هذا هو حال حكومتنا، ميزانية كبيرة، و مشاريع كثيرة، ومرد ودية قليلة، وأيادي خفية، وجيوب أصيلة متعددة الوظائف ونتائج سلبية، يوشك البلد بسببها أن ينزلق إلى الهاوية فالفساد مستشري مما قد يسهم بشكل سريع في انهيار السلطة المركزية (النظام الحالي) والذي يقول لسان الحال
أنه ينزلق نحو الهاوية، لذا تبقى غالبية المشكلات التي يعاني منها الشعب الموريتاني بكل أطيافه بيضاء وسوداء من انتشار البطالة، وتفشي الأمراض الخطيرة المستعصية، وغياب الصرف الصحي، وتدني كبير في مستوى التعليم، واستفحال داء الأمية والجهل بين أوساط المجتمع بنسبة كبيرة.
فالحكومة الماضية لم تحقق تقدما حقيقيا على طريق محو الأمية على مدى السنوات الخمسة الماضية، ولا حال الآنية يوحي ببصيص أمل، كل ما تم إبرازه في هذا المجال أن نسبة الرجال والنساء من الأميين في التصاعد بدل التنازل، كل ما في الأمر أن نسبة الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأساسي يغادرونه خلال المرحلة الدراسية الأولى لأنهم لم يجدوا ظروفا مناسبة تجعلهم في جو يسمح لهم بمتابعة تعليمهم وكذلك المدارس التي باتت بؤرا للمياه الراكدة بسبب غياب الصرف الصحي هو الآخر.
فالحقيقة أن موريتانيا بسبب فساد الحكومة والسلطة المركزية اليوم تغص في دوامة من الأزمات، أزمة سياسية، اقتصادية، اجتماعية، إخترتها كبداية لمقال قصير كتبته هذه الأيام.
البدايـــــة:
حسب تجربتي الطويلة في معترك السياسة بين الأحزاب السياسة والمراحل التي خضتها في الحملات الرئاسية النيابية والبلدية والشيوخ، مقتنع كل الإقتناع أن خيبة السياسي هي من صنعه، وليس من صنع الآخرين، وعبثا يحاول ان يتملص من مسؤولياته الجسيمة. وفي قراءتي المتأنية للاحداث منذ تعاقب الأحكام التي مرت على بلدنا الغالي من حكم ولد الطايع إلى يومنا هذا، لا أتذكر ان أي من هؤولاء السياسيين تعامل مع الوحدة الوطنية بإستخفاف وقلة الاهتمام وخاصة الزعيم مسعود ولد بلخير الذي أعرفه جيدا لإني حاورته وجالسته وكتبت عنه فهو وطني من العيار الثقيل يليه في ذلك المناضل أحمد ولد داداه، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا محض مصادفة ام انه نتيجة تراجع إهتمام الزعامة المسعودية بالصراع المدني العسكري لا اؤمن كثيرا بعامل الصدفة في ادارة الشؤون السياسية وتحديدا عندما يكون الامر عائد الى الدولة، فلو ان ادارة ولد عبد العزيز تمتلك سياسة واضحة المعالم والمفاهيم على غرار ادارة الزعيم مسعود والمناضل أحمد ولد داداه (المعارضة المحاورة- منتدى الديمقراطية) للدخول في حوار جاد وصارم، لكانت عجلة الحوار قد استمرت بدل تعثر المسارات. من هنا أشاطر الأخ والزميل أحمد ولد صمب الرأي فيما كتب على صفحته على الفيس بوك على الزعيم مسعود ولد بلخير أن لا يترك المتربصين به أن ينكلوا به المنافقين والمتشدقين بحبه والتقرب منه على أساس الدفع به إلى ما لا تحمد عقباه فالرجل له تاريخ مليء بالنضال والكرامة والشهامة، غاضين البصر عن ما يدور في الكواليس لأنه ما من إنسان إلا وله أخطاء تاريخية لكنها تغتفر لكن الذي لا يغتفر هو الدفع بالخيرة من أبناء وآباء هذا الوطن إلى الهاوية.
تجديد الدستور لا يخدم الوحدة الوطنية لأنه نذير شؤم، إذ تبدو السياسة العسكرية في اعلى درجات الصمت والغياب ازاء العديد من المواقف الوطنية والدولية. فالحكومة تتباهى في وصفها بأن فترة ولد عبد العزيز اعظم انجاز في تاريخ موريتانيا هذا ما رفرف له المطبلين والمصفقين الأعلام والرايات والطبول.
والحقيقة التي يقر بها الجميع وفي مقدمتهم الرئيس نفسه ان السياسات التي أتخذت ليست ثابتة، بالطبع ينفي المسؤولون في حكومة ولد حدمين وجود اي خلاف داخل الادارة والحزب الحاكم، لكن مجرد النفي هو الدليل على وجود مثل هذه الخلافات في وقت باتت التناقضات والتقلبات في المواقف مكشوفة وتعيق قيام حوار جاد من أجل موريتانيا يطبعها جو من التاخي والإحترام لحاجة في نفس يعقوب، اضف الى ذلك ان الرئيس كان ولا يزال مشغولا بأمور داخلية وخارجية كثيرة تستحوذ على كل اهتمامه، ومنها اقرار خطة لإنتخابه لولاية ثانية للإتحاد الإفريقي والمشروع الإيبولي الضخم سواء كان في ذلك هلاك الوطن والشعب ومحاولة إقناع الزعيم مسعود والمناضل أحمد ولد داداه لتجديد الدستور من أجل أن يمتطي المشهر، فهذا مالا تحمد عقباه، آن للكبار الذين نحن نحترمهم ونقدر ما قدموا من عطاء كبير في سبيل وحدة هذا الوطن ان يعتزلوا السياسية أو على الأقل أن يسلموا مشعل التغيير إلى من كونوا من شباب مضح ومناضل على نهجهم لتكملة المشوار فالفضل لهم في كل إنجاز على الصعيدين الوطني والدولي، بدل تغيير الدستور والترشح لولاية ثانية أو عاشرة الخاسر فيها هم والرابح فيها العسكر هذه نصيحة إلى نصيحة الأخ أحمد ولد صمب أبتقي بها وجه الله، فالغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع إنتظار نتائج مختلفة.
وللتنبيه : فمحمد ولد رمظان بكل صراحة وعلنا على الملأ إعتزلت السياسة وأروقتها لكن ليبقى رأيي.