هل بدأت ثورة السجون بموريتانيا ؟ / المعلوم أوبك

غريبة هي حالة موريتانيا ......  كل شيء في حالة حراك... أو يتجه نحو التشكل لحراك .... الشرائح المهمشة  تنتفض في وجه الظلم ... والقابعون منذ زمن في براثن الظلم والإقصاء يرفضون استمرار واقع المعاناة ...  لا شيء يقبل أن يستمر على وقعه  المفجع في هذا البلد ... 

جميع أصحاب المعاناة لا يريدون أن تدوم حالة البؤس والحرمان القائمة التي يريد كل الغابنين استمرارها ... 
البلد في حالة التشكل نحو الهزة الاجتماعية المنتظرة التي ستوجه الدفة على سكة العدالة و المسار السليم ..........  فلا جدال أن المساجين بالبلد أكثر ضحايا شتى مظاهر الغبن القائم بدءا بمن يقبع في  السجن بدون محاكمة  ، ومن انتهت مأمورية سجنه ، مع ذلك  يقبع في غياهب سجنه بدون وجه شرعي.
مساجين السجن المدني بانواكشوط هم حالة مصغرة لواقع المعاناة التي تطحن الكثير من المغلوبين على أمرهم بهذا الربع الخالي , وأحداث السجن المدني اليوم تعبر عن أن المجتمع يتجه نحو  إصدار الإعلان عن انتهاء عهد السكوت على الواقع المرير الذي لا يطاق ....  السجن .... والقمع ... والغبن ... والتهميش .... والبؤس .... والحرمان ..... والسخط .... والتذمر ... والغليان ...  كلها مفردات كافية لتشكل حالة حراك معبرة عن الرفض ... فبالأمس ثارت ثائرة مساجين ازويرات وأطلقت طلقات نارية لمواجهة العصيان الصاعد من هناك .... والليلة تثور ثائرة سجناء السجن المدني .... ومع ذلك لا تفهم الحكومة أن الرد المناسب على هذا التعبير المناهض للوضع الغير لائق في سجوننا لا يكون بلغة السلاح .... بل الرد الأنجع ... النظر بجدية في مسببات السرطان الذي يتهدد السلم والأمن في السجون .
أتفهم جليا أنه لا شيء يعوض المساجين ما  يشعرون به من فجاعة في زنازينهم وما يتعرضون له بدون وجه قانوني ولا أخلاقي ، ولا يمكن لأي كان انطلاقا من ذلك  التقليل من الغليان المتواصل الذي يريد البعض أن يحجب ألسنته لهبه التي  أبت إلا أن تتجاوز الجدران إلى الشارع ، فعلينا جميعا الانتباه والنظر بعين المتأمل والمتدارك لانفجار الأوضاع في السجون بموريتانيا قبل أن تندلع نيران العصيان لتحرقنا جميعا ، والمبررات لاندلاع ثورة السجون قائمة انطلاقا من سوء ظروف السجون وضعف الخدمات واستشراء شتى أساليب الذل والمهانة والسخط والتذمر في صفوف السجناء بكل السجون  ،  فالظلم الصارخ وغياب العدالة يجعل من سجوننا قنابل قابلة للانفجار في أي حين إن واصلنا التعامي وسياسة إغماض العيون عن ما يعانيه مساجين سجوننا  من تماطل في استمرار سجن غير مبرر وسوء ظروف صحية ومعيشية بالسجون تزيد طينها بلة ، وغياب جدولة بينة في ملفات السجون والمماطلة في إجراءات  المقاضاة كل تلك أمور تبرر أي ردة فعل طبيعية على سكوتنا البادي عن ما يجري في سجوننا الظالمة .
علينا إدراك أن حراك سجناء السجن المدني أمس ليس  سوى محطة من  مسار حراك المساجين في موريتانيا الصاعد والذي تبرره الظرفية الحرجة التي تعيشها سجوننا ..... فكما انتفض بالأمس مساجين سجون ببلدان عديدة ...ويبدوا أن الدور حان على مساجين سجون موريتانيا ....  فهل  تنطلق شرارة ثورة السجون من نواكشوط ؟؟  

24. يناير 2015 - 13:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا