لماذا اختفت المعارضة الموريتانية ؟ / شيخنا ولد الناتي

المعارضة في الأنظمة الديمقراطية تنظيم سياسي  لا يمكن إهمال دوره المحوري في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية ، فبقوة المعارضة يشعر الطرف الآخر (النظام) بوجوده في ملعب ينتظر منه جمهوره الفوز في نهاية المباراة  .
لكن في بلادنا نجد أن أطراف المعادلة الديمقراطية (النظام –المعارضة) كل منهما يحاول أن يكبر أربعا على الآخر ،

 وكأنهما في صراع لا نجاح فيه إلا لمن فاز بالبقاء فريدا في الساحة السياسية .
والحقيقة أن الشعب بحاجة إلى نظام صلب قادر على الصمود أمام كل التحديات ،ومقتنع بوجود معارضة لها الحق الكامل في توضيح مواقع الخلل لديه ، وكذلك بنفس القوة يحتاج الشعب لمعارضة تسعى جادة في التغيير ، ولها القناعة الكاملة بعدم تزكيتها من طرف الشعب الذي فضل  لها أن تكون في دور المراقب في تسيير مؤسساته .
لقد لاحظنا أن المعارضة في  هذه الأيام فضلت مراقبة الطرف الآخر (النظام) من خلال غرف مغلقة  ، بحجة الحوار ، فالحوار أسلوب ديمقراطي  نبيل لكنه لا يمنع المعارضة من وجودها في الأوقات التي ينبغي لها أن تكون موجودة .
اختفت المعارضة المقاطعة للانتخابات الأخيرة والتي كان لها الفضل في جعل النظام يفكر في الحوار بصفة جادة  ولم نجد لها ما يبرر اختفاءها  ، واختفت المعارضة المحاورة للنظام ، والتي يعود لها الفضل في كل التعديلات الدستورية ولم نجد حتى الآن ما يبرر اختفاءها ، كما اختفت كذلك المعارضة التي شاركت في الانتخابات  النيابية الأخيرة والتي كانت القلب النابض في المعارضة الأم ولم نجد ما يبرر اختفاءها .
إن وجود معارضة مع غياب نظام قوي يُحدث خللا في  الديمقراطية ،وكذلك الحال في وجود نظام في ظل غياب معارضته . 

3. ديسمبر 2014 - 9:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا