الى أعداء المرحوم المختار ولد داداه / سيد المختار أحمد الكاري

عد المقابلة التي أجراها الزميل الشيخ ولد سيد عبد الله مع المصطفى ولد بدر الدين  في برنامجه " الصفحة الأخيرة" اظهرت التدوينات والتعليقات وكذلك بعض المواقع الالكترونية أن هناك من كان يتحين الفرصة للنيل من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه،
حيث تناسى كل هؤلاء  التضحيات والانجازات حققها، و التي  لم تجد للأسف من يحافظ عليها  لحد الآن،

 وراحوا يكيلون له التهم ويصفونه بأبشع الأوصاف. وفي الحقيقة فإنني أتعجب من غباء هؤلاء فلو كان المختار كما يصفون، لما سمحت فرنسا للجيش  بالانقلاب عليه ؟  ثم ما الذي حققه "الوطنيون " من بعده ؟ و من المعلوم بداهة  ان الخيانة والعمالة لا تكون إلا لمطامع دنيوية وقد شهد الكل بأمانة الرجل وزهده ، فلم يخون؟ وماذا يريد من وراء تلك الخيانة ؟
قد يقول قائل انه يريد السلطة ، وهذا ايضا ليس صحيحا إذ لو كان يريد السلطة والبقاء فيها لعمل على إفشال الانقلاب الذي علم به من جهات متعددة قبل وقوعه بفترة طويلة . لقد ذكر المرحوم المختار- في مذكراته التي لم يعترض احد على ما جاء فيها ــ وهذا دليل آخر علي نزاهته وموضوعيته ــ إن الملك المغربي الحسن الثاني عرض عليه أن يبعث إليه بعض المقريين منه أسريا لتكوينهم وتدريبهم ليقوموا علي حراسته ولكنه رفض ، ولماذا رفض ان كان يريد البقاء في السلطة ؟ ويبدو ان هذه النصيحة قد راقت لمن جاء بعده للحكم .. يقول بعض طلاب قسم التاريخ بجامعة انواكشوط ان هناك من الاساتذة من يكره الرئيس المؤسس ويتحاشي حتى  ذكره بالاسم وقد تابعنا احدهم في عدة مقابلات حول فترة التأسيس و استغربنا تجاهله لاسم الرئيس المختار ،  و الادهي من هذا و الامر ان البعض لا يترحم عليه حتي ..
يا نكري الجميل ،،، لقد ذهب المختار منذ35  سنة فما الذي تحقق بعده غير انتشار الرشوة والفساد وانعدام القيم والأخلاق والتفرقة بين الناس . علينا ن نحترم الرجل ونضعه في مكانه اللائق فكيف يكون الهنود احفظ منا للعهد وهم لا يزالون يصنعون تماثيل  غاندي، و كذلك البنغال و الامريكيون بل واليهود، .. كلهم  يمجدون ابطالهم وقادتهم.
عجيب أمر بعض الموريتانيين انهم مثل أهل العراق الذين  قال فيهم عبد الله بن عمر رضي الله عنه  حينما سألوه عن دم البعوض: "ما أسألكم عن الصغيرة وأجرأكم علي الكبيرة، تقتلون الحسين ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وتسألون عن دم البعوضة."  فهم كذلك يلعنون المختار الذي أنجز وبني  ويتركون من خان البلاد  ودمر وحدتها وجعل اهلها شيعا، وفر إلي البلدان المعادية لها .
إنهم يعارضون المختار لأنه لم يتعاطي مع "ثورتهم " التي لم تكن لتأمين ميفرما ولا لتقليل مدة الشاي و انما كانت ثورة على الصلاة والصوم بل انها في بعض الاحيان كانت ثورة على العقيدة الاسلامية.
إنهم يعارضون المختار ويصفونه بكل الأوصاف ويعملون تحت امرة النظام الذي فرق الأمة ودمر اخلاقها وسلبها روحها من خلال الحرب علي الدين ، أم أن هذا ما يريدون ؟ صحيح أن الرجل لم  يكن  ثوريا ولا طائشا لكنه كان عاقلا هادئا يعرف ما يريد وفي أغلب الحالات كان يوفق في الوصول إليه.
لقد وصل المختار إلى ما وصل إليه وأغلب هؤلاء المجهولين في عالم النسيان، حيث لعب أدوارا مهمة  في السياسة العالمية فالرجل لم يكن علي مستوى موريتانيا، إذ قدم خدمات جليلة للقضية الفلسطينية ، كما كلفه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالتوسط له مع الصين.. كما  أن له انجازات سياسية كبيرة في الاتحاد الافريقي وعدم الانحياز.
وعلى من يريد التعرف أكثر علي المختار ولد داداه أن لا يسال المواقع المأجورة ولا الحاقدين و لا ألائك  المجهولين بل عليه ان يفتش في مذكرات عمالقة التاريخ في العالم من أمثال: صدام حسين و جمال عبد الناصر و الشيخ زايد و الحسن الثاني و فيصل بن عبد العزيز، رحمهم الله .. أو يسأل الموريتانيين الأخيار الشرفاء  الذين عملوا معه في بناء هذا الوطن و من عاصروا الرجل وعايشوه ، وهم كثر ولله الحمد .
ثم ان حملة التشويه هذه ليست غريبة علي موريتانيا الجديدة  فبالأمس القريب أسيء الي رسول الله صلي الله عليه وسلم و بالأمس القريب  كذلك أحرقت أمهات الكتب الفقهية، بل ودنس المصحف الشريف.
لقد رحل المختار..
رحل عنا والصحة مجانية، ولدينا مجاري و حديقة للحيوانات، رحل عنا وكلنا يحترم عمله ،  العسكري محترم و المعلم محترم والشرطي محترم
رحل عنا والوزير وزير، والوالي وال، والحاكم حاكم، الكل يمارس عمله بكل حرية كان لدينا قانون ونعمل علي تطبيقه ولدينا قيم أصيلة ، يحترم كبيرنا صغيرنا ، نعمل بكل اخلاص لبناء بلدنا ، يحترمنا جيراننا ، لنا علاقات متميزة مع كل  قادة العالم ، نفتقد اذا غبنا ونستشار اذا حضرنا .
لم يترك وراءه لغزا محيرا مع رجل اعمال او شركة تنقيب او دولة اجنبية.. لم يترك فضيحة مالية ولا اجتماعية..  كان يربي اولاده احسن تربية ويغرس في مجتمعه القيم والمثل الفاضلة.
قرأت كلمة تأبين له كتبها الشاعر أحمدو ولد عبد القادر عبر فيها عن اعجابه به بعد أن رأي أعمال من خلفوه.
أتذكر يوم وفاته ـ تغمده الله برحمته ـ  حينما كلمني الاخ الغالي محمد سالم ولد الشيخ " الشرفه " و نحن في ابوظبي وطلب مني ان نتعاون علي إعلان  تعزية للشعب الموريتاني في احدي كبريات الصحف الاماراتية  قلت له المختار اليوم تعزي فيه اسرته فقط ، اما موريتانيا فتعزي فيه منذ ان اطاح به الجيش..
رحم الله المختار وبارك في اولاده  و أدام لأحمد الصحة والعافية .. والقافلة تسير،،،

3. ديسمبر 2014 - 0:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا