سيناريوهات أزويرات / الشيخ ولد محمد المامي

حاولت أن أجيب من وجهة نظري على السؤال الجوهري و المحوري في قضية أزويرات وهو :

لماذا شركة أسنيم صامتة صمت القبور ؟ ولا خبر غير قال مصدر في الشركة أو مصدر من داخل الشركة ؟ و لا إسم و لا وسم

أولا مفروغ من أمر أن المضربين في أزويرات تجاوزوا 90 بالمائة و الشركة مشلولة تماما والأجوبة إثنان لا ثالث لهما حسب رأيي :

أولا : أن المدير ليس لديه رصيد يرضي العمال ويعني ذلك أن الشركة نهبت أموالها و خصوصا ما يسمى الصندوق الأسود المخصص للأزمات و ليس لدى المدير أيضا ما يقنع العمال غير أن أسعار الحديد الخام هبطت إلى ما تحت 70 دولار مع أن تكلفة الطن بحسب المدير 40 دولار .. وقد هبط النفط و مشتقاته و هبط اليورو و ارتفع الدولار وهبطت أسعار قطع الغيار وكل ذلك في صالح الشركة لهذا لم يستطع أن يفاوض مندوبي العمال لكن لماذا لا يستعين بالدولة لحلحة الموقف ؟ ربما لأن لديه ملفات فساد قد تورطه أكثر وقد تورط معه أكثر من مدير في الشركة مثل صفقة القطار الذي يتكون من 1000 عربة و الذي يرابط منذ أشهر على السكة في مدينة أزويرات قرابة 400 عربة بين لمهودات و ملتقى السكك عند أرويصات و البقية في مدينة أنواذيبو هذا القطار لا تستطيع عرباته أن تدخل تحت مكان شحن العربات لا في لمهودات و لا في TO14 و لا في كلب الغين و لا حتى في PG10 ولم يعلن عن مقدار العملة التي صرفت في الصفقة وقد أصبح هذا القطار مشكلة حقيقة حيث يحجز بعض السكك الحديدية و التي هي ممر أصلا للقطارات و قد لا تكون هذه الصفقة الوحيدة الفاسدة في الشركة ... فلذا لا يستطيع ان يناقش العمال لأنه ليس لديه أوقية واحدة, و لا يستطيع أن يستنجد بالدولة الأن لديه ملفات قد تغرقه إلى الأبد لذا فضل الصمت و سياسة ملئ الفراغ بالكذب على الدولة بأن أسنيم ترسل القطارات الثلاثة يوميا في وقتها و كذلك بهذه القرارات الإرتجالية العمياء من أجل إنهاك العامل في سياسة طول النفس و لي الأذرع.

ثانيا : إما أن رئيس الجمهورية بمركزيته للدولة لم يعطي بعد الأوامر لحل مشكلة العمال التي كانت الدولة طرفا في أتفاقها و هو ما وقع من قبل في مشكلة الحراس الذين تم حجزهم على مشارف أنواكشوط قرابت 3 شهور حتى جاء الأمر من رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للمظالم وتم ما تم .. لذلك فالضرورة تبيح لشركة اسنيم صمت القبور, لكن هذه المرة شريان الإقتصاد و أكبر مساهم في ميزانية الدولة الموريتانية و قد خسرت في هذا الإضراب على مدى الأسبوع الماضي مئات الملايين وكل يوم تخسر أكثر وليس هذا في صالح أي طرف و حين ينفد الإحتياط من المعدن المعد منذ أشهر قد يتوقف القطار و سيتضرر من ذلك كل القرى التي تقع على السكة الحديدية و التي ينقل لها القطار كل شيء حتى الماء.

9. فبراير 2015 - 11:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا