المسلمون وزيف الشعارات / الشيخ إبراهيم ولد الكوري

إن ما قامت به جريدة "شارلي أبدو" - سيئة الصيت والطالع – من إهانة لمشاعرنا ومشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم ليس بالأمر المفاجئ إطلاقا،فليست مرتها الأولى ولن تكون الأخيرة!!.
فكيف لصحيفة نشأت في وسط مليء بالكراهية 

لهذا الدين الحنيف،بني أفكاره ومصالحه على ازدواجية مقيتة كيف ننتظر منها إلا ما حصل ويحصل دائما؟!!.
حقيقة الغرب أنهم لا يألون جهدا في نبذ هذا الدين في جميع المجالات:سياسية، اقتصادية،اجتماعية ....الــخ ولا يتوانى الإعلام الغربي كله في تشويه سمعة هذا الدين وربطه بالإرهاب من أجل إلغاء المسلم وإقصائه،كما يعمل دائما على تدجين الشعوب وترويضها بشكل ممنهج لتقبل هذه السياسات المملوءة ظلما وقهرا وكراهية.
إن قتل الأمريكيين والأوربيين للعرب والمسلمين وإبادة العدو الصهيوني للمسلمين ومجازر غزة وهدم وتشريد وتعذيب المسلمين في كل بلد:بورما وسوريا والعراق والفلبين وأفغانستان وليبيا والبوسنه والهرسيك والصومال والشيشان .....الخ ـ وسأجد صعوبة في التوقف عن العد ـ  كل ذلك يعتبر واجبا مقدسا في نظر الغربيين، فما الذي يميز ضحايا الإرهاب في الغرب عن غيرهم في بلاد المسلمين ؟!!!
كم يموت يوميا من المسلمين بسبب سياسات وجنود وسلاح الغرب؟ هذا هو الإرهاب بعينه ،فالإرهاب صناعة غربية خالصة.
إن قيم التعايش السلمي وما يصاحبها من شعارات براقة كالتعقل والانفتاح والاعتدال وحوار الحضارات لا يعدوا كونه حق أريد به باطل ويتعرى يوم بعد يوم.
إن التبريرات التي تلوكها ألسنة الغربيين وتتحدث عنها دون ملل مبررات زائفة مهما حاولوا منطقتها بكل أسلوب (حرية التعبير، حرية الفكر، حرية الاعتقاد....):


- من أراد السفور (التبرج) فهو حر في ذلك ومن أراد الاحتشام  (الحجاب)فلا حرية له في ذلك!!!.
- يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لأن المسلمين يذبحون (خرافا) في عيد الأضحى ولا تتحرك لهم شعرة واحدة إذا قام الإسرائيليون بذبح أطفال فلسطين !!! هذا قيض من فيض .
أي منطق هذا ؟ وكيف له أن يستقيم؟!.
الحقيقة أنه آن الأوان لندرك أن الغرب يتصرف بما تمليه عليه مصالحه وأفكاره وإذا كنا ننتظر يوما من الغرب مراجعة هذه الأفكار والمصالح لصالحنا فذلك هو الوهم بعينه،فلنتصرف نحن بما تمليه علينا أفكارنا ومصالحنا وإن انطوى ذلك على الازدواجية ذاتها التي نحن ضحيتها.
علينا أن نرد لهم الصاع صاعين " فلا مساومة في ديننا الحنيف"؛وسيتضح لهم أن ما يقومون به من إهانات متكررة إنما يخلق تربة خصبة لانتشار الكراهية وتنامي الإرهاب الذي لا يفرق بين الأديان ولا يعترف  بالحدود .
علينا معشر المسلمين أن نذود عن ديننا الحنيف دين الرحمة والمحبة والسلام،وإحياء محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أشيد بالمواقف الصحيحة والموفقة التي وقفها المسلمون في شتى أنحاء العالم وخصوصا الشعب الموريتاني بأسره (رئيسا وشعبا ولاغرو في ذلك ) ضد سيئة الصيت والطالع جريدة (شارلي أبدو) الفرنسية.
 

19. يناير 2015 - 12:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا