حيث أطلقوا أسنة أقلامهم وأفواههم، اتجاه من لا يعرفون وليست له علاقة مباشرة بقضية الحراس وإن كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
إن وجودي في ذلك الفيديو المجتزئ من سياقه ،خلف هذا القائد ومعرفتي ببعض فضائله تجعل علي واجب الإدلاء بشهادتي في هذه الحادثة الافكية.
إن الشيخ ولد أحمد ولد باي هو نبتة طيبة، سقيت بعرق جبين والده العامل البسيط في جرنالية شركة معادن أزويرات، كما ظل يعتز دائما، ومكنته الدولة القوية يومها من التعليم والتوظيف بلا واسطة ولا منة من فرد أو قبيلة. فكانت ثمار الفتى للوطن وللوطن فقط.
لقد اكتتب الشيخ ولد أحمد في الجيش الوطني مع بعض زملائه ليكونوا ضباطا بحريين، لكن ظروفا معينة جعلتهم يرسلون إلى أكاديمية مكناس ليكونوا ضباطا بريين، ووافقوا جميعا إلا صاحبنا، مما جعله يرجع إلى البلاد وينتظر فترة غير قصيرة قبل أن يحصل على منحة إلى دولة العراق، ومن العراق تخرج ضابطا بحريا والتحق بمديرية البحرية الوطنية في انواذيبو، حيث ظل مثالا للقائد على الأقل من حيث :
1. الاهتمام بالمرؤوسين
فالجميع يعرف أنه لم تجره الظروف الصعبة التي مر بها، إلى أكل قوت الجنود الذين تحت إمرته ويذكر الكل كلمته الخالدة، بأنه يمكن أن يأكل قيأه ولا يأكل إعاشة جنوده.
2. الثقة بالنفس
على الرغم بأنه تعرض للظلم في التقدم كغيره من المظلومين في المؤسسة، إلا أن ذلك لم يلجئه إلى وسائل استغلها بعض الناس الذين توفرت لهم في تجاوز الصعاب.
3. خدمة المحرومين
بجهود فردية محدودة لمحروم، استطاع الشيخ ولد أحمد فتح مدرسة لأبناء مجموعة من البدو، يعيشون في منطقة الزيرة، قرب انجاكو وخريجوها خير برهان على طيبوبة وحسن سيرة الرجل، وقد نالت وادان وازويرات مثل ما نالت الزيرة بعد ذلك.
4. الشجاعة
على الرغم من أن المقدم الشيخ ولد أحمد لم يكن بفعل الإقصاء والتهميش مقدما إلا إلى التقاعد ليلة 8 من يونيو 2003، إلا أنه استطاع وحيدا استعادة السيطرة على مديرية البحرية في وقت مبكر وكان لذلك دور كبير في سير الأحداث بعد ذلك.
الإنسانية العالية
كما أنه احتفظ بعلاقات طيبة ومعاملة حسنة مع زملائه من الزنوج الموريتانيين إبان أحداث التسعينات، فقد تمكن من موقع المسؤولية كمدير للبحرية إحداث نقلة نوعية في ظروف السجناء على إثر أحداث 2003، فبشجاعته المعهودة في وجه قادته وتسييره الشفاف للموارد التي تحت يده أنقذ الوطن من كارثة حقوقية وإنسانية، شهودها أحياء ويروونها من غير سؤال، والموارد يومها لا تتجاوز 99 أوقية للفرد والأحاديث والنقاشات التي دارت لا تزال في مسامع أهلها.
وقد ظل سندا للقيمين عليهم ماديا ومعنويا حتى انتهت المحاكمة في فبراير 2005 وأطلق من أطلق وأحيل إلى السجن المدني من أحيل.
لكنه دفع ثمن كل ذلك سريعا، فعزل عن الإدارة في مارس 2005 وعين ملحقا في انتظار أن يأتيه التقاعد.
لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، إذ بعد أشهر قليلة جاء انقلاب الثالث من أغسطس، فكان من أول قراراته تعيين المقدم الشيخ ولد أحمد على الرقابة البحرية وتلك قصة أخرى.
فصاحبنا قد عين قبل سنين في هذا المنصب، لكن ضغوطا من متنفذين جعلت الدولة تتراجع عن تعيينه في نفس اليوم الذي عين فيه.
وبعد تعيينه الجديد في المنصب دب الخوف في من يرون أنفسهم خصوم الرجل من رجال الأعمال والأجانب المستغلين لهذا القطاع الحساس، حيث فعلت القوانين، فتدفقت الأموال على خزائن الدولة بالمليارات واستفاد العاملون عليها نسبتهم التي يمنحهم القانون والشرائع السماوية والأرضية.
وكان الرجل سباقا إلى توظيف الناس ومساعدة الفقراء والأيتام والمحتاجين والمرضى مع الشفافية التامة في التسيير.
ولا يزال أرشيف موقع المندوبية المكلفة بالرقابة شاهدا على شفافية الرجل في التعامل مع الغرامات على السفن.
وفي سنة 2010 أحيل الرجل إلى التقاعد وسلم المؤسسة وخزائنها ملئ بالمليارات وعمالها جميعا منعمون ووسائلها في تمام الجاهزية بعد أن أرسى أسلوبا جديدا في العمل وفي المفاوضات يعتمد على قوة الدولة أمام الخصوصيين والندية أمام الدول والتكتلات الدولية، وقد سكب مداد كثير عن المفاوضات واتفاقيات الصيد مع الاتحاد الأوروبي وعن ملف الهجرة السرية ومحاربتها لن أرجع إليه.
وقد أسس شركة الأسماك وتمكنت في فترة وجيزة من توزيع السمك في مناطق لم تذق طعمه ولم تشم رائحته عبر التاريخ وسلمها مكتملة التجهيزات وأرصدتها بمئات الملايين وقواعد عملها على أساس ثابت وقابل للاستمرارية والتطور.
وفي سنة 2013 وقع اختيار الحزب الحاكم على صاحبنا لمقارعة حديد ازويرات وكان له ما أراد، وحيث كنت مسئولا إعلاميا في تلك الحملة من طرف نفس الحزب على مستوى مقاطعة ازويرات وظاهر خلف الرجل في ذلك الفيديو المجتزئ من سياقه، فإليكم شهادتي مختصرة من خاتمها.
تقدمنا في الشوط الأول بنسبة كبيرة عن أقرب المنافسين وفي الشوط الثاني انضمت إلى شاكلتنا جميع أحزاب المعارضة الرئيسية من أمثال حزب التحالف الشعبي التقدمي وحزب التواصل وآخرون لا تعلمونهم بضغط من قواعدهم الشعبية، وكان الفرق شاسعا بيننا وبين المنافس، في مدينة ظلت إلى وقت قريب معقلا حصينا للمعارضة.
وقد حمد أهل ازويرات حسن اختيارهم وكل يوم يزدادون حمدا وشكرا حيث ألغيت عنهم ضريبة البلدية 100 %، كما تم تخفيض الضريبة عن العمال الذين يقطنون سكن سنيم،وتم توفير المياه مجانا لكل منزل، وفيا يخص المواد الغذائية القادمة من الشمال تم إعفائها من الضريبة بالنسبة لسكان ازويرات، وليست التدشينات الأخيرة والتي كان للعمدة ولد باي دور بارز في تشييد أغلبها والتيمن أهمها سد أم لحبال القادر علي حبس حوالي 273 ألف مترا مكعبا من المياه وتوسعة مطار ازويرات التي جعلت منه مطارا دوليا مؤهلا لهبوط الطائرات ذات الحجم, والتدشينات محطة تحلية المياه إلا خير برهان على عمل وصدق الرجل.
أما عند قضية الحراس والذي نأسف لحالهم وقد تابعت قضيتهم من خلال الإعلام ولاحظت كما لاحظ الكل وكما قالوا، أنهم لا يتوجهون إلى القضاء ولا إلى المحامين ولكن إلى شخص الرئيس، وهي في الحقيقة كلمات عاطفية لا يستند صاحبها إلى مطالب شرعية، وإني أقترح عليهم تشكيل لجنة، واختيار محام يثقون فيه من أجل تقديم مقترحات طبق القانون أو مقترحات إنسانية تستند إلى القانون لرفع المعاناة عن هؤلاء الضعفاء المستغلين من حيث لا يعلمون.
وأؤكد لكم جازما ومن خلال معرفتي بالرجل أنكم ستلقون الدعم الجزيل على تجاوز محنتكم واجتياز الفخ الذي وقعتم فيه.