الحلقة الرابعة:
• مدخل عامّ؛
• رسالة للشيخ سيديَ بابَه حول الجوانب السياسية والذاتية للموضوع؛
• الأسس الشرعية لموقف الشيخ سيديَ بابَه؛
أولا: مسألة نصب الإمام ومعالجة السيبة؛
1- هل كان سلاطين المغرب يشكلون حلا لأزْمَتَي الإمامة والسيبة؟
2- رسائل الشيخ سيديَ بابَه في ضرورة نصب السلطان ومعالجة السيبة.
مدخل عامّ:
لمَّا أراد الباحث المتمرِّسُ، الدكتور يحيى ولد البراء، تحليلَ رسائل وآراءِ الشيخ سيديَ بابَه الفقهية في محاضرة له بعنوان: "الشيخ سيديَ بابَه بنُ الشيخ سيدي محمد وفِقْهُه (رجعةٌ إلى مسألتَي الاجتهاد والإمامة)"، مهَّدَ لذلك بقوله:
«وهكذا فإنني لمَّا فكرتُ مَلِيًّا في عَرض صورة عن فِقْه هذا العالِم المجتهد، وجَدْتُني أمام فقهٍ جَمٍّ ونظرةٍ للأحكام متميزة، تحتاج إلى من يكون متسلِّحا جسورا منثورَ الكنانة ذا اطِّلاعٍ ودُرْبة؛ وهي أمور لا يدركها إلا قعيدٌ بالعلم وهيهات! فلقد كانت لهذا الرجل، كما كانت لآبائه من قبلُ، انشغالاتٌ وهموم كبيرة تبدو للناظر على أكثر من مستوى. فهو رجلُ سياسةٍ حاذقٌ بتسيير الأمور، بصيرٌ بتدبير الشأن العام، كاد أن يتفرَّد بالأمر والنهي في عموم الإفريقية الغربية؛ وهو مصلح اجتماعي حاول تثبيت الأمن واستتبابه، وسعى إلى توحيد مجموع القبائل المتناحرة في مفهوم أمة واحدة وتحت سلطان مركزي زاجر. وهو علَم من أفراد العلماء المَأْمُونِي الفهْم والنقْل، كاد بما كتَبَه من آثار أن يُمثِّل مرحلة متميزة من تاريخ الفقه في هذه المنطقة. ولا غرابة في ذلك ففضلا عن تكوينه العلمي المتميز، كانت له نوافذُ عدَّة على التراث الإسلامي لشتى المذاهب الفقهية ونشطَ في اقتناء كتبها، حتى لَيُذكَر أنه اجتمعت بين يديه ذاتَ ليلة مائةٌ وأربعةٌ من كتب المذهب الحنفي!» . انتهى الاستشهاد.