إشراك الشباب / محمد الأمين محمد المختار حبيب

يعد الشباب من أهم الموارد التي يتوجب على كافة مؤسسات المجتمع الحكومية، الخاصة والأهلية الاستثمار فيها من أجل إحداث تنمية متكاملة ومستدامة لذلك لا غرابة أن يحظى الشباب بالاهتمام وهو الذي ضرب أكبر الأدلة وأصدق المعاني في أكثر من مناسبة مؤكدا

أنه إذا ما أتيحت له الفرص المواتية يمكنه أن يحقق أكبر الإنجازات ويتبوأ أجسم المسؤوليات وهو ما يوجب على كافة هذه المؤسسات العمل من أجل تحويل طاقات وإبداعات الشباب إلى عناصر إنتاج ايجابية تخدم وتنمي المجتمع سياسيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا و ذلك لأن عدم الاستثمار في هذا العنصر المنتج وتركه دون الرعاية المطلوبة يحوله إلى عناصر هدامة للتنمية  في الحاضر والمستقبل فلا يمكن لعملية الإصلاح والتنمية أن ترى النور دون العمل جديا على تمكين الشباب من خلال توظيف إمكانياتهم وطاقاتهم وإشراكهم في عملية صنع القرار و هو ما يجب أن يكون هدفا ووسيلة للإصلاح والتنمية.

والأمة إذ تراهن على الشباب كضمانة لمستقبلها فهو بدوره يراهن عليها لحماية حاضره ومستقبله وهذه المعادلة الصعبة تجد حلا وحيدا يكمن في تحصينه وحمايته من الأخطار التي تتهدده بعناوين متعددة كالتهميش، الاستلاب الحضاري والثقافي، الفقر و الأمية والإعاقة بشتى أنواعها والتي أصبح بمعزل عنا يلتمس لها حلولا واهية، كالتطرف، والهجرة، والمخدرات مما يجعله فيه مهب ريح عاتية وغير مؤهل لتحقيق أهداف الألفية، و هو ما يدفعنا لمناشدة صناع القرار و الفاعلين والغيورين من أبناء وطننا الغالي، بغية الاهتمام برافعة التنمية وقلبها النابض قبل فوات الأوان، ولست هنا بصدد الدعوة إلي صراع الأجيال بل لأنني أدرك بوضوح أنه لا يمكن لأي مجتمع ًأن يرتقي إلا إذا شكلت العلاقة فيه بين الأجيال واقعاً ملموساً من التعاون و التبادل والنصح، علاقة يسودها الاحترام ويؤطرها التقدير للآخر والفهم بأن الحياة تتحمل الكثير، فهي تتحمل شيخًا وشابا يبنيان كلٌ على قدره وحسب مقدرته ولا يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر بل هو مكمل له، على أن السعي لتحجيم الشباب وصياغته في قالب تقليدي لا يتوافق مع عظيم قول الإمام علي عليه السلام "لا تقصروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"، فلكلٍ فهمه وطريقته في التفكير والتعامل مع الأمور، فعلى الشيوخ أن يأخذوا بأيدي الشباب برفق، ويحسنوا جذبهم إليهم، وعلى الشباب أن يمدوا أيديهم للشيوخ، ويحسنوا الاتصال بهم فإن أبوا ذلك فعلى الشيوخ أن يمدوا أيديهم ولا يستيئسوا... فالإناء الكبير يتسع لما هو أصغر منه، وعملية البناء الوطني تتطلب تكاتف و تعاضد جهود الجميع ليكملوا دور بعضهم البعض لتنضبط حماسة الشباب بحكمة الشيوخ.
وحاصل فذلكة القول، أن اعتزاز أي أمـة بنفسهـا هو اعتزازها بشبابها أولا؛ أساسها المتين وركنها الحصين الذي لا يمكن أن تتم عملية البناء والتعمير دون إشراك قلبها النابض الذي يبقي أولا و أخيرا الشباب.
 

12. فبراير 2015 - 11:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا