تناولت بعض وسائل الإعلام المحلية خبر حادثة السجن المدني الأخيرة كما تناوله بعض المدونين على المواقع الإجتماعية بطريقة أقل ما يفهم من أصحابها أنهم ليسوا على اطلاع بقضايا الأمن العام حيث يتضح أن أغلبهم فهم عدم إطلاق سراح المعنيين على أنه تقصير من الجهات القضائية
وأن الذين أثاروا الشغب كان من حقهم أن يفعلوا ذلك بل ذهب البعض إلى أن ‘‘ الحكومة رضخت لمطالب السلفيين ‘‘ - حسب تعبيره- ! واصفا ما قام به الإرهابيون بالعمل البطولي وبذلك تكون هذه الوسائل ساهمت في نشر ثقافة هؤلاء وإعطاء صورة مخالفة لتلك التي هم عليها !!!
وهو ما جعلني أكتب الملاحظات الخمسة التالية:
1- أحيط صحافتنا المحترمة علما بأن هؤلاء الذين أثاروا الشغب في السجن المدني مستخدمين أبواب ونوافذ بعض غرف السجن ليسوا مجرمين عاديين إنهم قتلة الجنود الموريتانيين في القلاوية وتورين وهم من أربك ساكنة أنواكشوط حيث تبادلوا النار مع قوات الجيش الوطني في انواكشوط وهم قتلة الساح الفرنسيين في ألاك وليسوا من انتهت فترة محكوميتهم وإنما تدخلوا لفرض إطلاق سراح بعض زملائهم.
2- أحيط صحافتنا المحترمة علما بأن الجهات القضائية لم تقصر في إطلاق سراح المعنيين فقد انهت التحقيق في ملفات المفرج عنهم ساعات فقط قبيل أعمال الشغب وهي تحقيقات من صميم عمل الجهات القضائية والأمنية هدفها سلامة وأمن المواطنين مسقبلا ووضع آليات لمراقبة سلوك المفرج عنهم نظرا لخطورتهم على الأمن العام وقد تأكدت ضرورة ذلك من خلال علاقتهم بأصحاب الشغب.
3- أحيط صحافتنا المحترمة علما بأن سبب احتجاز الحرسيين لا يعني قوة السجناء ولا ضعف الوحدة العسكرية الموكلة إليها مسؤولية أمن السجن بقدر ما يعني غياب ما يعاب على السجون عادة من انتهاك للحريات وتعذيب للسجناء ، فقد أثبت طاقم كتاب الضبط المشرف على تسيير السجن المدني وفرقة الحرس المساندة له أنهم لم يأتوا من أجل التعذيب والدليل على ذلك أن السجناء لم تسجل بينهم حالة واحدة من حالات الجروح التي ظهرت على بعض الجنود المدججين بالسلاح !!!
4- أحيط صحافتنا المحترمة علما بأن إظهار تعاطف الإعلامي مع الإرهابي و استضافته على الهواء مباشرة من داخل السجن المدني وكأنه طرف في معركة من شأنه أن يظهره قدوة يحتذى بها وقد يعرض ذلك شبابنا إلى الإنخراط مباشرة في تنظيمات هدفها المساس به وببلده.
5- أحيط صحافتنا المحترمة علما بأن الأمر عندما يتعلق بهيبة الدولة واستقرارها يجب علينا جميعا أن نتحلى بضمير المواطنة حتى لو أعطتنا الحكومة كامل الحرية في نقل الكلمة.