هل ستذهب المعارضة موحدة، أم يبقى التكتل وحيدا ؟ / سعدبوه ولد الشيخ محمد

تميز موقف حزب تكتل القوى الديمقراطية من الحوار مع النظام بالغموض، والتذبذب، غموض قد يكون مقصودا لحاجة في نفس التكتل، أو خطأ في قراءة الوضع السياسي، بعين استراتيجية فاحصة، ومهما يكن فإن أسئلة كثيرة بدأت تطرح حول إمكانية مشاركة التكتل في الحوار المرتقب

بين المعارضة، والنظام.
ولعل السؤالين البارزين هما: كيف سيؤثر موقف التكتل من الحوار على تماسك منتدى المعارضة ؟ وما الشروط الحقيقية لحزب التكتل مقابل دخوله الحوار ؟
صحيح أن التكتل يترأس منتدى المعارضة، وقبل ذلك يعتبر زعيمه ولد الداداه أبرز الزعماء المعارضين، برمزيته في النضال، وتجربته في مقارعة الأنظمة، لكن يبدو أن الحفاظ على تماسك " المنتدى" ليس هدفا يجب تحقيقه بأي ثمن، فبالنسبة لولد داداه أن تبقى وحيدا معارضا للحوار، أفضل من أن تذهب في جماعة، لتتعرضوا ل" خدعة" جديدة من محمد ولد عبد العزيز.
وبالنسبة للكثيرين يبدو هذا الرأي سليما،وسديدا، لكنه صعب في الوقت ذاته،فرفض الحوار يرتب مسؤولية، وطنية، وتاريخية على الرافضين، فضلا عن كون الرفض مجازفة سياسية غير محسوبة، فماذا لو اتفق الآخرون على صفقة تخرج البلاد من التأزم، وتخرج الرافضين من كعكة السلطة، بعد أن أخرجوا أنفسهم من صف المعارضة التي ذهبت مجتمعة للحوار.
وبخصوص الشروطال الحقيقية التي يطرحها حزب التكتل مقابل قبوله الحوار مع النظام، فتبدو للعديد من المتابعين شروطا عبثية، حتى لا نقول تعجيزية، على الأقل في جزء منها، هذا فضلا عن أن مبدأ الشروط لا ينبغي أن يطرح، إذا كان الأمر يتعلق بمحاولة جادة لإخراج الوطن، مما تسميه المعارضة أزمة سياسية.
لذلك يبدو مصطلح " ضمانات" أفضل هنا من مصطلح " شروط" ثم هل " التكتل" في موقف القوي حتى يفرض شروطه، ويقول للآخرين طبقوها، أو اذهبوا؟
فالتكتل فقد زعامة المعارضة، وفقد التمثيل في البرلمان، وفقد الكثير من بريقه، وزخمه في الشارع، فعلى ما يراهن ولدداداه إذا ؟ البعض يطرح سؤالا مفاجئا مفاده: ماذا لو ذهبنا إلى الحوار من دون التكتل؟ أولا يعتبر التكتل في هذه الحالة أكبر الخاسرين؟وسيظهر التكتل على أنه بارع فقط في " التأزيم" لكنه ضعيف في جهود الحل، وبالتالي فهو جزء من المشكلة، وليس جزء من الحل،وفي النهاية سيقول الجميع في هذه الحالة إن المشاركة في الحوار السياسي في النهاية هي قرار فردي لكل حزب، تماما مثل المشاركة في الانتخابات، أو مقاطعتها، وكما لا تفسد الانتخابات بمقاطعة هذا الحزب، أو ذاك، فكذلك هو الحوار، أيها التكتليون.
حل كتيبة الأمن الرئاسي " بازب" وإعلان ممتلكات الرئيس، وإقالة بعض المسؤولين، وخفض الأسعار، وإطلاق سراح السجناء... هذه بعض من شروط التكتل للحوار، بحسب ما تم تسريبه، شروط تبدو عشوائية، وتعجيزية، فما علاقة   " بازب" بالحوار السياسي؟ وهل خفض الأسعار مسألة تتم بجرة قلم لمجرد أن ولد داداه طالب بها، أو اشترطها ؟ وهل يمكن أن تتم إقالة موظفين من مناصبهم فجأة لمجرد أن " التكتل" يريد ذلك؟
ثم السؤال الأهم: لماذا لا يدخل التكتل في الحوار، ومن ثم في الانتخابات، وعندما يصل إلى السطة ينفذ هذه المطالب، يقوم بحل " بازب" ويقيل، ويعين من يشاء، ويفتح دكاكين لتوزيع الغذاء مجانا، ويزيد رواتب الموظفين بنسبة ألف في المائة ؟!
وماذا لو فاجأ النظام الجميع بالاستجابة لجميع شروط حزب التكتل الغريبة؟ هل سيصدر " التكتل" شروطا أخرى من بينها: تخفيض درجات الحراراة في الصيف المقبل على مناطق الشرق، وزيادة منسوب الأمطار في الخريف القادم لتعويض نقص المطر في السنة الماضية ؟ّ!!
بعض المراقبين يرى أن حزب التكتل بهذه الاشتراطات-وإن كانت لم تصدر عنه رسميا- يحاول جني ثمار الحوار قبل أن يبدأ، وهو تكتيك فاشل في المفاوضات، ويعبر عن نقص الثقة في الطرح، ما يجعل صاحبه يبقى يراوح مكانه، لأن نقطة قوته في رفضه، وليست في تفاوضه.
ومهما يكن فإن الأيام المقبلة كفيلة بوضع حد لهذه المماحكات، وستبين ما إن كانت المعارضة ستذهب إلى الحوار موحدة، أم سيذهب التكتل للمقاطعة وحيدا؟ حيث يقول البعض غن موقف حزب التكتل السياسي دائما مثل لوني شعار الحزبن أسود، او ابيض، ولا منزلة رمادية بين المنزلتين.

12. فبراير 2015 - 11:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا