2015 سنة للتعليم بدون بني تحتية ولا كادر بشري / الحسين ولد محمد عمر

الإهتمام بالتعليم من خلال اعلان " سنة 2015 للتعليم " مسألة سخيفة جدا، فالتعليم لتردّيه وانتكاسته لا تكفيه هكذا كلمة مفصولة عن الواقع ، لتطوير التعليم ينبغي الاهتمام بمسائل ضرورية من قبيل:
البنية التحتية التعليمية حيث تعرف المؤسسات التعليمية  أسوء وضعية ممكنة و توفير ظروف ملائمة للكادر البشري كله حيث

لا تكاد تكفي الأجور لبدل السكن والكهرباء فما بالكم بالحاجيات الأخرى ومن هذا المنطلق لا يمكن للمدرس أن يقدم مجهودا عاليا في هذه الظروف الصعبة كما أن توزيع الطلاب على فصول الدراسة تجب مراعاته بشكل مدروس بحيث يكون بالقاعة ما يناهز 20 طالبا بدل 90 طالبا، حيث أخبرني أحد أساتذة الإعدادية في العاصمة نواكشوط  أنه يوجد بالقاعة الواحدة ما قد يزيد في بعض الأحيان عن تسعون طالبا علما أن القاعة بطول 6 أمتار وعرض 4 أمتار.
ولا ينبغي إهمال نقطة هامة جدا وهي  تنقية المنهج التربوي بشكل واسع وإزالة بعض النقاط الرجعية والمتخلفة، كما يجب انتقاء كادر بشري قادر على العطاء ومؤهل معرفيا.
ثم إن الإهتمام بتدريس مادة التربية المدنية للنشئ مسألة في غاية الإلحاح من خلال إعطائها وقتا أكثر بشكل يوازي التربية الإسلامية مثلا ، حيث أن الصعوبات التي تواجهها موريتانيا مدنيا ليست إلا بسبب غياب التربية المدنية التي تعتبر مادة ثانوية جدا في منهجنا التربوي.
استدعاء جميع المدرسين المسرحين  بعيدا عن المسرحية التي يتحدث عنها النظام في هذه الفترة و إجبار الأساتذة والمدرسين على التخلي عن بيع الرصيد والإهتمام بما يتقاضون عليه رواتبهم وضروة التعامل مع المافيا التي تعشش في وزارة التهذيب الوطني  والتي أفسدت التعليم عن آخره.
كما يجب منع المدارس الخاصة من التعاقد مع أساتذة ومدرسين تابعين للوظيفة العمومية، و إجبارهم على إجراء مسابقات خاصة بها لاكتتاب أساتذة ومدرسين خاصين وتكون أجورهم متساوية مع أجور نظرائهم التابعين للوظيفة العمومية، و أن تكون لها مقرات وبنايات متشابهة ، أو على الأقل تكون مثل التي تبنيها الدولة ، بدل المنزل الذي يوجد بجوارنا والمعد للسكن أصلا الذي تم تحويله إلى مدرسة خاصة يزج بالتلاميذ فيه زجاً ككتاكيت المدجنة.
لكي ننهض بالتعليم لا يكفي أن يعلن جنرال غير متعلم هكذا في خطاب عابر اعتبار 2015 سنة للتعليم دون اتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك وهو ما يعني أن هذا التصريح لا يعدو كونه خرجة إعلامية لا أكثر.

5. ديسمبر 2014 - 12:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا