خلال ما يزيد على نصف قرن من الاستقلال وخلال كل سنة نستقبل هذه الذكرى المجيدة بالفرح والسرور، والحديث عن الأمجاد وإبطال المقاومة،ثم الحديث عن الإنجازات والمشاريع المستقبلية .. ويبقى المشروع الأهم والأساسي في بناء الدولة – القضاء على العبودية - مهملا مغيبا
عن موائد الحوار ،وكأن البلد لا توجد فيه ظاهرة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وهي لعمري لأشد خطورة على تماسك المجتمع من الاستعمار،لذلك فإن فرح العبيد وأبنائهم بذكرى الاستقلال المجيدة تبقى دائما منقوصة الحماس خصوصا إذا مات ذكروا ماضي أسلافهم وحاضر معاناتهم ، ومساهمة منا لإنهاء هذه المعاناة نقدم المقترحات التالية لعلها تساعد في إيجاد حل لهذه المعضلة وهي :
الاعتراف بوجود الظاهرة ليس من أجل الإلقاء باللائمة أو تجريم الفئة كذا وتحميلها المسؤولية فالكل مسؤول عنها بما في ذلك العبيد أنفسهم ،فهي مسؤولية مجتمع بكامل أطيافه وفئاته العمرية وأجناسه ومكوناته وشرائحه ،ما من أحد بريء لكن في الوقت نفسه ليست مسؤولية أي فرد أو جهة فهي ظاهرة عرفتها البشرية جمعا عبر التاريخ،والاعتراف بوجودها في هذا البلد كممارسة مشينة ليست من الإسلام في شيء هو الخطوة الأولى الشجاعة والموفقة للقضاء عليها.
فتوى دينية واضحة وصريحة تبين حرمة ممارسة العبودية انطلاقا من الكتاب والسنة واعتمادا على التاريخ الذي يعطي فكرة واضحة عن طبيعة وشكل وحركية التركيبة الاجتماعية في البلاد .
امتلاك الإرادة لدى السلطات العمومية لتنفيذ مضمون الفتوى الفقهية وتطبيقها على أرض الواقع بما تحتاج من آليات وأساليب (خطب في المساجد،ندوات فقهية وتربوية ،اسكتشات تمثيلية..)
تطبيق القانون المجرم لممارستها بصرامة وإعطاء التعليمات الجادة للقضاة والسلطات للوقوف بحزم وقوة في وجه الممارسين والمتمالئن معهم.
مراجعة المناهج الدراسية لتشمل تحريم العبودية ،وإلغاء النصوص والاجتهادات الفقهية المتعلقة بالعبودية التي لا تنطبق على بلدنا الذي لا توجد فيه أسباب شرعية لها ،كأحكام الجمعة التي تقول بأن العبد لا تجب عليه والإمامة التي تؤكد هذه النصوص الاجتهادية انعدام أهليته لها والتركة التي لا تعطي النصوص المذكورة للعبد حق الميراث والتوريث وكذا انعدام الأهلية على بناته وأبنائه في الزواج والشهادة ...
تبني سياسة وبرامج تعليمية مناهضة للعبودية والتمييز والعنصرية وانتهاج قوانين صارمة في المدارس وأماكن العمل تمنع التمييز واستخدام العبارات المهينة وإلزام العاملين والموظفين والأمن والجيش بتطبيقها.
إعطاء عناية خاصة للتعليم في أماكن تواجد العبيد (آدوابة) بتحفيزهم على الدراسة من خلال توفير جملة من اللوازم والمستلزمات قاعات دراسية مجهزة وطاقم تدريس على مستوى التحدي متوفر على كل الإمكانات المحفزة له وللتلاميذ سواء تعلق الأمر بالأدوات أو الظروف المعيشية والمعينة على الدراسة والتدريس هذا مع.توحيد الزى المدرسي في المدن وتوزيع اللوازم المدرسية على التلاميذ وتدريس مواد التربية المدنية التي تحث على الوحدة والتجانس والاندماج والمساواة وتجاوز التراتبية والسلمية والطائفية والتركيز على المواطنة والمدنية والمسؤولية العامة أو الجمعوية.مع مراجعة وتنقيح مناهج التدريس من أجل منح اعتراف أكبر بالإسهامات التاريخية والثقافية للحراطين (التاريخ،الأدب...) كل هذا من اجل خلق جيل متكافئ الفرص
التفضيل الإيجابي (التميز الإيجابي) الهادف إلى زيادة تمثيل الحراطين في الدوائر الحكومية والهيئات التشريعية وكذا المؤسسات الاقتصادية _ خاصة النساء وذوي الحاجات الخاصة حتى وإن تطلب ذلك مراجعة في برامج العمل والتوظيف لملائمتها مع تكوينات خاصة للذين تجاوزت أعمارهم مرحلة التمدرس من اجل تمكينهم من الحصول على مهن في سوق العمل .
تاهيل وتكوين ضحايا العبودية من خلال وكالة التضامن بعد مراجعتها وتحديد دورها ومجالات تدخلها .
إعطاء فرص وتسهيلات استثنائية لأبناء هذه الطبقة من أجل خلق رجال أعمال منهم كذلك تشجيعهم بمنح دراسية في شتى التخصصات وتوظيفهم وتعيينهم تعيينات سامية وترقيتهم في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والإدارية...
مراجعة قانون الملكية العقارية ،وتشجيع المزارعين العبيد ببناء السدود وتسييجها وتوفير الأسمدة والمساعدة الزراعية واقتناء الآلات الحراثية العصرية لهم .
اعتماد طريقة للحد من وجود الصور النمطية في وسائل الإعلام عمومية كانت أو خصوصية.