صرت أصاب بالغثيان كلما طالعت خبرا عن الحوارأ ومقدماته في أحد مواقعنا –الوطنية – وأزيد من نسبة استخدامي للقهوة المستلفة من عند نادل القهوة التي في أسفل عمارتنا , الذي يتابع أخبار الحوار تماما كما يتابع مباريات الدوري الاسباني لأنه يعتقد أن حوارا كهذا قد يحل كل مشاكل
موريتانيا ومنها مشكلة الطلاب المتأخرة منحهم وبهذا تحل مشكلة دين طال عهده بينه وبين الطلاب .
المسكين وكما أوهمته وكما أوهمنى سياسيونا البارزون يظن أن الحوار سيحل كل مشاكل الوطن المكلوم بما فيها مشاكل طلابه غير الممنوحين ولهذا هو يسأل عن نتائج حوار عزيز ومعارضته العاجزة كما وصفها ذات مساء غابر
بعد أن صك سمعي بالسؤال عن الحوار دعوته للجلوس وحكيته له -الحتوتة -التالية :
دخول معارضة عاجزة في حوار مع نظام مستبد هي طعنة أخرى تضاف إلى طعناتها السابقة في ظهر هذا الوطن المغدور الذي كتب عليه أن يعيش منذ أن بلغ الثمانية عشر تحت رحمة عسكر يعرفون كيف يسرقون ثراواته ولا يدرون كيف يحمون أرضه وترابه
ولد عبد العزيز ماكر خداع يعرف كيف يجر خصومه إلى طاولة حوار غامض ويستدرجهم إلى الجلوس معه والرضاء بالقشور من وطن قسمه هو وولد باية ذات مساء في تيرس المقهورة .
نظام ولد عبد العزيز يعيش أزمة حقيقية فإضافة إلى تفشي الفساد وتنامي المشاكل في القطاعات الحيوية للدولة وليست اسنيم آخر هذه القطاعات فهناك عزلة دولية يعيشهاالنظام والفرنسيون أصبحوا يضيقون به ذرعا وأسعار الحديد في الهاوية , والبطالة متفشية وكل المشاريع والأحلام التي منى بها عزيز مواطنيه أصبحت سرابا وخيالا واختفت كما اختفى جامع انواكشوط الكبير وفنادق الفاتح العظيم .
المعارضة الموريتانية تعيد نفس اللعبة مع ولد عبدالعزيز دون أن تتعلم الدرس وهو أن الرجل لا يعرف إلا ولاذمة ولا يعترف بكبير في مملكته إلا هو وأنه يطمح من خلال تنازلات وهمية أن يخرق الدستور ويترشح لفترة ثالثة هي آخر ما يحتاجه هذا الوطن المكلوم ليكتمل موته السريري .
كل الذين تحاوروا مع ولدعبد العزيز رماهم في أول عبوة للنفاية السياسية بعد أن قضى وطره منهم
اسئلوا الزعيم مسعود واسئلوا ولدالواقف واسئلوا قبلهم الزعيم أحمد وصالح وجميل كلهم مدوا يدهم لهذا النظام في أوقات ضعفه لكنه رماهم حينما عرف أن مهتمهم انتهت .
لا أحد يشكك في وطنية زعماء المعارضة وحبهم لهذا الوطن أو بعضهم على الأقل لكن أن يعيدوا نفس الغلطة وبنفس الطريقة المعهودة ويدخلوا في حوار مع نظام كانوا قبل فترة يريدون إسقاطه ثم عادو ليرتموا في أحضانه فهذه حماقة لا تغتفر وطعنة أخرى تضاف إلى طعناتهم السابقة
اتركوا لولد عبد العزيز وزبانيته الوطن يفعلون فيه ما يشاءون وينهبون من ثرواته ما يطالون ويكتشفون نفطه وذهبهم ونحاسه ويتقاسمون أتاوات الصيد والنفط وصدقات الدول الخليجية و أموال الدول الغربية المخصصة لمحاربة الإرهاب ,ولكن لينصرفوا عنا بعد أربع سنين ويتركونا نعيش بسلام فيما بقي من هذا الوطن المأزوم
لتقفوا صفا واحدا ومنعوا توريث الحكم على طريقة مدفيدف بوتين ولا ترتكبوا حماقة أخرى تتيح لولد عبد العزيز أن يحكمنا خمس سنين فقد بلغ السيل الزبى وضاقت الأرض بما رحبت وبلغ الضيم أشده ,,
اقتنع صديقي بما حكيته له وانصرف على أمل أن يعود إلي وقد أصبح عندنا رئيس يحترم وعوده ومعارضة تطمح لشيء أكبر من الخوار ,,,