شهد الإعلام الإلكتروني الموريتاني انتشارا واسعا سواء من حيث العدد أو القراء ، لكنه وجد نفسه أمام حَكمين أحدهما دولي والآخر وطني .
ونظرا لقوة المنافسة فقد انشغل أغلب المواقع في الإهتمام بما يطلبه الحَكمان
على حساب المهمة الموكلة في الأصل لصاحب الرسالة الإعلامية ، والحقيقة أن المجتمع لا يخدمه تصدر أي موقع قائمة القراء أو المستفيدين من صندوق دعم الصحافة المستقلة ، بقدر ما يخدمه الإهتمام بمشاكله ورفع الظلم عنه عن طريق نشر واقعه الذي يعيشه بموضوعية .
الحَكم الدولي هو الموقع الأمريكي الذي يسمى آلكسا " http://www.alexa.com/ " والذي يهتم بترتيب المواقع في العالم حسب معيار المتصفحين .
انشغلت مواقعنا الإلكترونية بسياسة النسخ واللصق وغابت التحقيقات والمقابلات الخاصة والبحث عن الأخبار عن طريق مصادرها بصفة مباشرة ، كل هذا من أجل أن يحكُم عليها ذلك الحَكم الدولي بحُكم يجعلها في القائمة الأولى من المواقع ، مما جعلك تُطالع عدة مواقع تخال أنها تحت إدارة واحدة ، نظرا لتشابه العنوان والمحتوى ، ولا غرو فقد يكون العنوان واحدا لكن لا يمكن أن يكون المحتوى واحدا نظرا لافتراض وجود عدة محررين .
قد يقول البعض إن تصدر المتصفحين يعود إلى اهتمام القراء بالموقع ، والحقيقة أن الموقع يمكن أن يساهم في الرفع من قرائه ويكون ذلك بالتوزيع عبر مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي .
أما الحَكم الوطني فهو صندوق دعم الصحافة المستقلة ، ذلك الصندوق الذي وُجد بعد نضال الإعلاميين الطويل ، فقد كان هو الآخر له معاييره الخاصة به ، التي يمنح بموجبها الدعم للمستفيدين .
فقد ركزت مواقعنا على توفير تلك المعايير متجاهلة أن المبلغ المدفوع من خزينة الجمهورية الإسلامية الموريتانية والذي لا يجوز صرفه في المجالات الخصوصية يجب أن تستفيد منه بحذر شديد .
فالصحافة هي الجهة التي يُعول عليها المجتمع لإنارته وتثقيفه وكشف المتلاعبين بماله العام ، ومن هذه النقطة عليها أن تقف في موقف مناسب لمكانها من تسيير ذلك المال العام الموجه لها ، وإلا لوقعت في مستنقع لا يتناسب مع دورها ، ويُفقد المجتمع أمله في الحصول على حقوقه .