تعد البطالة في صفوف الشباب من اكبر التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبغض النظر عن الجدل الدائر حول نسبتها ومدي تفشيها في صفوف الشباب وحملة الشهادات منهم خاصة,تبقي المسكنات التي تعطيها الحكومات المتعاقبة للشباب المصابين بهذا المرض
العضال عاجزة عن انتشالهم من براثنه .
ومن الأمور الواضحة للعيان أن الحكومة الحالية ورثت عن سابقاتها قاعدة أكيدة مفادها أن حامل الشهادة العاطل عن العمل لايحتاج لكي يغير واقعه ويحقق طموحاته إلا أن يكون -وكافا- يبيع المواد الغذائية بالتجزئة ..أو –وكافا- يبيع الماء علي احدي حنفيات الأحياء الشعبية أو سائق عربة بثلاث عجلات يحمل البضائع أو سائق أجرة ينقل الناس من نقطة إلي أخري............... .
ومن المؤكد أن هذه المهن ليست طموح من افني سنوات عمره في تحصيل العلم والشهادات .....
ومن ما تبرر به الحكومة هذه التصرفات أن الشهادات التي يحملها الشباب لا تتماشي مع حاجات سوق العمل, وفي هذا الإطار وفي خطاب رئيس الجمهورية في مدينة انواذيب قبل سنتين وجه الشباب إلي ضرورة توجههم إلي التخصصات العلمية والمهنية نظرا للحاجة الماسة إليها في السوق وأكد أن التخصصات الأدبية هي سبب تعطيل أصحابها عن العمل نظرا لوفرتها .
وسعيا من الشباب لتلبية هذا النداء وتحسين خبراتهم ومعارفهم وتكييفها مع حاجة السوق من اجل مطاردة حلم الحياة الكريمة في وطنهم تبني الشباب الموريتاني هذه الرؤية وانكب علي التخصصات العلمية والتكوين المهني .....
وكانت مجموعة 150من حملة الشهادات الخارجين من دهاليز وكالة ترقية تشغيل الشباب علي طليعة هؤلاء حيث وافقوا علي عقد مع الدولة يتضمن إعادة تكوينهم مدة السنتين في مدينة ازويرات علي هامش مشروع بناء 600 وحدة سكنية.علي كيفية إدارة مؤسسات المقاولات والأشغال العامة وبتعهد طموح من الدولة يقضي تمويل مؤسسات لهم في نهاية التكوين ومساعدتها حتى تكون قادرة علي المنافسة وذالك من اجل ضخ دماء شبابية في القطاع ومن اجل أشراك الشباب في بناء الوطن .
تبنت المجموعة الفكرة وثمنتها وشدت الرحال إلي جوهرة الشمال مدينة ازويرات
وتحملنا الصعاب وقاسينا الم البعد وعطلنا أحلامنا من اجل هذه الفكرة المتميزة.
وبشهادة من الشركات المنفذة للمشروع ووزارة الإسكان الوصية علي المشروع ووزارة التشغيل الوصية علي حملة الشهادات فقد برع الشباب في التكوين وإدارة التنفيذ والتدريبات المصاحبة له من تكوين دام 15 يوما في الثانوية المهنية بانواكشوط علي تسيير مؤسسات المقاولات والأشغال العامة إداريا.وتكوين دام أسبوعا علي يد مكتب دراسات متخصص في تمرير الصفقات العمومية وطرق المشاركة فيها . والشهادات التي منحت لهم خير دليل علي ذالك
واستطاعوابذالك أن يخلقوا جيلا من الشباب المقاول المسلح بكافة الخبرات الضرورية في هذا القطاع والمفعم بالطاقة والحماس .
وبعد انتهاء التكوين وعودة المجموعة إلي الجهات المعنية تفاجئنا انه لايوجد تصور واضح لما بعد التكوين .
ومنذ ما يقارب الأربعة أشهر من التردد علي الجهات المعنية والصعود والنزول من اعلي إلي أسفل الهرم الإداري
تفتت أحلامنا علي الصخرة المتوارثة من طرف الحكومات المتعاقبة .وتشتتت أمانينا التي رسمناها طيلة فترة التكوين التي دامت سنتين
. و العشرين سنة التي سبقتها في تحصيل الشهادات وتأكد لنا من ما لا يضع مجالا للشك أن ما تعبنا من اجله ليس إلا سرابا حسبناه ماءا .....