دمعت عينا مواطن عاش معنى الوطنية وجسدها ذات يوم ضمن جوقة في مدرسة عسكرية على أديم الوطن العزيز.
المناسبة كانت فاجعة الحادث الأليم لفرقة من الهندسة العسكرية على طريق أطار ــ شنقيط حيث روى أربعة عشر شهيدا الأرض بدمائهم الزكية ..وعاش ستة عشر أنات
الألم من الجروح في سبيل الوطن.
لم أتعود الكتابة عن الألم رغم كثرة السهام الضاربة في مسيرتي على مدى الأيام، لكن دموع الحزن في سبيل الوطن لا تحسن كفكفتها.
لعل الكثيرين لا يعرفون أن الجنود هم الدرع الحصينة للوطن وأنهم هم من يجسدون الوطنية بمعناها الحق" السهر على الثغور لتأدية الواجب دون خوف او طمع".
بالتأكيد أن الكثير من المدنيين لا يعرفون سر انضباط العسكريين وشدة إيمانهم بالوطن ..إنه باختصار تربيتهم وتكوينهم الذي يعلمهم أن الوطن يستحق عليهم أعلى مايملكون "دماءهم الزكية"، وأن عليهم أن يعيشوا فيه بعيدا عن تأثيرات ضيقة لدى المدنيين جعلت الأخيرين يخترعون للمواطنة مفهوما مرتبطا بالحقوق أكثر من الواجبات.
إننا جميعا لدينا آراؤنا وانتماءاتنا لكن مع القوات المسلحة الباسلة نكون جميعا ..ونحزن جميعا ونتألم جميعا.. باختصار نبكي في سبيل الوطن.
في جمل قليلة : ضحى العسكريون من أجل الوطن ومن أجل الشعب وعلى الشعب والوطن أن يردا اليد البيضاء بعد اسوداد الأفق الذي خلفته الحادثة الأليمة.
وعلى الشعب أيضا أن يدخل في حداد نفسي حتى نعيش الألم بعض الوقت مع أسر مثلنا كانت تنتظر السعادة.
وختاما إذا كان القضاء والقدر لا محيد عنهما فإن الأخد بالأسباب ومساعدة أسر الضحايا واجب وطني .