تفتح همزة "أنّ" إذا صح أن يسد المصدر مسدها مع اسمها وخبرها، وتكسر حيث لا يصح ذلك، ويجوز الفتح والكسر إذا صح الوجهان. فتفتح همزة"أنّ":
1-إذا وقعت هي ومعمولاها في محل فاعل، نحو: أعجبني أنّك مجتهد، والتقدير: أعجبني اجتهادُك.
2-أو مفعول به غير مقول القول، كقوله تعالى:(وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ)، والتقدير: ولا تخافون شرككم.
3-أو نائب الفاعل، كقوله تعالى:(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ)، والتقدير: قل أوحي إليّ استماعُ نفر من الجنّ.
4-أو مبتدأ، نحو قوله تعالى: (وَمِن آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً)، والتقدير: ومن آياته رُؤيَتُك الأرض خاشعة.
5-أو خبر، نحو: اعتقادي أنك فاضل، والتقدير: اعتقادي فضلُك.
6-أو مجرور بالحرف، نحو: سررت بأنك متقدم، والتقدير: سررت بتقدُّمِكَ.
7-أو الإضافة، نحو: ما دليل أنك صادق؟، وسرني واقع أن البلاد متطورة، والتقدير: ما دليل صِدقِك؟، وسرني واقعُ تطويرِ البلاد.
8-وتفتح بعد القول الذي بمعنى الظنّ، نحو: أتقول أنّ أخاك قادم؟، أي أتظنّ؟
وهناك مواضع أخرى، والضابط لها أن تؤول هي وما بعدها بمصدر يكون له محل من الإعراب.
ويجب كسرهمزة "إنّ" في مواضع:
1-إذا وقعت في ابتداء الكلام حقيقة، كقوله تعالى:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا). أو حكما، كالواقعة بعد الاستفتاحية، نحو: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ). أو بعد"حَيْثُ"، نحو: اذهبْ حيث إنّ خالدا ذاهِبٌ. أو الواقعة خبرا عن اسم الذات، نحو: خالد إنه مسافر. والواقعة بعد"إِذْ"، نحو: جئتك إذ إنّ سعيدا غائبٌ.
2-الواقعة في صدر جملة الصلة، نحو: انتصر الذي إنه مخلص.
3-الواقعة بعد القول، نحو: (قَالَ إِنّي عَبْدُ اللَّهِ).
4-إذا وقعت جوابا لقسم وكان خبرها مقترنا باللام أو بدونها، كقوله تعالى:(وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...)، وقوله تعالى:(حم، والْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ...)
5-الواقعة في صدر الجملة الحالية، نحو: زرته وإنّي لذو أمل في شفائه، وقوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ).
6-كسروا همزة"إنّ" من بعد فعل قلبيّ كعَلِمَ، شريطة أن يكون في الخبر لام الابتداء، نحو: قوله تعالى:(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ).
7-الواقعة بعد "حَتَّى" الابتدائية، نحو: مَرِضَ خالد حتى إنهم لا يرجونه.
8-إذا وقعت خبرا عن اسم عين(ذات)، نحو: سعيد إنه مُجِدٌّ.
9-إذا وقعت صفة لاسم عين(ذات)، نحو: شاهدت سعيدًا إنه ضائع.
جواز الوجهين:
يجوز الوجهان(أي فتح همزة"إن" وكسرها)، إذا وقعت بعد "إذا" الفجائية، نحو قول الشاعر:
وكنت أرى زيدًا كما قيل سيدًا* إذا إِنَّهُ عبدُ القفا واللهازم. والكسر أولى لأنه لا يحوج إلى تقدير، أمّا التقدير فهو: إذا العبوديةُ حاصلةٌ، فالمصدر المؤول مبتدأ والخبر محذوف، كما تقول: خرجت فإذا الأسد، فالخبر محذوف، والتقدير: خرجت فإذا الأسد مقبل.
ويجوز الوجهان أيضا إذا وقعت"إنّ" بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط، نحو قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). فإذا فتحت الهمزة كان التقدير: من عمل منكم سوءا بجهالة فغفران الله واقع(والكسر أحسن).
وكذلك يجوز الوجهان بعد"لَاجَرَمَ"، نحو: لا جرَمَ أن العدلَ أساسُ المُلكِ.
ويجوز الوجهان، في نحو: أوَّلُ قولي إنّي أحمد الله، فعلى الفتح يكون الخبر مصدرا مؤولا من"أنّ" وما بعدها، والتقدير: فأوَّلُ قولي حمدُ الله. وعلى الكسرعلى جعل(أول) مبتدأ وخبره جملة(إنّي أحمد الله)، ونظير ذلك قوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ). وقوله صلى الله عليه وسلم: أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلّا الله.
(المرجع في اللغة العربية لعلي رضا. دار الفكر).