مضي شهر من سنة التعليم الأولي من نوعها في بلادنا (1/2015)وهي فترة هامة لتقويم أداء الوزارات المعنية بمباشرة الإصلاحات وتنفيذ التعهدات التي أطلقها رئيس الجمهورية ..إن شهر يناير يمثل مرتكزا هاما في المسيرة الدراسية :فهو يعني نهاية الفصل الأول من السنة الدراسية ،
وبداية الفصل الثاني. ويؤشر لمستوي النجاعة التي تحققت أو التي يمكن أن تحققها السنة الدراسية بكاملها ..ولسنا بحاجة لانتظار أسابيع أخري لنتأكد من مستوي العطاء التربوي أو نحدد اتجاه الإنجاز وحجمه ؛فكل الدلائل تشير إلي ثبات في المنظومة التربوية واستقرار تام في مستويات العطاء كافة منذ عقود من الزمن ..لم تتبدل المعطيات المتعلقة بالبرامج المدرًسة أو مؤهلات المدرسين أو بالتأطير والمتابعة ..ولم تتخذ أي قرارات ستغير من نتائج العملية التربوية ..شهر كبقية أشهر السنوات المنصرمة لم يحمل أي جديد للمدرسة الموريتانية شكلا أو مضمونا ,,
حيوية واندفاع
سُجل في الشهر الماضي من سنة التعليم هذه نشاط محموم للقائمين علي الوزارات المعنية من مسؤولين تربويين وإداريين ومستشارين تمثل في إيفاد بعثات تجوب البلاد طولا وعرضا، وتتفقد الأمور وتجتمع بالطواقم التعليمية وتُعلن – باستحياء كبير- عن أن شيئا ما سيتم هذه السنة ولابد من تقديم الآراء والمقترحات حوله ...! لكن الواضح من هذا الشيء ليس سوي الشعار الذي أطلقه الرئيس ، ولو يجرؤ أحد في الوزارة علي سؤال الرئيس عن ماينوي القيام به في السنة الموعودة بالفعل ...إلا أنه لابد من توظيف الشعار دعائيا في اتجاه يرفع المعنويات وينعش الآمال لدي المُحبطين من المعلمين والأساتذة ...
أسئلة و إجابات
- أين وصل أول قرار اتخذته الوزارة هذه السنة بخصوص المُنتمين لها العاملين في السابق بإدارات وزارات أخري؟
جاء هذا القرار سريعا ومفاجئا وعديم الجدوائية، لكنه أعطي الانطباع بتوجه جدي قد يصل إلي مستوي يكرر محاولة الوزيرة (بنت حابه)الجريئة لإعادة التعليم إلي جادة الطريق...لكن الأمور سارت- بذات السرعة التي أنتجت القرار- إلي تجاوزه واستبداله بقرار آخر يقضي بدمج جزء من العقديين غير المكونين واكتتاب آخرين بشروط أقل مراعاة للمؤهلات والاحتياجات ، ولكنها تسمح بتغطية النقص الكبير في المدرسين ولو كان ذلك يتم علي حساب جودة التعليم ومردوديته التربوية ...
- ما أسباب التضييق علي المترشحين لشهادة ختم الدروس الابتدائية ؟
وزعت الوزارة نسخة من قرار يقضي بمنح فرصة أكبر للترشح لمن هم فوق سن معينة لكل مرحلة تعليمية .وهو إجراء غريب !
لم نسمع مُطلقا أن منظومة تعليمية لشعب من شعوب الأرض تعمد إلي التضييق علي التفوق والإبداع والتمييز لدي فئة عمرية هي الأهم لمستقبل الأمة والدولة ... إن عددا غير قليل من التلاميذ الموهوبين سيتعذر عليهم المشاركة في الامتحانات الوطنية مما سيضيع سنة من عمر هؤلاء التعليمي. فهل أن شيئا من ذلك يخدم أهداف سنة التعليم 2015م؟؟
- لماذا لا يجرى تكوين الأساتذة الميدانين من المكتتبين عشوائيا بعقود غير دائمة أو المرسمين حديثا وحتى من الخريجين في السنوات الأخيرة علي التدريس بالمقاربة التي أُعدت البرامج لكي تدرس بواسطتها؟
من المستغرب تماما أن تُكتب برامج المرحلة الابتدائية والإعدادية وفق مقاربة جديدة وناجعة (مقاربة الكفايات) ، ولايستمر تكوين الأساتذة والمعلمين الذين يتم –يوميا- التعاقد معهم في كل ولايات الوطن للعمل الفوري داخل الفصول التعليمية..إن هذه الوضعية ليست مُختلة وحسب بل إنها تمثل استهتارا وتلاعبا بالمعايير التعليمية وجهلا واضحا بأهمية الرفع من مستوي أداء منظومتنا التربوية ...يتواصل