وأخيرا أسدل الستار علي النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة ورغم الصدي الصوتي للنقيق الذي ملأ شنقيط صراخا وصخبا؛ والحضور المكثف لفعاليات المهرجان بتوجيه وتأطير سياسي لاغبار عليه؛ فإن المهرجان خلي من أي أثر تنموي وحضاري يظل شاهدا حيا ومؤثرا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية
للمدينة المستضيفة ؛وكأن الهدف الأصلي للمشرفين والمنظمين علي السواء هو البهرجة المضيئة للصورة علي مستوي الشكل دون البحث في جواهر المضمون وما يبقي ليمكث في الأرض فينفع العباد والبلاد.
فأي نوع من الحِفاظ والإِحياء سعي إليه هذا المهرجان ، لتراث لم يحس وارثوه بإحيائه والإفادة مـن قوتـه الكامنة ؟
وأين هي العناية بمركبات هذا التراث خلال هذا المهرجان ونعني بها الآثار والمعالم التاريخية وفـن العمارة والتراث الشعبي ؟
وهل كانت المخطوطات والوثائق والفنون الشعبية والحرف والصناعات الشعبية ، والفنون بأنواعها التشكيلية محل عناية واهتمام ؟
أين العناية بالموارد الحضارية لمدينة شنقيط التي تجسدها المواقع والمنشآت والأطلال وروافدها الأثرية والتاريخية والدينية والحضارية والجمالية ؟
كل ما في الأمر أن العيون ظلت شاخصة نحو الموارد المالية لهذا الحدث الثقافي تراقب حركة السيولة بدقة متناهية وظل مجهر الوزيرة وحاشيتها من المرافقين المدربين في فنون الصرف يضع الفواتير والحسابات تحت الرقابة المكثفة وكأن العبرة في الخواتيم والعوائد...........
هذا ولم تكن المؤسسات المعنية بالثقافة والتراث في هذه المهرجان أحسن حالا وهي التي سخرت أمولا طائلة وجيوشا من الموظفين للمشاركة في فعاليات المهرجان وكمثال علي تعثر هذه المؤسسات وفشلها في إدارة المشاركة الناضجة في المهرجان نأخذ كمثال المعهد الموريتاني للبحث العلمي المؤسسة الثقافية السخية هذه الأيام في مجال تلميع الصورة حتي ولوكانت باهتة في الأصل ولاينفعها التذكير أحري التأنيث؛ ذالك أن معروضات هذه المؤسسة البحثية في مهرجان تراثي بحجم مهرجان شنقيط؛ لم يتجاوز عرض دينار مرابطي تم اكتشافه بالصدفة 1974 بأشاريم ضمن دينانير أخري تمت سرقتها فيما بعد من حاويات التخزين بالمعهد. فضلا عن مخطوط علي جلد غزال اقتناه المعهد في السابق من مدينة شنقيط 1976.
فماهي القيمة التراثية والحضارية لهذا المعروض التراثي ؟ وأين هي المهام الحيوية والوظيفية المرتبطة بعمل هذه المؤسسة في مجال البحث ؟
وهل من المقبول أن تظل ميزانية الدولة تستنزف سنويا علي هذا الموسم العبثي الذي لم تتجاوز اهتماماته الخجولة سوي المديح والرماية...........
حتى أن بعض الفيسبوكيين قال متندرا إن قيمة دعم مسجد وادان في المهرجان ، تساوي مع جائزة الفائز الأول في سباق الإبل .
رحم الله العناية بمدننا التاريخية وألهم المهتمين بها صبر أيوب؛ فهذه المدن كما يبدوا في عيون وزارة الثقافة مثل الجمال عليها يحمل الودع فلا الودع ينفعه حمل الجمال له ولا الجمال بحمل الودع تنتفع.