في ذكري مولده و دولته / محمد ولد امه

الفرح بذكري المولد النبوي الشريف يقابله حزن علي تضييع أسس دولته و نسيان المبادئ التي قامت عليها حتى جعلنا الدين ضد حقوق الإنسان , وسخرناه لغير غاياته , وأبعدناه عن جوهره الإنساني الرحيم و عيديتي  للكل  وثيقة دولة المدينة المنورة :

أولاً؛ احترام الخصوصية بكلّ اشكالها، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فلولا التنوّع لما تكامل المجتمع.
ثانياً؛ قاعدة (المعروف والقسط) نبذ العنف في فرض معتقد او عقيدة او اخلاق او رأي {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} وقوله تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}..
ثالثاً؛ وحدة المجتمع فوق كلّ شيء، {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي* قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}.
رابعاً؛ التكافل الاجتماعي {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}.
خامساً؛ القانون فوق الجميع، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
سادساً؛ السّلم الأهلي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.
سابعاً؛ المواطنة الصالحة {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}.
ثامنا؛ على الظّالم وزرَه {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}.
تاسعاً؛ الأمن حقّ للجميع علي الدولة بلا تمييز، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}.
عاشراً؛ الصلح هو الأساس في العلاقات {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا}.
حتى يعرف القاصي و الداني أن ديننا دين التآخي والتواصي و الاانسجام والسلام.
و كل ذكري مولد نبوي شريف و نحن نتذكر هذه الأسس العظيمة .

5. يناير 2015 - 16:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا